شعراء أهل البيت عليهم السلام - عرّج على خمّ وهيئ منبرا (عيد الغدير 1430ه)

عــــدد الأبـيـات
53
عدد المشاهدات
3019
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
10/12/2009
وقـــت الإضــافــة
1:10 صباحاً

عرّجْ على خُمٍّ وهيئْ مِنبرا عرّجْ على خُمٍّ وهيئْ مِنبرا = ودعِ القريضَ الحرَّ يرسمْ ماجرى اغمسْ يراعَ الشِعرِ وسْطَ رحيقهِ = ليعبَّ من شهْدِ الولاءِ ويَشعَرا كم قد روى الأقلامَ فيضُ غديره = لتعانقَ الحقَّ الحقيقَ وتسطرا يومُ اكتمالِ الدينِ دينِ محمّدٍ = أيكون يوماً باهتاً أو عابرا؟! بل فاقَ أيامَ الدهورِ كرامةً = سمّاه ربُّ الكونِ عيداً أكبرا وكأنّ أعيادَ السماءِ كأنهرٍ = وغدتْ بيومِ غديرِ خُمٍّ أبحرا ياأيها اليومُ الأجلّ مكانةً = حقٌّ بكَ الأيامُ أنْ لو تفخرا وإذا انبرتْ في الدهر عِقداً مبهراً = فنراكَ واسطةً له والأجدرا فبك الولاية، إنها من غيرها = ما كان دينُ المصطفى أنْ يثمرا * * * * إنّ المدادَ كموجِ بحرٍ شدّه = بدرُ الولايةِ ناثراً أو شاعرا ألقى على الشطآن أغلى درّه = فقصيدةً حيناً وحيناً خاطرا وإذا تعجّبَ سامعٌ من شاعرٍ = جعلَ الغديرَ نشيدَه المتكرّرا فلِمَ التعجّبُ والقصائد كلّها = قامتْ بخاصرة الغدير أزاهرا ولِمَ التعجّبُ والبلاغة نُصّبتْ = كي تعتلي منذ الغدير المِنبرا * * * * الرسلُ كلّ الرسلِ قاموا أعلنوا = عمّن هو المُوصَى له بين الورى فغدير خُمٍّ ليس بِدْعاً إنما = هو سنّة المولى ولن تتغيّرا قد فاض في التاريخ لكنْ من عَموا = لايملكون بصيرةً وبصائرا ولكل مرتابٍ: فإن غديرَنا = ملأَ الصِحاحَ تواتراً وتواترا فإذا بمَن سمع الغديرَ كأنه = لوثوقِه مثلُ الذي قد أبصرا فعلامَ تُنكرُ؟ إنها عصبيةٌ = رهْنَ الدجى أبقتْ لُبابَكَ سادرا * * * * ولطالما فاضَ الغديرُ، فقبلَه = أو بعدَه كان الأميرُ مقرّرا من فجرِ هذا الدينِ نُصّب حيدرٌ = بحديث دار والجميع تأخّرا في هجرةٍ في غزوةٍ في حجّةٍ = فضحى الولايةِ كان يسطعُ باهرا لكنْ بخمّ فالعهود عليهمُ = أُخذتْ وبرهانُ البلاغِ تظافرا * * * * يتساءلون: ومالغديرُ؟ كأنهم = عن جانحيهِ يسائلون الطائرا أو يسألون السحبَ عن أمطارها = إذْ لم ترَ الأبصارُ حقلاً أخضرا عجباً! أيُسألُ: مالغدير؟ وإنّه = لولا الغديرُ الدينُ يبقى أبترا ! إنّ الغديرَ هو الرواءُ لديننا = يبقيه نبتاً مثمراً متجذّرا أو لا فإنَ الدينَ يصبحُ يابساً = ولطالما النبتُ اليباسُ تكسّرا * * * * ولِمَ الغديرُ، غديرُ خمٍّ؟ ربّما = سألوا، وقالوا الحجُّ كان الأظهرا لا بل دليلٌ أنّ أحمدَ إنّما = ما كان دون الوحيِ يصعدُ منذرا ولأنّه الحدثُ العظيمُ، فإنه = لا بدّ بعد الحجّ أن يتقرّرا فلربما بدران يطغى واحدٌ = والبعضُ يكره واحداً أن يظهرا ولأنّ خمّاً للحجيجِ المُلتقى = وكذا الولايةُ ملتقىً لا مُفترى * * * * سلْ ماءَ خمٍ إنْ مررتَ بمائه = ينبيكَ أن الأرض صارتْ جوهرا لما انبرى خيرُ البرايا خاطباً = ودعا وصيَّه ذا المكارمِ فانبرى ناداهمُ: مَن كنتُ مولاهُ الأكي=دَ فينبغي له أن يوالي حيدرا لافصلَ بين نبوةٍ وإمامةٍ = مَن أنكرَ الأخرى فكُلاً أنكرا * * * * لسنا دعاةَ للخصومة إنّما = كنّا ومازلنا الفريق الأعذرا ونحبُّ كلَّ المسلمينَ وإنّنا = جَسدٌ كما قال الرسولُ وكرّرا ندعو لوحدتنا كما يدعو إلى = فرض الصلاةِ مؤذّنٌ إذْ كبّرا ندعو لرصِّ الصفِّ، هذا نهجُنا = لسنا حزاماً ناسفاً ومدمّرا لسنا الذي قطعَ الرؤوسَ على الملا = لسنا الذي نسف البلادَ وفجّرا قد روّجَ الأعداءُ أكبرَ فتنةٍ = وهناكَ مَن عشقَ البضاعةَ واشترى لكنّنا نبقى الدعاة لوحدةٍ = رغم اختلاف لا خلافٍ كُبّرا إنّ الغديرَ يفيضُ في أرواحنا = لنفيضَ سِلماً في الحياةِ وكوثرا تبقى الأيادي للجميع وإنْ نأوا = مبسوطةً بمحبةٍ مهما جرى * * * * الناس عطشى للغديرِ لأنهم = من دونه ذاقوا الوبالَ الأندرا لكنّهم في التيه ظلوا بينما = صوتُ الغدير علا هنالكَ هادرا لا بل أمامَ عيونِهم فيضانُه = لكنْ إذا عمي الفؤادُ فلن يرى * * * * يايوم خمٍ، إن نورَك لم يزلْ = بصدورِ كلّ المؤمنينَ منائرا ويظلّ، إذْ لولاكَ ليس بذي هدى = رجلٌ وحيدٌ ساعياً فوق الثرى فاهنأْ، فإنّ صدورَنا لكَ روضةٌ = وتظلّ ساقيَها الوحيدَ الآمرا
Testing