رسالة للأمة
خذ من الصالحاتِ ما تستطيع=ما تبقى في الليل الا هزيع
ذهبت روعةُ الصباح و سحر=الليل و ارتد للسكون النزوعُ
و تساوى ليلي محاقاً فما فيه=من النجم غيبة أو طلوعُ
و الأماني المخصبات تحولن=لصحراء ليس فيها ربيعُ
و لقد كنت استعيض بأحلامي=إذا هز واقعي ما يروعُ
فجفاني الكرى فلا وسنٌ=أهرب فيه من واقعٍ أو هجوعُ
يا عوادي الزمان أكبر مني=بعض هذا فكيف هذا الجميعُ
أنا بقيا ضعفٍ و أنت اقتدارٌ=و أنا واحدٌ و أنت جموعُ
إن عاراً على شموخ المواضي=جرح عزلاء ما عليها دروعُ
اعصفي أيها العوادي فما=أنت كيان يصده التقريعُ
و متى صد حبة الرمل أن=يكثر من سورة الأنين لذيعُ
غير أن الشكوى و إن كبرياء=الجرح تأبى يرتاح فيها الوجيعُ
أيها النفس بعض وجدك فالدنيا=وقيذ من الأذى أو صريعُ
أمنياتٌ كذوبةٌ و فعالٌ=نوب كلها و برق خدوعُ
الذليل المهين يشبع فيها=و السري الأشم فيها يجوعُ
خلق بالذباب يرضع بالجيفة=و النحل بالورود رضيعُ
و مسار الورد الكريم مضيق=و مسار الورد اللئيم وسيعُ
أيها النفس في الحياة عظات=يجتلي سرها البصير السميعُ
و لقد نزعم ابتكاراً و في=الواقع إنا لآخرين تبيعُ
كل رهطٍ لهم إمامٌ و نهجُ=حيث يقفو المطاع فيه المطيعُ
و هنا مفرق الدروب فدربٌ=مهيعٌ فيه للنجوم سطوعُ
بين أبعاده النبوة نورٌ=و الكتاب الدليل و التشريعُ
و على لابتيه آل رسول الله=ان هدد الظلام شموعُ
الكرام الأصلاب في الجذر و=الأرحام في الطهر و الجناب الرفيعُ
حلفاء المحراب أتراب سيفٍ=صبر في اللقا إذا القوم ريعوا
هل أتى طهرتهم و الحواميم=بها من شذاهم ما يضوعُ
حسن و الحسين سبطا رسول الله=و الأصل منهما و الفروعُ
و المطاعين جعفر الخير و الحمزة=و الشوط شاهد و النجيعُ
لبناء الإسلام ضرب مواضيهم=ولله نسكهم و الخشوعُ
و هنا سكةٌ عليها رعيلٌ=لا تسمى أثمانهم لو بيعوا
أكرم القتول أن يسف إليهم=فمن اللؤم باللئام الولوعُ
غير أني أقول للنفر الغر=أما آن أن يعي المخدوعُ
أوما آن أن يحرر مقياس=سباه تقليده و الخضوعُ
أيسمى الأبر من عاش رجساً=و يسمى الكريم جذرٌ وضيعُ
و يسمى الحسام عودٌ طري=و يسمى الأشم أنف جديعُ
أيرجى الهدى بدرب أبي=سفيان و العاص بئس قول شنيعُ
أبمروان أم ببسر بن أرطاة=تسامى للدين صرخٌ منيعُ
أيكون المغيرة المثل الأعلى=و من في سياقه موضوعُ
أو عِدل الكتاب قولهم يقصى=و يُدنى ابن جندبٍ أو وكيعُ
إنها لعنة الغباء و روح=العصبيات و الهوى المتبوعُ
قد عذرت الخفاش إن آثر=الليل فهذا مزاجه المطبوعُ
بيد أني لا أعذر الحر أن يهطع=للأسر رأسه المرفوعُ
يا ربى طيبةٍ أبالوعي من أمسك=طيفً حلو السمات بديعُ
يوم ضم النبي آل علي=مثلما ضمت الفؤاد الضلوعُ
و أدار الكسا عليهم و ثغرٌ=ضارعٌ بالدعا و طرفٌ هموعُ
و أراح السبطين فوق جناحيه=و غطاهما الحنان الوديعُ
رب اولاء أهل بيتي و رهطي=و امتدادي الذي به لا أضيعُ
إنهم و الكتاب في هذه الأمة=من شرعة السما ينبوعُ
فانبذي يا رباع طيبة لو=تنبذ من يخفر الذمام الربوعُ
معشراً من محمدٍ صنعتهم=بيض آلائهِ فضاع الصنيعُ
و أضاعوا الراعي فتاه قطيعٌ=و بدون الراعي يتيه القطيعُ
أجزاء يا للجذور اللئيمات=بأوصال آله التوزيعُ
فإذا هم مشرد عن ديار=و ديار خلت و شلو صريعُ
أرأيت العقوق حتى قبور=صامتات ما عافها التقطيعُ
و تمادى فأصبح الحقد ديناً=فهو شرعٌ فيما رووا مشروعُ
يا لوجد الهدى قبور بني=الزهراء تجديد عهدها ممنوعُ
أوسعوها هدماً و هجراً و ما=زالت و ينبيك بالكثير البقيعُ
يا رحاباً آثار جبريل فيها=و سجودٌ أطيافها و ركوعُ
و خشوعٌ لمجتبى و لسجاد=و فقه للصادقين بروعُ
و صدى الذّكر و التلاوة في=المحراب من عهد فاطم مسموعُ
و صبيبٌ من رحمة الله يهمي=و شذى الوحي و الجلال المريعُ
ستعيشين و الخلود و يبقى=لك روضٌ بوعينا مزروعُ
و سنبقى نستاف تربك طيباً=و تروي ثراك منا دموعُ