من ذا يقدم لي الجواد ولامتي=والصحب صرعى والنصير قليل
فأتته زينب بالجواد تقوده=والدّمع من ذكر الفراق يسيل
وتقول قد قطّعت قلبي يا أخي=حزنا فيا ليت الجبال تزول
فلمن تنادي والحماة على الثرى=صرعى ومنهم لا يبلّ غليل
ما في الخيام وقد تفانى أهله=إلا نساء وله وعليل
أرأيت أختا قدّمت لشقيقه=فرس المنون ولا حمى وكفيل
فتبادرت منه الدموع وقال ي= أختاه صبراً فالمصاب جليل
فبكت وقالت يا ابن أمي ليس لي=وعليك ما الصبر الجميل جميل
يا نور عيني يا حشاشة مهجتي=من للنساء الضائعات دليل
ورنت إلى نحو الخيام بعولة=عظمى تصبّ الدمع وهي تقول
قوموا إلى التوديع إنّ أخي دع=بجواده إنّ الفراق طويل
فخرجن ربات الخدور عواثر=وغدا لها حول الحسين عويل
الله ما حال العليل وقد رأى=تلك المدامع للوداع تسيل
فيقوم طوراً ثم يكبو تارة=وعراه من ذكر الوداع نحول
فغدا ينادي والدموع بوادر=هل للوصول إلى الحسين سبيل
هذا أبي الضيم ينعى نفسه=يا ليتني دون الأبي قتيل
أبتاه إني بعد فقدك هالك=حزنا وإني بعدكم لذليل
الشاعر : الشيخ محمد نصار