شعراء أهل البيت عليهم السلام - ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا - في رثاء الحسين عليه السلام

عــــدد الأبـيـات
70
عدد المشاهدات
4269
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
03/12/2009
وقـــت الإضــافــة
10:19 صباحاً

ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا=فهل طربت لوقع الخطب مذوقعا تزداد بشراً اذا زادت نوائبه=كالبدر ان غشيته ظلمة سطعا وكلما عثرت رجل الزمان عمى=أخذت في يده رفقاً وقلت لعا وكم رحمت الليالي وهي ظالمة=وما شكوت لها فعلا وان فضعا وكيف تعظم في الاقدار حادثة=على فتى ببني المختار قد فضعا أيام أصبح شمل الشرك مجتمعاً=بعد الشتات وشمل الدين منصدعا ساقت عدياً بنو تيم لظلمهم=امامها وثنت حربا لها تبعا ما كان أوعر من يوم الحسين لهم=لولا ... لنهج الغصب قد شرعا سلاظبا الظلم من اغماد حقدهما=وناولاها يزيداً بئس ما صنعا فقام ممتثلا بالطف امرهما=ببيض قضب هما قدماً لها طبعا لاغرو ان هو قد الفى اباه على=هذا الضلال اذا ما خلفه هرعا وجحفل كالدبا جاء الدباب به=ومن ثنية هرشى نحوكم طلعا(27) يا ثابتاً في مقام لو حوادثه=عصفن في يذبل لانهار مقتلعا ومفرداً معلماً في ضنك ملحمة=بها تعادى عليه الشرك واجتمعا للّه أنت فكم وتر طلبت به=للجاهلية في احشائها زرعا قد كان غرساً خفياً في صدورهم=حتى اذا امنوا نار الوغى فرعا واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها=مثل السلاحف فيما اضمرت طمعا واستأصلت ثار بدر في بواطنها=واظهرت ثار من في الدار قد صرعا وتلكم شبهة قامت بها عصب=على قلوبهم الشيطان قد طبعا ومذ اجالوا بأرض الطف خيلهم=والنقع أظلم والهندي قد لمعا لم يطلب الموت روحاً من جسومهم=إلا وصارمك الماضي له شفعا حتى اذا بهم ضاق الفضا جعلت=سيوفكم لهم في الموت متسعا وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم=فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا ضربت بالسيف ضربا لو تساعده=يد القضاء لزال الشرك وانقشعا بل لو تشاء القضا ان لا يكون كما=قد كان غير الذي تهواه ما صنعا لكنكم شئتم ما شاء بارؤكم=فحكمه ورضاكم يجريان معا وما قهرتم بشي‌ء غير ما رغبت=له نفوسكم شوقاً وان فضعا لا تشمتن رزاياكم عدوكم=فما امات لكم وحياً ولا قطعا تتبعوكم وراموا محو فضلكم=فخيب اللّه من في ذلكم طمعا اني وفي الصلوات الخمس ذكركم=لدى التشهد للتوحيد قد شفعا(28) فما أعابك قتلٌ كنت ترقبه=به لك اللّه جم الفضل قد جمعا وما عليك هوان ان يشال على=الميَّاد منك محيّاً للدجى صدعا كأن جسمك موسى مذهوى صعقاً=وان رأسك روح اللّه مذ رفعا بكاك آدم حزناً يوم توبته=وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا كفى بيومك حزنا انه بكيت=له النبيون قدما قبل ان يقعا ونوح ابكيته شجواً وقلَّ بان=يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا ونار فقدك في قلب الخليل بها=نيران نمرود عنه اللّه قد دفعا كلمت قلب كليم اللّه فانبجست=عيناه دمعاً دماً كالغيث منهمعا ولو رآك بارض الطف منفرداً=عيسى لما اختار ان ينجو ويرتفعا ولا احب حياة بعد فقدكم=وما أراد بغير الطف مضطجعا يا راكباً شدقمياً في قوائمه=يطوي اديم الفيافي كلما ذرعا يجتاب متقد الرمضاء مستعراً=لو جازه الطير في رمضائه وقعا فرداً يكذب عينيه اذا نظرت=في القفر شخصا واذنيه اذا سمعا عجْ بالمدينة وأصرخْ في شوارعها=بصرخة تملا الدنيا بها جزعا ناد الذين اذا نادى الصريخ بهم=لبوَّه قبل صدى من صوته رجعا يكاد ينفذ قبل القصد فعلهم=لنصر من لهم مستنجداً فزعا من كل آخذ للهيجاء أهبتها=تلقاه معتقلا بالرمح مدرعا لا خيله عرفت يوماً مرابطها=ولا على الارض ليلا جنبه وضعا يصغي الى كل صوت علَّ مصطرخاً=للاخذ في حقه من ظالميه دعا قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم=قامت دعائم دين اللّه وارتفعا قوموا فقد عصفت بالطف عاصفة=مالت بارجاء طود العز فانصدعا لا انتم انتم ان لم تقم لكم=شعواء مرهوبة مرأى ومستمعا نهارها أسود بالنقع معتكر=وليلها أبيض بالقضب قد نصعا ان لم تسدوا الفضا نقعا فلم تجدوا=الى العلا لكم من منهج شرعا فلتلطم الخيل خدَّ الارض عادية=فان خدَّ حسين للثرى ضرعا ولتملا الارض نعياً في صوارمكم=فان ناعي حسين في السماء نعى ولتذهل اليوم منكم كل مرضعة=فطفله من دما أوداجه رضعا لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى=فراسه لنساه فى السباء رعى نسيتم أو تناسيتم كرائمكم=بعد الكرام عليها الذل قد وقعا أتهجعون وهم اسرى وجدهم=لعمه ليل بدر قط ما هجعا فليت شعري من العباس أرقَّه=أنينه كيف لو أصواتها سمعا وهادر الدم من هبار ساعة إذ=بالرمح هودج من تنمى له قرعا(29) ما كان يفعل مذ شيلت هوادجها=قسراً على كل صعب في السرى ظلعا ما بين كل دعي لم يراع بها=من حرمة لا ولا حق النبي رعى بني علي وأنتم للنجا سببي=في يوم لا سبب إلا وقد قطعا ويوم لا نسب يبقى سوى نسب=لجدكم وابيكم راح مرتجعا لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم=قذفت قلبي لما قاسيته قطعا من حاز من نعم الباري محبتكم=فلا يبالي بشي‌ء ضر أو نفعا فانها النعمة العظمى التي رجحت=وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا من لي بنفسٍ على التقوى موطنةً=لا تحفلن بدهر ضاق أو وسعا
Testing