نشرتها مجلة الأضواء عام 1959م تحت عنوان (غنّيت باسمك فاهتز الوجود) و علّقت قائلة: (لقد كانت هذه القصيدة هي قصيدة الحفل و لكن حالت دونها بعض الموانع الّتي لا تعترف بها الأضواء فأثبتتها دون التي القيت).
في ذكرى الحسين (ع)
لم لا يلذ على ألحاني السمر=وأنت لي في نشيد حالم وتر
غنيت باسمك فاهتز الوجود إلى=دنيا يمتع فيها السمع والبصر
إلى فتى ليس مجد الواهبين سوى=قدر ضئيل إلى جدواه يفتقر
إلى البطولة يستضرى بها وهج=وعي الشعوب إذا استشرى بها الخور
إلى الصلابة من أجل الحياة ترى=حرب المقادير أو يستسلم القدر
إلى وريف من الأفياء رف على=الضاحين حيث هجير البغي يستعر
إلى الحسين وهل غير الحسين إذا=ما التاث فكر وضاع الورد والصدر
آمنت أنك حقل ما تمنع إذ=يستاف عطر وإذ يستقطف الثمر
يممت يومك أستجلى وروائعه=فأشبعت ناظري موارة صور
ما رمت رائعة إلا وجدت به=كأن كل سمو يه منحصر
هو المدى ميز الشوط البعيد به=أعنة الركب من جدوا ومن قصروا
يؤذيه أنا دأبنا أن نطالعه=من عبرة وهو فيما يحتوي عبر
لو شئت قلت ، وما زهو الفتوح سوى=دنياك ، إنك دنيا ملؤها ظفر
لقد رأيتك فيها ألف قادمة=تهوى الشواهق إذ تستوبا الحفر
وماردا زحم الأعصار منكبه=حتى لواه ، وما ألوت به الغير
وفكرة تستشف الغيب ، ما وهبت=إلا لتخلد ، والطغيان ينتحر
ما ضرها وهي ترجو كل عاقبة=إذا تجعل من لذاته أشر
قد يخدع الوهم سكرانا فيجعله=يظن أن الذي في كأس قمر
أنبئك أن دما أهرقت ألوية=شم إذا ما استحر الخطب تنتشر
ولوعة في رضيع أثكلوك به=وجبهة وسموا أو خنصرا بتروا
قذائف قد أدلت من عروشهم=ورحت وحدك في الميدان تنتصر
فارو الخلود فما كان الخلود سوى=وثيقة وقعتها باسمك العصر
مولاي عاد إلى سمار مجلسهم=وعاد يبعث فينا اللذة الخدر
وعاد يزأر في النادي الوديع فتى=مفهيق صوته كالصخر ينحدر
يحكي البطولات كالصبيان إن ركبوا=عصيهم حسبوها الخيل تبتدر
وحوله نفر يروون من خدع=له الهدير ليروي أنهم هدروا
وهو الذي كان لا يسطيع من هلع=أن تستقر على أعطافه الأزر
أيام لا نحن في سلم فيمنعنا=ولا بحرب فندري كيف نعتجر
أغراب لا نحن من قيس فتمنعنا=ولا قريش فيحمي رحلنا مضر
مشى لنا غرماء ، لو بساعدهم=لهان ، لكنهم ظل لمن أمروا
تقسمونا فإغراء لمن رقصوا=رقص القرود وضغط للذي صبروا
حتى تداركنا كالرعد منطلقا=صوت الفتاوى على أفواه ومن زأروا
دوى بها نفر من خير قادتنا=عند الخطوب ، فمرحى أيها النفر
فانجاب ليل وولت ظلمة ومشى=ضوء ورفرف فتح أبلج نضر
لكنني ، وبقايا الأس ما برحت=تغري النشاوى أرى أن يؤخذ الحذر
فإن ذبذبة (الأنواء) ما برحت=والبوق للنفخ ما ينفك ينتظر
وشيمة النفر المسعور تخبرنا=بأنهم يهلكون الحرث لو قدروا
فأججوا الدم عازما في ترائبنا=باسم الحسين ليوم الهول يدخر
يا أيها النشء يا نبعا تبرعم من=أكبادنا وربيعا نبته عطر
إنا نراك الغذ المرجو نطلعه=صبحا إذا ما ظلام الخطب يعتكر
لا تخدعن بأحلام مزوقة=كذوبة ليس في أخلافها درر
كعاجز لم ينل في يقظة وطرا=فيستجيب له في حلمه الوطر
في كل يوم تلاقي من سرابهم=خوادعا فلماذا ليس تعتبر
صبوك في ألف شكل من قلوبهم=حتى كأنك للتزييف مختبر
وأشرعوك سلاحا لا تجذ به=إلا يداك وجسرا فوقه عبروا
كم واعدوك (وحادي العيس طال به)=حدوا وليس لما يحدوا به أثر
ما زلت تطوي الضلوع الخافقات طوى=في حين تنحت من أضلاعك السرر
فرحت تخبط حينا هاهنا وهنا=حينها كتائهة يعشو لها نظر
يا نشء عد للحمى الأسمى فأرضك من=خصب زهت وسماك الثر ينهمر
ألست من وهب الليل الشروق فما=تنمى لغير سناه الأنجم الزهر
فالروح جامع والأفكار جامعة=والعدل مجتمع ينمو فيزدهر
مشى ربيعك سمحا في غوادقه=يفيض بالبشر حتى ببسم الزهر
أيام أسكرت الدنيا الفتوح لنا=في كل دالية للمجد معتصر
واليوم تهدى إلى تشريعنا فكر=يا واهب التمر لا تحتاجه هجر
متى افترقنا وقد اغنى موائدنا=محمد واهتدى من وحينا البشر
سقيت ذكراك والصهباء قافية=هذي الوفود فما ذنبي إذا سكروا
وطالعتهم وما أسمى الجلال بها=رؤاك في جنبات الحفل تنتشر
هنا يلألئ (يا للنجم) منتصبا=من الشموخ جبين شجه الحجر
وها هنا يشجب الظلماء منبلجا=ثغر تشظى عليه العود ينكسر
وها هنا قدم سارت وما عثرت=في حين عاف السرى بالدرب من عثروا
وها هنا وعليه النبل أوسمة=صدر يحلي العوالي منه مشتجر
وها هنا أشرعت مخضوبة بدم=كفاك تلطم خدا كله صعر
وها هنا وهنا من جناحيك مشت=روح توثب كالبركان ينفجر
منها نسجت فلم لا يزدهي نغمي=(وأنت في نشيد حالم وتر)