وكفاه فخراً للمرتضى=شبلٌ وللهادي العظيم سليلُ
والنورُ أدنى من ضياء محمد=وكأنهُ بإزائه قنديلُ
وقفَ الحسينُ وحولَهُ أصحابُه=كالبدرِ ما بينَ النجوم يقولُ
هذا سوادُ الليل مَدّ ظلامَه=وجناحه من فوقكم مسدولُ
هَيا إذهبوا إن الفَلاةَ وسيعةٌ=وجبالُها حصنٌ لكم ومقيلُ
ولقد وقفتُ إلى الوداع كأنما=يدعوا إلى هذا الوداع رحيلُ
فالقومُ لا يبغونَ غير مقاتلي=فيها تجولُ بواترٌ ونصولُ
وغداً سألقى الظالمين بصارمٍ=منه الجبالُ على السهول تميلُ
فأدقُ أصلاباً ثوى فيها الخنا=وأشقُ أكباداً بها التضليلُ
ثابوا إليه كالأسود عوابس=بعزائمٍ منها يغيضُ النيلُ
قالوا وقد زار اليقينُ قلوبَهُم=تُفديك منّا أنفسٌ وعقولُ
فغداً ترانا بين معترك القنا=كالنار بين الظالمينَ نجولُ
وسيُوفُنا تشوي الوجوهَ كأنها=لهبٌ لها فوقَ الرقابِ صليلُ
لله يا تلك النفوس وقد أبت=إلا نرالاً ليس عنه بديلُ
فمضت لخالقها بعز شهادةٍ=طابت وقاتِلُها هو المقتول