الفارس
للشاعر جاسم الصحيح
" و أنا بالتوكل على الله سبحانه و تعالى، و بالثقة بهِ
و بالمجاهدين و بكم، و بمعرفتي بهذا الشعب و بهذا العدو، كما كنت أعدكم بالنصر
دائماً؛ أعدكم بالنصر مجدداً... " سماحة السيد حسن نصر الله
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا
سلامً أبا الهادي على قلبك الذي=تناثر في الوادي طيورً و أنهرا
سلامً على السِن الضحوك إذا اختفت=وراء التحدي تشعل الحرف مجمرا
تناسخت في صلب الجماهير هازئاً=بمن حسبوا صلب الجماهير أبترا
تحرض في الماء الأجنة زارعاً=فلسطين في الأصلاب عهداً مطهرا
فتنموا بطونُ الأمهاتِ ببيعةٍ
على العهد تجنيها سلاحً و عسكرا
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا
بماذا يجيب العاشقون إذا انتهى=بك العشق رمزاً في الأساطير مُبحرا
أقامت حكايات البطولات سورها=عليك فلا ألقاك إلا مُسَورا
قفزت على سور الحكايات علّني=أراكَ طليقاً من هواها محررا
و جئتك بالنخل المقاوم مالئاً=مساحات روحي عنفواناً و مفخرا
معي قبلاتٌ بإتساع مجرتي
من الشوق فإمنحني جبينك مِحورا
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا
تجليت لي في وجه آذار سنبلاً=و فاجأتني في كف أيار بيدرا
و كوَرت آلاف المواسيم عِمةً=على الرأس و ارتاحت على زندك القرى
و حفتك من كل النواحي مهابةٌ=تناثر منها العز ورداً و عنبرا
اذا ساقطت في هُوة الجوع قريةٌ=مددت لها كفيك خبزاً و زعترا
فقامت تصلي فجرها مطمئنةً
و تتلو على الارض الأمان المطهرا
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا
عبائتك امتدت سهولاً شريدتاً=و جُبتك التفت تراباً مهجرا
مشت خلفك الوديان ممشوقة الخُطى=صعوداً على متن الجنوب إلى الذُرا
و كان صدى كعبيك في كل خطوةٍ=يطير للأقصى حمامً مُبشِرا
ففاضت من الأجداث كل حضارةٍ=معتقةٍ في قلب لبنان اعصُرا
رآك وراء الغيب تجلوا كرومها
شهيداً شهيداً هادياً بعد أشمرا
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا
أتيتك لم أثمل بكأس كرامةٍ=مدى العمر فأسكب لي شهيداً مخمرا
هنا اللغة الفصحى تجاهد في يدي=إذا لمعت في إصبعٍ صار خِنجرا
خذوا أيها الأحرار كل أصابعي=فقد صِغت منها للخناجر متجرا
و يا أهل وُدي أجروني عذابكم=دعوا المُد يحيى لو عذاباً مؤجرا
أريد لقلبي أن يؤدي جهاده
إدا شد قوساً من هواكم و أوترا
أراكَ فأسمو في قداسة ما أرى
كأن الليالي جددت فيكَ حيدرا