سألت الشاعر الأستاذ نادر التتان عن سرِّ نظم هذه القصيدة، فأجابني:
( من خلال متابعتي لبعض قصائد العزاء ونحن في عام 1431ه ، ولك أن تعد كم عام مرَّ على واقعة كربلاء! وكم درجة ارتفع خيال بعضِنا ! ومن خلال سماعي لأحدِهم يقول على شاشة التلفزيون: العزاء ليس محل فن وإبداع ! تشكَّل جسدي بأكملِه علامة تعجب ! وقلت: عُدنا لظلمِكَ يا أباعبدالله !! )
كُن مُبدعًا
شاعر أهل البيت شاعر مقتدر=يرغم ابَّيته الوزن ما يرغمه
يكتب بدمَّه الشعر مو بالحبر=يحكم الطور وأبد ما يحكمه
ويوم ايبدِّي ما يبدِّي امن الصفر=فوق أكبر رقم ينصب سلَّمه
يبتدي من كل نهايه ويستمر=يلحق اللي يسبقه ويتقدمه
لا يقول احسين حز نحره الشمر=خل يقول (انقطعت اوداج السِمه)
لا يقول النار شبَّت بالخدر=خل يقول (الخيمه شبَّت بالظمى)
لا ايقول الخيل صعدت عالصدر=خل يقول (السُوَر كلها امهشَّمه)
خل يقول اجروح ابواليمَّه عطر=والعطور بجرحه كلها مغرمه
لابد ايجدد خياله ويختصر=قلبه بس بنبضه وحده يترجمه
يعرف احسين أبدع بجرحه اشكثر؟=لازم ابداع الجرح يتعلَّمه
ولو ترد الواقعه بهذا العصر=وأبوفاضل لو يرد للملحمه
يمكن ايهندس نفق وإلاَّ جسر=بين نهر العلقمي وامخيَّمه!
ويمكن القُربه يخليها تمر=عبر زاجل والدرب ما يلزمه!
وبشكل ثاني يطيح ويعتفر=يعني يتغيّر محل نزف الدِمه
يمكن الرجلين منَّه تنبتر=مصرعه بكيفه يصوره ويرسمه
يا أخي العباس مبدع مبتكر=والحسين بذاته فن لليفهمه
لا تقول المهم أكتب للأجر=ما ظلمك بروعته لا تظلمه
كون مثله واحترف فن الشعر=والحلو بغير الحلو .. لا تخدمه
نادر التتان
1/ يناير/2010م