أمُّ النخيلِ تهُزُّ الجذعَ و السَعَفا = و تشرحُ الصدرَ في ميلادهِ صَدَفا
تجلو عن اللؤلؤ المكنونِ في جذلٍ = ليصبحَ الحزنُ بالأفراحِ مُنكشِفا
نبضُ القفارِ و نبضُ البحرِ مجتمعٌ = تمضي القطيفُ و تحدو الحبَّ و الشَغَفا
و ترتمي في ضريحِ المصطفى وَلَهاً = تضخُّ من حولهِ التهيامَ و الكَلَفا
***
قلبي مسيرتُهُ بالحبِّ قد زحفتْ = بغيرِ عِشقِ أبي الزهراءِ ما هَتَفا
وضعتُ عِشقي بظرف الشوقِ أُرسلُهُ = معَ النسيمِ يهني العترةَ الشُرَفا
باقاتُ من نرجساتِ القلبِ أبعثُها = مع البنفسجِ من روضِ الولا قُطِفا
و الكونُ لاعَبَ شَعرَ الليلِ في غَنَجٍ = و صبحُهُ من ضياءِ المصطفى ارتشفا
فالليلُ مبتهجٌ، أقمارُهُ وَهَجٌ = نسيمُهُ هَزَجٌ بالمُصطفى عُزِفا
ماسُ النجومِ على جيدِ السماءِ زها = سُهَيْلُ ياقوتُها في عِقدِها انتصفا
و الصُبْحُ مشتعلٌ بالنورِ مكتحِلٌ = في شمسِهِ أملٌ منها الضياءُ صفا
***
يا يوسفَ الحُسْنِ ذاكَ الحُسنُ قطَّعني = صرتُ الزُليخيَّ في التهيامِ محترفا
يا جاعلَ البحرِ نهراً في عذوبتهِ = يا جاعلَ النهرِ بحراً خيرُهُ غُرِفا
قاموسُ خُلْقِكَ لو عقلي يُصفِّحُهُ = وهى و تاهَ و لمَّا يبلُغِ الألِفا
قَرْمٌ شجاعٌ جوادٌ أشوسٌ بطلٌ = بمكرماتِ العلا أصبحتَ مُتصِفا
***
يا سيدي شجنٌ بالصدرِ مُعتلِجٌ = حميمهُ يُحرقُ الدَنْماركَ و الجِيفا
همْ لو أساؤوا فذاكَ السوءُ مبتدِأٌ = في سالفِ الزمنِ الماضي من الخُلَفا
قلتَ و حِرصُكَ قدْ سالتَ منابعُهُ= أينَ الدواةُ و هيَّا أحضروا الكَتِفا
لم يحضروهُ و حزنٌ منكَ منهمرٌ = كأنَّ ركنَ الهدى من فعلهم نُسِفا
تظاهروا شجناً و الحقدُ مختبئٌ = دمعُ التماسيحِ من آماقهمْ ذُرِفا
توارثتهُ بنو الدَنْماركَ في ضغنٍ = و صيَّروهُ بما يُخفونهُ صُحُفا
مما جناهُ عدو اللهِ من سَفَهٍ = جمرُ الفوادِ من الأشجانِ قد نزفا
لو صوَّبوا فِعْلَهمْ سهماً بمُهجتِنا = هيهاتَ أن يبلغوا بالمنكرِ الهدفا
بِيضٌ مظاهرُهمْ سودٌ ضمائرُهمْ = يسيلُ قيحُ الغوى لو صدرُهُمْ كُشِفا
يا بلدَةَ البقرِ المجنونِ ويحكُمُ = حلبتموهنَّ حبراً يرسِمُ الخَرَفا