الفقير
للشاعر : عبدالله القرمزي
ما بين دمعةِ جائعٍ وفقيرِ
أمشي أُلملِمُ في سراب ِضميري
إني أنا الفَقرُ الذي قد حرموا قتلي
لا زلت أمشي باحثاً في الأرضِ عن عدل ِ
صُوَرٌ تقلِبُ وجهَ حياتي وأنا في تابوت
لا أعرِفُ هل أفنى جوعاً أم بالفقر أموت
ما زلتُ أشرب من بحارِ دموعي
للهِ فقري في الزمانِ ِ وجوعي
ما بين دمعةِ جائعٍ وفقيرِ
أمشي أُلملِمُ في سراب ِضميري
الناسُ في آلامِها أَشباهُ أحياءٍ
وجهٌ لها لكنهُ وجهٌ بلا ماءٍ
جسدُ الأمةِ ينزف ذُلاً والأوطانُ جحيم
شبحٌ يذهب آخرُ يأتي ما في القوم رحيم
الظلمُ يَحفِرُ للفقيرِ لُحودا
كاد الفقير بأن يكون شهيدا
ما بين دمعةِ جائعٍ وفقيرِ
أمشي أُلملِمُ في سراب ِضميري
الأرض هل دارت على سكانها سجنا
لا لم نذُق من خيرها ريًّاِ ولا أمنا
نَزَفَ المُعدَمُ كل دماه والمُضعَف قد مات
مات عذاباً حتى أضحى بعضُ الموتِ حياة
الكلُّ يسرِق حُلمنا ومُنانا
حتى مَضَى حقُّ الفقير ِوهانا
ما بين دمعةِ جائعٍ وفقيرِ
أمشي أُلملِمُ في سراب ِضميري
من حيثُ صارَ الفقرُ سُلطاناً في أَزماني
أمسى يفِرُ الناسُ من قبرٍ إلى ثاني
أملٌ يُذبَح عدلٌ يخبو والأرض مساكين
بشرٌ تُطحَنُ تُمْحى ظُلماً والظُلم بلا دين
اِشرب ضَماك فللحديث شجونُ
عينٌ تنام وفي العذابِ عيونُ
ما بين دمعةِ جائعٍ وفقيرِ
أمشي أُلملِمُ في سراب ِضميري