في رثاء الحسين عليه السلام وذكر في آخرها الشهيد زيد بن علي بن الحسين (ع)
العلويات
أغابات اسد أم بروج كواكب=ام الطف فيه استشهدت آل غالب
ونشر الخزامى سار تحمله الصبا=ام الطيب من مثوى الكرام الاطائب
وقفت به رهن الحوادث انحني=من الوجد حتى خلتني قوس (حاجب)(15)
تمثلت في اكنافه ركب هاشم=تهاوت اليه فيه خوص الركائب
اتوها وكل الارض ثغر فلم يكن=لهم ملجأ إلا حدود القواضب
وسمراً اذا ما زعزعوها حسبتها=من اللين اعطاف الحسان الكواعب
وان ارسلوها في الدروع رايتها=أشد نفوذاً من اخ الرمل واثب
هم القوم تؤم للعلاء وليدهم=وناشؤهم للمجد أصدق صاحب
اذا هو غنته المراضع بالثنا=صغى آنسا بالمدح لا بالمحالب
ومن قبل تلقين الاذان يهزه=نداء صريخ أو صهيل سلاهب
بنفسي هم من مستميتين كسروا=جفون المواضى في وجوه الكتائب
وصالوا على الاعداء اسداً ضوارياً=بعوج المواضي لا بعوج المخالب
تراهم وان لم يجهلوا يوم سلمهم=اقل ظهوراً منهم في المواكب
اذا نكرّتهم بالغبار عجاجة=فقد عرفتهم قضبهم بالمضارب
بها ليل لم يبعث لها العتب باعث=اذا قرّط الكسلان قولُ المعاتب
فحاشاهم صرعى ومن فتياتهم=بهم قد أحاط العتب من كل جانب
تعاتبهم وهي العليمة انهم=بريئون مما يقتضي قول عاتب
ومذهولة في الخطب حتى عن البكا=فتدعو بطرف جامد الدمع ناضب
تلبي بنو عبس بن غطفان فتية=لهم قتلت صبراً بايدي الاجانب(16)
وصبيتكم قتلى واسرى دعت بكم=فما وجدت منكم لها من مجاوب
وما ذاك مما يرتضيه حفاظكم=قديماً ولم يعهد لكم في التجارب
عذرتكم لم اتهمكم بجفوة=ولا ساورتكم غفلة في النوائب
شكت وارعوت اذ لم تجد من يجيبها=وما في الحشى ما في الحشى غير ذاهب(17)
وباكية حرى الفؤاد دموعها=تصعَّدُ عن قلب من الوجد ذائب
تصك يديها في الترائب لوعة=فتلهب ناراً من وراء الترائب
ومدت الى نحو الغريين طرفها=ونادت أباها خير ماش وراكب
أبا حسن ان الذين نماهم=أبو طالب بالطف ثار لطالب
تعاوت عليهم من بني صخر عصبة=لثارات يوم الفتح حرَّى الجوانب
وساموهم اما الحياة بذلة=أو الموت فاختاروا أعز المراتب
فهاهم على الغبراء مالت رقابهم=ولما تمل من ذلة في الشواغب
سجودٌ على وجه الصعيد كأنما=لها في محاني الطف بعض المحارب
معارضها مخضوبة فكأنها=ملاغم اسد بالدماء خواضب
تفجر من اجسامها السمر اعيناً=وتشتق منها انهر بالقواضب(18)
ومما عليك اليوم هوّن ما جرى=ثووا لا كمثوى خائف الموت ناكب
أصيبوا ولكن مقبلين دماؤهم=تسيل على الاقدام دون العراقب
ممزقة الادراع تلقا صدورها=ومحفوظة ما كان بين المناكب(19)
تأسى بهم آل الزبير فذللت=لمصعب في الهيجا ظهور المصاعب(20)
ولولاهم آل المهلب لم تمت=لدى واسط موت الابي المحارب(21)
وزيد وقد كان الاباء سجية=لابائه الغر الكرام الاطائب(22)
كأن عليه ألقي الشبح الذي=تشكل فيه شبه عيسى لصالب
فقل للذي أخفى عن العين قبره=متى خفيت شمس الضحى بالغياهب
وهل يختفي قبر امرئ مكرماته=بزغن نجوماً كالنجوم الثواقب
ولو لم تنمُّ القوم فيه الى العدى=لنمَّت عليه واضحات المناقب
كأن السما والارض فيه تنافسا=فنال الفضا عفواً سني الرغائب
لئن ضاق بطن الارض فيه فانه=لمن ضاق في آلائه كل راحب
عجبت وما احدى العجائب فاجأت=بمقتل زيد بل جميع العجائب
اتطرد قربى احمد عن مكانه=بنو الوزغ المطرود طرد الغرائب
وتحكم في الدين الحنيف وإنها=لانصب للاسلام من كل ناصب