أحرم الحجاج - علي حمادي + مهدي سهوان
أنا الحسين
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور=و أنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا أحرم دأبا ناحراً هدي السرور=و أنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى=أن يرى حق بنيه حرمً معتكفا
و يواسيهم و إلا حاد عن باب الصفا=و هو من أكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى=و اتخاذ النوح ورداً كل صبحٍ و مساء
و إشتعال القلب أحزاناً تذيب الأنفسا=و قليلٌ تتلف الأرواح في رزء الحسين
لست أنساه طريداً عن جوار المصطفى=لائذاً بالقبة النوراء يشكو أسفا
قائلاً يا جد رسم الصبر من قلبي عفا=ببلاءٍ أنقض الظهر و أوهى المنكبين
أيها المهر توقف لا تحم حول الخيام=و أترك الإعوال كي لا يسمعو الآل الكرام
كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام=و هم ينتظرون الآن إقبال الحسين
مارق المهر و جيعاً عالياً منه العويل=يخبر النسوان أن السبط في البوغاء جديل
و دم المنحر جارِ خاضب الجسم يسيل=نابعاً من ثغرة بعدك ما تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب إعوال الجواد=تحسب السبط أتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت أن أخاها عافراً في بطن واد=و دم الأوداج منه خاضباً للمنكبين
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل=صرخت مازقة الجيب بلبٍ ذاهل
و بدت من داخل الخيمات آل الفاضل=محرقاتٍ بسواد الحزن من فقد الحسين
فتك العصفور بالصقر فياللعجب=ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدرٌ آجرك الله بعالي الرتب=أدرك الأعداء فيه ثأر بدرٍ و حنين
أعين لم تجري في أيام عاشوراء بماء=كحلت و أحيا أماطيها بأميال العماء
لأصبن إذا ما أعوز الدمع دما= لأجودن بدمع العين جود الاجودين
عجباً من ما أرسى في قلبه حب الإمام=كيف عاشو يوم عاشوراء و ما ذاقو الحما
بل أرى نوحهم يقصل عن نوح الحمام=أسواء فقد فرخين و فقدان الحسين
كيف لا يبكي بشجوٍ لإبن بنت المصطفى=إنه كان سراجاً للبرايا و أنطفا
حق لو في فيض دمع العين إنساني طفا=و أقتدا الجاري مع العين عقيق لا لوجين
الشاعر : الشيخ حسن الدمستاني