شعراء أهل البيت عليهم السلام - محبرة المآسي (كربلائية)

عــــدد الأبـيـات
77
عدد المشاهدات
4664
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
28/12/2009
وقـــت الإضــافــة
2:58 صباحاً

ألا يالائماً حُزني ودمعي = ووجناتٍ تُغسّلها الدموعُ ولائمَ صرختي الحرّى ولطمي = على صدرٍ بهِ اشتعلتْ ضلوعُ تلومُ، وتدّعي الإسلامَ؟! هذا = عجيبٌ، بل هو الأمرُ المُريعُ ! أتعرفُ كربلاءَ ومادهاها = بشهرِ محرّمٍ ياذا الرقيعُ ؟! أمانةُ أحمدٍ قد ضيّعوها = أمانةُ أحمدٍ!! عَجَباً تضيعُ !! دماءُ المصطفى تلك الأريقتْ = ونحرُ المصطفى ذاكَ القطيعُ !! فَكمْ قالَ الرسولُ: حسينُ منّي = وإنّي منهُ. قد سمعَ الجميعُ فإنْ يمسِ الحسينُ صريعَ طَفٍّ = فإنّ المصطفى لهُوَ الصريعُ !! تعدّى اللومَ قومٌ. إنّ شمساً = لتُقهرُ أنها لهمُ سطوعُ فعدّوا الطفَّ في الأيام عيداً = عجيبٌ ظلَّ في الصبحِ الطلوعُ؟! أعيدٌ حينما الزهراءُ ثكلى؟! = وإذْ للمصطفى قلبٌ فجيعُ ؟!!! ذيولُ أميّةٍ، وإذا خريفٌ = يحلّ بأحمدٍ، فلهمْ ربيعُ !! هي الدنيا اختبارٌ في اختبارٍ = ولولا ذاكَ فالأخذُ السريعُ وبعضُ الحقِّ في قلبٍ نظيفٍ = سيكفيهِ لتنهملَ الدموعُ ولا تنمو الهدايةُ في قلوبٍ = بقسوتها هي القَفرُ الشنيعُ أما بكتِ السماء بيوم طفٍّ = وإنّ دموعَها الحرّى نجيعُ !! وأيّ مدامعٍ ستطيقُ صبراً = إذا ما قصَّ قصّتَه الرضيعُ ؟! وهل تبقى الضلوعُ بلا اضطرابٍ = وصخرُ الكونِ دكتُه الصدوعُ ؟! يقولون: المصابُ قديمُ عهدٍ = وإنْ هو فادحٌ صعْبٌ فظيعُ أطيعونا بكفٍّ عن بكاءٍ = يفزْ بمحبّةٍ منّا المُطيعُ. أقولُ: إذا استطعتم حذفَ آيٍ = مودتُهم بها. فسنستطيعُ وإنْ سُقتم دليلاً أنّ طه = يقرُّ كلامَكم، إنّا نطيعُ وهيهاتَ الرسولُ يقرّ عيداً = به عَطشٌ لعترته وجوعُ به قتلٌ به ذبحٌ وسبيٌ = به قلبُ السماء لهم وَجوعُ فما عاشورُكم عاشورُ طه = ولا تاسوعُكم ذاك التسيعُ أفَحْتجتم لأمرٍ من إلهٍ = ليُعشقَ في عيونِكمُ الربيعُ؟ ونحنُ الآلُ نعشقُهم، لأنّا = بدون هُداهُمُ قَفرٌ شنيعُ ألا نحتاجُ مِن ذنبٍ شفيعاً؟! = وآلُ البيتِ هم ذاك الشفيعُ سنبكيهم ونبكيهم دموعاً = وإنْ جفّتْ ستنصهرُ الضلوعُ فحبُّ الآلِ نجمٌ في الأعالي = ولن يرقى لموضِعِه الوضيعُ ألا تُبكى رقيّةُ؟! أيُّ جَفنِ = إذا قُصّتْ وتُعوزُه الدموعُ ؟! رقيّةُ مَنْ بكتْ تبغي أباها = فقُرِّبَ نحوها الرأسُ القطيعُ !! فماتتْ فوقَه! فالرأس نجمٌ = صريعٌ، فوقَه بدرٌ صريعُ !! ألا تُبكى العليلةُ دون أهلٍ = وعيناها بمدمعِها ضروعُ ! تشبّثُ بالدروبِ فكلُّ رَكْبٍ = يرافقُه تساؤلُها الوجيعُ وتلتحفُ الحنينَ تصبُّ دمعاً = كما من حُرقةٍ تهمي الشموعُ قضتْ عاماً تحنُّ إلى رجوعٍ = لوالدها. فما بزغ الرجوعُ ولا أنسى سكينةَ إنّ قلبي = لنبتِ الحُزنِ إنْ ذُكِرتْ ربوعُ فما تمّ النهارُ هناك إلاّ = وقدْ يَتِمتْ وما يَتِمتْ دموعُ ! تُقلّمُ مَتنَها أسواطُ حِقدٍ = فماذا يكتبُ القلمُ الفجيعُ ؟!! ولا أنسى الربابَ بقربِ مهدٍ = له خَشبٌ بمدمعِها دميعُ رضيعُكِ شَبَّ لا بالعُمْرِ لكنْ = على رمحٍ له رأسٌ رفيعُ !! يُغذّى بالحليبِ لهم رضيعٌ = ويرضعُ نزفَه هذا الرضيعُ !! ألا يُبكى لزينبَ؟! أيّ عينٍ = رأتها ثمّ تعصيها الدموع ؟! فكلُّ مصيبةٍ فَرْعٌ. ولكنْ = مصائبُ زينبٍ فهي الجُذوعُ ولي قَلمٌ شجاعٌ في القوافي = ولكنْ في مصائبها جَزوعُ ! حقيقٌ بالثكالى عند ذِكرٍ = لزينبَ ذلك الصبرُ الوديعُ بحادي عشْرِها صبْحٌ تبدّى = وزينبُ ليس عتمتُها تطيعُ ! فبعضُ مصائبِ الحوراء تكفي = ليهويَ إثْرَها الطودُ المنيعُ ! وأعظمُها على الأيام سبْيٌ = له أيامُنا شوكٌ ضريعُ ألا يُبكَى أشدُّ الناسِ شِبهاً = بأحمدَ إذْ تقطّعُه الجُموعُ ؟! فلم يشفعْ له شِبهٌ ونُطقٌ = بلِ الأسياف زاد بها الشُروعُ !! ألا تبكي لعبّاسٍ جفونٌ = وعباسٌ هو البدرُ اللميعُ غيورٌ رامَ للأطفال رِيّاً = فروّى حزنَنا الكفٌّ القطيعُ أتى ماءَ الفراتِ ولم يذقْهُ = وقد حرقَ الحشا العطشُ الكتيعُ فروّى عندها الدنيا وفاءً = وحلَّ بكفِّه البحرُ الوسيعُ ولمْ يروِ الفراتُ كمثل ريٍّ = لعباسٍ ولا نبعٌ نبيعُ ونجلُ المجتبى حَدَثٌ صغيرٌ = ولكنْ قتلُهُ حَدَثٌ فظيعُ فما أنساهُ إذْ ضربوا جبيناً = له كالبدْرِ فانطفأ السطوعُ شبيهُ المُجتبى خُلُقاً وخَلْقاً = عِمامتُهُ ومَظهرُه الينيعُ وإذْ بالمُجتبى اجتمعتْ عليهِ = سيوفُ الطفِّ والسُمُّ النقيعُ ! ولا أنسى وإنْ أُنسيتُ نفسي = عليلَ الطفِّ يغلبُه الوقوعُ يرى كلَّ البدورِ على العوالي = ولكنْ ليلُه الليلٌ الذريعُ ! فصارَ سحابةً للدمعِ تهمي = وفي كلّ الفصولِ لها هُموعُ ! وسبطُ المصطفى بينَ الأعادي = جذوعُهمُ تعاضُدها الفروعُ ألوفٌ من صفوفٍ في صفوفٍ = خَذولٌ أو حقودُ أو خَنوعُ ينادي يطلبُ الأنصارَ لكنْ = يلبّي صوتَه السهم السريعُ !! فيُمسي جسمُه للطعنِ كهفاً = وتاجاً للقنا الرأس الخَشوعُ !! ويمسي صدرُه صفحاتُ رُزءٍ = تسطّرها السنابكُ والنجيعُ ! وقد تركوه عُرياناً ثلاثاً = برملٍ، واللهيبُ له ضجيعُ وقد خذلوه سمعاً لابن هندٍ = وكلّهمُ لحجتِه سميعُ !! وما في الأرض يومئذٍ إمامٌ = ولا سِبطٌ سواهُ، ولم يطيعوا !! أطاعوا الجبتَ إذْ سكنتْ رؤوساً = لهم بَدَلاً من العقلِ الشُسوعُ ! ولا تبكي؟!! أصخرٌ أم فؤادٌ = بصدرِك أم بأضلُعكَ الصقيعُ ؟!! وإنْ تقنعْ يراعي من نشيجٍ = فما جفني ولا قلبي قنوعُ سأبكيهم مدى عمري كأنّي = يسيلُ الآنَ في نظري النجيعُ وإنّ الطفَّ مِحبرةُ المآسي = بها قلمي كما قلبي نقيعُ
Testing