قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

نـــفـــض الــصــبــح رمــــــاد الــلــيــل عـــنـــا نــاعــيـا         وتــــــــوارى خــــلـــف أنـــــــات الــثــكــالـى بـــاكــيــا
بــــعـــد أن غـــيــبــت الــظــلــمـة فــــجـــرا هــــاديـــا         واحـــتــوى عـــــرش الـــعــلا نـــــورا مــحـبـا لـلـسـفـر

كـــوكــبــا يــســحــره الــمــحــراب ســـحـــرا بــاقــيــا         فــيــهــيـم الــــشـــوق عـــرفــانــا ويـــعــلــو راقـــيـــا
هــــــــو والله عــــلــــي حــــيـــن يـــســمــو عـــالــيــا         لــجــنــان الـــنـــور لـــمـــا طـــلـــق الــدنــيــا وفــــــر




يــــــا قــلــعــة الأمـــانـــي يــــــا رســـمـــة الأمـــانــي         يــــــــــا فـــجـــرنـــا الـــــيــــك الـــــوعــــد كـــــبــــر
لـــــــو تــــســـأل الـــجــراحــا وتــــســـأل الــصــبـاحـا         عـــــــــن رزئـــــنــــا فـــــــــإن الـــــحــــال أكــــبــــر
يــــــــا ظـــلــمــة الــلــيــالـي وخـــفــقــة الآمــــالـــي         يـــــــــا طـــــيــــرا يـــــنــــادي كـــــــــل مـــعـــشـــر
هــــــــــــــلا أجـــبـــتـــمـــونــي بالله أخـــــبــــرونــــي         عـــــــــــن بــــلـــســـم الــــجـــراحـــات وحـــــيـــــدر


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

هـــــــذه الأرض الــــتـــي بــــيـــن ثــنــايـاهـا تــــــذوب         أســــكـــرت حــصــبـائـهـا مـــنـــا قــــــروح ونــــــدوب
شـــهـــدت مــحـنـتـنـا فــامــتــلأت مــنــهــا الــجــيـوب         أنــبــتــتـنـا فــســقـيـنـاهـا مـــــــن الـــنــحــر دمـــــــاء

كـــــــل يـــــــوم مـــــــر قـــــــد أودعــــنـــا آلامــــــه         وإلــــــى أن جــــــاء يـــــوم لـــــم نـــطــق أســقــامـه
مـــــــــلأ الــــعــــداد مــــــــن آلامــــنــــا أرقــــامــــه         كـــــــان ثــــقـــلا فــرمــيــنـاه إلــــــى رب الــســمــاء




يــــــا ســربــنــا الــمــهـاجـر طـــــردا إلـــــى الـــفــلاة         شــــــردتــــــه عــــصــــبــــة مــــــــــــن بــــــقـــــاع
إن جــئــتــنــا فــــأهـــلا يـــــــا طـــيــرنــا الـــمــشــرد         إنـــــنــــا دومـــــــــا لـــــــــك فـــــــــي انـــقـــطـــاع
يــــــا طــيــرنــا الــمــهـاجـر عـــنـــا إلــــــى الــبــعـيـد         هــــــــــــلا تــــــركــــــت ريــــــشــــــة الـــــــــــوداع
يــــــا طــيــرنـا الــمـهـاجـر عـــــن وكـــــره الــسـعـيـد         يــــــنــــــأى عـــــــــــن مــــيــــاديـــن الــــــصـــــراع
الـــعـــشــق فـــــــي وفــــائـــي لــــكـــل قــاطــنــيـه         يــــحـــفـــظ الـــــذكـــــر وكــــــــــل الـــمـــســاعــي
طــــيـــر وأي طــــيـــر فــــــي طــبــعــه الــســمــاوي         مــــــــــــدت إلــــــــــــى تـــلـــقـــيــك ذراعـــــــــــي


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

يــــا غــصـونـا قــطـعـت مــــن أصــلـهـا قــطـع انـتـقـام         ثـــم زجـــت فـــي زوايـــا الـنـسـي مـــا بــيـن الــظـلام
بـــعــد أن قــلـمـهـا الــقــطـع فـــــلا تـــنــوي الــقــيـام         زاهـــــرات فـــــذوت مـــــذ قــطــعـت مــــن جــذعـهـا

وكــــأنـــي أســــمـــع الــــجـــذع كـــــــأم تــســتـجـيـر         أرجــعــي أغــصـانـي الــخـضـراء عــــن وهـــج الـهـجـير
أحـــــرق الله يـــــد الــقــاطـع فـــــي نـــــار الـسـعـيـر         أرجــعــوهــا كـــيـــف تــحــيــا الأم مـــــن دون ابــنــهـا




أمــــــــــاه لا تــــنـــوحـــي لـــغــصــنــك الـــقــطــيــع         فـــجـــرحــنــا ســـيـــســقــي الـــــيـــــوم زهـــــــــرة
يـــــــا أمـــنـــا ريــــــاح مــنــهــم عـــلـــى الــطــريــق         واســـتـــهــدفــوا بــــــــــأن يــقــتــلــعـوا الـــــجــــذرا
يــــــــا أمــــنــــا ثـــبـــاتــا يـــــــا أمــــنـــا صــــمـــودا         قــــــد كـــنـــت دائـــمـــا فــــــي الـــريـــح صـــخـــرة
شـــــدوا عـــلــى الـــولايــة عـــضــوا عــلــى الــشـفـاة         وجـــــرعـــــوا الـــنـــفـــس بـــالـــمـــوت قـــــطــــرة


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

عـلـمـيـنـي الــصــبـر يـــــا أمـــــي بــنــامـوس الـــــدم         جـــئـــت أبـــنـــي جـــســـدا فـــــي جــثــتـي لــلـهـمـم
لأعــــيـــش الــــزمـــن الــــمـــر ويـــعــلــو عـــلــمــي         وألــــبــــي ســــيـــد الأحـــــــرار هـــــــذي كــــربـــلاء

قــــــد ســـألــت الــنــفـس والــنــفـس أنـــــا مــتــهـم         بــــخــــل الــــــــدم فـــجــوديــه عــــطـــاء الــــكـــرم
لـــتـــوفــي حـــــــق أم قــلــبــهـا قــــلـــب ظــــمـــي         فــارقــبــيـنـي يــــــــا أم لــــقــــد حــــــــن الـــــــولاء




حــســيــنــنـا ســــــــلام إلــــيــــك مــــــــن دمــــــــاء         تـــــجـــــري عـــــلـــــى مـــضـــامــيــن الـــشـــهـــادة
شـــبـــابــنــا مـــــقـــــاوم كــــالأكـــبـــر وقـــــاســــم         مـــــــــــن رام نـــــحـــــو جـــــنـــــات الــــســـعـــادة
فـــخــضــبــي كـــفـــوفـــي بـــأحـــمــر الـــطـــفــوف         يـــــــــــا أم إن يـــــــــــوم الــــــحـــــرب غـــــــــــاده
تــــزفــــنـــي الـــمـــنـــايــا لــــجـــنـــة الـــضـــحــايــا         إن الــــــفـــــداء فـــــــــــي الأحــــــــــرار عــــــــــادة


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

وحــمـلـنـا جـــثــة الــصــمـت وســـرنــا فـــــي عــجــل         لـــنـــواريــهــا مــــــــــواراة الــــذبـــيـــح لـــــلأجـــــل
وأبــــى الــفـتـق عــلــى الــجــرح ســـوى الــعـز بـــدل         ربــــمــــا راودنـــــــا الــــمـــوت فـــكــنــا مــقــبـلـيـن

فــــــي يــديــنــا لـــوحـــة تــرتــقــب فـــجــر الأمـــــل         وعــــلــــي ريــــشــــة تـــقــطــر حــــبـــا وعــــســـل
ربـــمـــا نــعــبــر بـــحـــر الــــــدم مــــــن دون بـــلــل         فــعــلــي كـــفـــه الــيــمـنـى لـــنــا أحـــلــى ســفــيـن




أيـــــــا شـــهــيــد دربـــــــي يــــــا حــبــيــب قــلــبــي         هـــنـــئـــتــك عــــــلـــــى حـــــــــــوز الــــشــــهـــادة
وصــــــــورة الــــدمــــاء يــــــــا رائــــــــد الــــفــــداء         فــــــــي الــــصــــدر عـــلـــقــت مــــثـــل الــــقـــلادة
الــمــرتــضـى ســيــبــقـى شــــعـــار مــــــن تــلــقــى         فـــــــــي كـــــــــل خـــــطــــوة نــــيــــل الإبــــــــادة


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

مـــدري لـــو عــزي عـلـى الـتـابوت يــا وسـفـه انـحـمل         و شــيـعـوه الــنــاس لـلـمـدفن وانـــا جـسـمـي انـتـحـل
شـالـفـكـر لــــو مــــا عــلــي الــلـيـل خــيـم وانــسـدل         وآنــــي أنــظــر وحــشــة الــمـنـزل ولا فــيــه الـحـبـيب

وأصـــبــح إبــضــجـة أيــتــامـه والأبـــــو عــنـهـا رحــــل         وأشــبــك إعـلـيـهـا وانــشــف مــــن مـدامـعـهـا إلـتـهـل
وصــفــك الـكـفـيـن وأقــصــد مـدفـنـه وأصـــرخ عــجـل         قــوم شــوف إشـصـار فــي داري تـرى إفـراقك عـصيب




تـــرضــى يـــــا بـــويــه أبــقــى حــرمــه بــلـيـا والــــي         واعـــــلــــى الـــــهــــزل أروح إبـــولـــيـــة إعــــــــداي
بــالــحــر و هــالــبــراري يــــــا بـــويـــه والــصــحــاري         أبـــــجــــي ولا أحـــــــــد يـــســـمـــع ال شـــــكــــواي
روس إخــــوتـــي أمــــامـــي مــحــمــولـة بــالــعـوالـي         تــــضـــج مـــنــهــا الــــحـــرم واتـــفــتــت إحـــشـــاي


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

يـــــا رفـــاقــي ضـــاقــت الأرض فــطــيـروا لــلـفـضـاء         واتـــركــوهــا فــبــهــا عـــيـــش الأخــــــلاء انــقــضــى
وإلـــــى الــمــريـخ حـــيــث الــبــعـد عــنــهـا والــرضــا         رفـــضـــونــا فــــإلــــى أيــــــــن نــــولـــي وجـــهــنــا

كــيــف نــنـسـى يـــا نـخـيـلات الإبـــا مـــا قـــد مــضـى         كـــيـــف نـــغـــدوا ولـــنـــا مـــنــك عـــــروق وقـــضــا
كــــــم صــبــغـنـاك دمــــــاء مــــــن ولاء الــمــرتـضـى         أو نـــمـــضـــي وثـــــبــــات الآل يـــحـــكــي دربــــنــــا



مـــهــمــا تـــغــيــب شـــمــســي فـــإنــهــا بــنــفـسـي         لا لـــــــــن تـــغـــيـــب يـــــــــا لــــيــــل الـــظـــلالــة
إلـــــــى الـــــــدم الـــقــيــادي نــــمـــد ذي الأيــــــادي         فــــــــــــي بــــيــــعــــة الـــــــــــولاء والأصــــــالـــــة
ونــــخــــبــــر الـــمـــنـــايـــا بــــأنــــنـــا ظــــمــــايـــا         نــــشــــتــــاق يــــــــــــا يـــنـــابـــيـــع الــــعــــدالــــة
فــــخــــطــــنـــا الـــــــدمـــــــاء والأم كـــــــربـــــــلاء         يــــــــــا أخـــــوتــــي لـــــنــــا مـــنـــهـــا رســـــالــــة
تـــــقـــــدم الـــضـــحــايــا فـــتــحــســم الـــقــضــايــا         والــــــحــــــر يـــبـــتـــغـــي الــــنــــصـــر مــــــآلـــــه
فـــــــــــلا ولا وكـــــــــــلا ولـــــــــــن ولـــــيـــــس إلا         نــســتــرجــع الـــمـــنــى فــــــــي كــــــــل حــــالــــة


قــــــــد رســـمـــنــا الــــــــدرب مـــــــن دم عــــلـــي         وأخــــذنــــا الــــفــــدى مــــنــــك يــــــــا مـــقـــتــدى

كــــم أشــاعــوا عــنــك يـــا حـــر بــمـا يــنـدي الـجـبـاه         طــبــلــوا أنـــــك طــلــقـت الــتــحـدي مـــــن صـــبــاه
وتـــنــاســيــت مـــآســـيـــك وأحـــنـــيـــت الـــجـــبــاه         وغـــفــت عــيــنـك واشـــتــد مـــــن الــــذل الـشـخـيـر

كـــذبــوا مـــــا هـــومــت عــيــنـاك والــبــطـن يــجــوع         كـــذبــوا مـــــا هـــــدأت مــنــك اهــتــزازات الــضـلـوع
كـــذبــوا مـــــا فـــكــرت نــفــسـك يــومــا بـالـخـضـوع         رب عـــيـــن أســبــلــت والــقــلــب بــالــهــم يــطــيـر




عـــصــائــب الإمـــــــام مـــــــن رأســـــــه الــمــطـبـر         تــــقــــطــــر فــــــــــــي عــــروقــــنـــا الـــفـــتـــيــة
وفـــــجــــره الـــســـمـــاوي يـــشـــقـــق الـــضــبــابــا         لــــيـــلـــقـــنـــا الــــعــــصــــابــــة الــــمــــهــــديــــة
مــــــــن جــــرحــــه رســـمــنــا مـــعــالــم الـــحــيــاة         وكــــــــــــان إرثــــــنــــــا مــــــنــــــه الـــحـــمـــيـــة
فـــجـــرحـــنــا عــــــلـــــي وصــــبــــرنـــا عـــــلـــــي         لــــــــم نـــنــحــرف عـــــــن الـــــــدرب الــقــدســيـة
مــــــــــولاي لا نــــبـــالـــي طـــــــــوارق الـــلــيــالــي         تــــــهــــــون فــــــيــــــك ألــــــــــــوان الأذيــــــــــــة
كــالــشــهـد يـــــــا إمــــامـــي مـــصــائــب الـــزمـــان         وفـــــــــــي الــــــهـــــوى ســـنـــقـــتــاد الـــبـــقــيــة