آمـــنــتُ أنّـــــي طــيــنـةٌ
تـحْـيـاكَـا فـاعـبَثْ بـروحـي وابـعـثِ
الأدراكــا
وأدرْ مَــــدارات الـيـقـينِ
بـخـافـقي فــــي كُــــلّ نـاحـيـة تــبُـثّ
بَـهـاكـا
يــا أنــتَ يـا نـفَسَاً شـحَذتُ
نـسيمَه فـتـشـكلّت رئــتـايَ نــفـحَ
شـــذَاك
يــا أنــتَ يــا قَــدَرا تـمـلّكَ
مُـهجتي فـاسـتسْلمتْ لُـغـتي إلــى
سِـيـمَاكا
فـسـكـبـتـهـا لــلـشـاربـيـنَ
أَجـــنّــةً مــــن بَـــاردٍ أرواهُ فــيـضُ
رَجــاكـا
حَـتـى كــأنّ الـبَـدرَ طـافَ
مَـلامِحي حِـيـنَ ارتـعْـشنَ عـلـى مَـدارِ
مَـداكا
أيـقـنـت إنّـــكَ فـــي يـقـيني
لـهـفَةٌ ومــــذاقُ حِــــسّ أتـقـنـته
سَـمـاكـا
فسمتْ وعشقكَ مَانِحي صفة الهَوَى إذ رَقّ فـــي فــكْـري رَقــيـقُ
ثـنـاكا
لـتُـضـيئَني قـلْـبـاً لأنّــكَ فــي
دَمِــي عُــشـقٌ يـخَـامِـرَني سَــنـيُّ
سَـنـاكا
وكــأنــهُ نــهْــبُ الـمـجَـرّةِ
ضَـــوءُهُ أفـــق يــمَـدّ مـــعَ الـضـيـا
الأفـلاكـا
ووددتُ لــو أرويــكَ شـمـسَ
حـكايةٍ نَـقَـشَـتْ سَـبـائِـكَها فُـصُـولُ
ذُرَاكــا
تـجْـتـاحُني شــوقـاً يـكَـوّنُ
نـطـفَتي كـجـنَـائنٍ نَـسَـجـتْ غُــصُـونَ
وِلاكــا
لـتـعـيْدَني وَجْــهـاً يـقـاسمُ
وجْـهَـتي ريــانُــهَـا بــالــنّـورِ مِـــــمّ
حَــبـاكـا
تُـغـني الـسَـنا بـالـرائعاتِ
وشـوطها يـــثــري زَمَـــانــاً مــتـرَفَـا
غَــنّـاكـا
فـــإذا الـمـنى يـنـبوعُ فـجْـرٍ
مُــورقٍ يـهْدي الـشموسَ ضحىً لدِفْءِ
لقاكا
فـتـنصّتتْ لـغـةٌ تـزَاحِـمُ فــي
فَـمِي عَـطـشـا لـبـوحِكَ حَـيـنَ رَفّ
عُـلاكـا
وهــفَـتْ عُـيُـونـي شـــرّدا
بـحـدِيثها يـــا ألـــفِ لــيْـلٍ دَهْــشـةً
وَحِـرَاكـا
يـسـخوْ بـهَـا أنّـى يَـشاءُ ,
فـخَاطري مــذْ أنــتَ يـغـمُرني شَـهـيُّ
حِـمـاكا
أطــفُــو فـيـخـلقني الـنـهَـارُ
تَــأمـلاً ونـعـيـمُ رُوحِـــيَ يَـسـتـقلُ
صَــداكـا
وأتــيـتُ أسـتـبـقُ الـحـنـينَ
بـصُـورَةٍ تــمـتـدُّ بــيــنَ مَـشـاعـري
بـقـوَاكـا
مُــذْ كـوّنـت خَـلْـقي نَــدَاوَةُ
طِـينَتي كـــانَ الــرُذاذُ الـحُـرّ مــن
مَـرمَـاكا
فـتـعَمْلقتْ أسْــرابُ نــورِكَ
داخـلي صُـبـحـاً بـعـطـفِكَ لا يَـشـتّ
فِـكـاكا
فـلزمتُ جـوّكَ فـي كُـؤوسِ
غِوَايتي سِــكْـرَ الـهـيَامِ وقــدْ لـثـمتُ
ثَـراكـا
فـعَرفتُ كـيْفَ أذوقُ طَـعْمَ
سَوَانِحي اسْـتَـطْـعِمُ الأشــيـاءَ فـــي
مَـعـناكا
وألـمـلـمُ الإنــصـافَ رغــمَ
تـكـرّري فـــي ألـــفِ عــيـدٍ طـوّقـتْـهُ
يَـداكـا
وأكــــادُ أنــتـزعُ الـخـيَـالَ
عَـوَاطـفـا مــتــجـردا لـــلــهِ فــــي
أسْــمَـاكـا
فـوَريْـفُ صُـبـحِكَ أسْـتـظلّ
هَـجـيرَهُ طــرَفَــا بــــذاتٍ ُنــبّــأتْ
دَعــواكــا
أصـحوْ فـينعشني الـهوَى في
سِكره إذ كــــدْتُّ أصــبــحُ زائــغـاً
لــولاكـا
لأكـــونَ غــرسـاً مَـيّـزتْـهُ
غِــراسـكَ الـخَـضرا وقــدْ عَـذبتْ بـوهْجِ
رُؤاكـا
فـتـعـدّقت ألــقـا نَـخِـيـلُ
مَـسَـافَتي ولــكــمْ رَمَـــتْ بـعـدوقِـها
الأفــاكـا
أغــفُـو فـتـمـلِكُني الـمَـآثـرُ
طـفـلَـة غَـفَـلاتُـهـا الـمَـعـنَى الـكَـبـيْرُ
أراكَـــا
فـإذا صَـحَتْ أسـمَعتُ عَـذبَ
لحُونِها والـلّـحنُ لــمْ يَـعـزفْ سِــوى
لألاكَـا
أجَــجـتُ لـلـنـجوى مَـــدَارجَ
جَــذوَةٍ قــــد أشْــعَـلَـتْ أحْـفَـادَهَـا
بــذُرَاكـا
فـأخـالُ أنّ جَـبـينَ عـشـقكَ
مَـطـلعٌ مَــا انـفـكّ يُـودِعُـني بـعَـصْفِ
نَـداك
يـشتاقُ قـلبُ الـشوقِ مَسّ
جَوانحي عـشـقـاً يَـفِـرّ وَمــا الـمُـرَادُ
سِـوَاكـا
يـتـفـيَأُ الـصـلـصَالَ وَقْـــدُ
طـمُـوحِهِ فـــي مـنْـسَكٍ قــدْ فَـسّـرَ
الـنّـسَاكا
فـــإذا بـــهِ لــحـنُ الـــولادةِ
نـغـمَـةٌ رَنّــــتْ بــأقــدَسِ بـقـعَـةٍ
بُـشْـرَاكـا
وعـلى «المبيْتِ» صَدا تَطَاوَلَ
شأْوُهُ بَــيــنَ الــمَـلائِـكِ غــبْـطَـةً
لـهـنـاكـا
فـتـلـتْكَ آيً مـــن شــمـوخِ
مُـحـمّـدٍ تُـــروَى بــبَـابِ الـحَـمْدِ مُــذْ
غَـذّاكـا
إذ أنْــتَ مِــن صِـلصَالهُ الـحَمَأ
الـذي قَـــدَحَ الـضـيـاءَ وأطــفَـأ
الإشْــرَاكـا
فـتـحـزّبَتْ أمَـــمٌ وأخـــرَ
تـخـيـبَرَت سـحقوا الـرفيف وَسـمّموا
الاشَوَاكا
فـرَكـبـتَ لـلإخـطـارِ قـلـبَ
مَـلاحِـمٍ حــتــى تــحَـقـقَ بـالـكـفـاح
مُـنـاكـا
وقــدِ انـتَـهَى وَعــيّ بـكـلّ
عَـظـيمةٍ دَحَـــرَتْ ثــغـورَ الـكـافـرين
يَــداكـا
فــجَـرتْ بـنـهْـركَ لـلـعقولِ
رَوافــدٌ حَـمَـلتْ مَـصَـاحفُ طِـهـرها
الامْـلاكا
فـتـأنقتْ سِـكـكُ الـلـحُونِ
بـنَـشوَتي تـيـهَـا أتــيـنَ يَـصْـلنَ عَــزفَ
غِـنـاكا
هـبـني شَـغُـوفا أسْـتـفزّ
مـشـاعري وأطـيـلُ فـيْـكَ مَـزاعِمِي
اسـتمْسَاكا
فـهـنا الـنَوارسُ مـن شِـغافِ
تـلَذُذي قـــد طُـــرْنَ زَهْــوَ حَـنَـاجِرٍ
تـنْـخاكا
هَـــذا غَــديـرُكَ وهـــوَ كُـنـهُ
غِـوَايَـةٍ يَــهَـبُ الـشـعـورَ ويُـرسـلُ
الإدراكــا
هـــذي مـيـاهُك لــمْ تــزلْ
أنـهـارُها تــلِـدُ الـنـفوسَ الـشـمّ عَــزْمَ
إبـاكـا
تَـجْري فـينتفضُ الـمَدَى فـي
حُـلمِهَا لـــمّــا تَــوَالَــتْ شُــرّعَــا
ذكــراكــا
فـتـسيلُ فَـوقَ الأرْضِ إلـفَ
جَـدَاولٍ تــهْــدِي الــضـيَـاءَ مَــنَـازلاً
بـهـواكـا
تـجري فـيَشتَعلُ الـصَدَى فـي
لَحظةٍ لـــمْ تـرتـسـمْ حــتّـى تـلـوتُ
ثـنـاكا
حــتـى إذا رَقَـــصَ الـغَـدِيـرُ
بـمَـائِـهِ غَــنّــاكَ لـلـرُسـل ِ الأمَــيـنُ
هُـنَـاكـا
«بـلّغْ» فـانكَ قـد بـلغتَ إلـى
المَدى مَــا كِـنـتُ مَـولـى غـيـر مـن
والاكـا
كـالـصُـبـح يَـطـلـقهَا فــمِـنْ
آيـاتُـهـا أرْضِـــي الـسَـمَـاءَ وقَــرّبِ
الأفـلاكـا
ف«الـيـومَ أكـمَلّتُ» الـفرائضُ
كـلّها كــانَـت ومَـــا فَـتَـأتْ نـشـيدُ
عـلاكـا
فـهـنا الإمَـامـةُ والـمُـروءَة
تُـصْطَفى والـــرَّبّ بـالـحـمدِ الـعَـمـيمِ
عَـنـاكـا
فــتــبـادَلـتْ سُــمّــارهـا
أدوَارَهـــــا وتـفَـاخَـرتْ «بـــخٍ» إلـــى
شَـأواكـا
وصــداً أبــا الـسِـبْطينِ أنــتَ
إمـامةٌ عُـصِمَتْ مـن الـهَفَوَاتِ كـلّ
خـطاكا
فـبَـغَـتْ عَـلـيكَ شَــراذمٌ
مَـمـسُوخَةٌ بَـعـدَ الــذّي أوضَـحْـتَ فــي
نَـجَوَاكا
لَــو أنـصَـفتْ رئَــةٌ قـبيلَ
شـروردهَا لاسْـتَـأنـفَتْ نـعـمَـاكَ مِـــن
أوْلاكـــا
لــمْ يَـبـقَ عُـذرٌ بَـعدَ وضْـحِ
مَـوَاهبٍ إلا الـخَـسـارةَ فـــي قـلِـوبِ
عِـداكـا
هــذا الـثـرَى يَـبِـسٌ يَـعـيشُ
جَـفَافَه مَــا لــمْ يَـسِل فـي فـيهِ مَـاءُ
وِلَاكـا
وهِـــي الـقـلوبُ بـرَيـنِها
مَـشـفوعةٌ حَــتـى تَـــؤبَ إلـــى الـغَـدِيرِ
بـذاكـا
فـثـمـارُ حــبّـكَ يَــا عَـلـيُ
شَـوَاطـئٌ تَـطـفُـو حَـقـيـقتُهَا كـصـبـحِ
سَـنـاكـا
تَـمْـتَـدّ بَــيـنَ الـدّهِـر طُـهْـراً
بـالـذي غَــذّيــتَـهُ بـالـطِـهْـرِ فِــــي
أبــنَـاكـا
هَـذيْ الـدّلائلُ فـي الـضّمِيرِ
عَـرَفتُهَا غَـــرْسَ الـنُـبُـوّةِ مُـــذْ بَــهَـا
نَـاداكـا
فـغَـرَفـتُ ثَـغـرَ الـمُـستَحيلِ
يُـجـيبُهَا بَــرقَ الـشِـفاهِ وقــدْ أطـعـنَ
هَـواكَ
أأبـــا تُـــرَابٍ أنـــتُ أقـــدَسُ
تـربَـةٍ بــلـغَـتْ نــهـايَـةُ فَـضْـلـهَا
تـتـزاكـى
آمــنــتُ أنّ الــحَــقّ أبــلَــغُ
حِــجّـةٍ لا تَـنـثَـنـي أبَــــدَاً وصِــــدقِ
جَِـنـاكـا