هل من أعقّة عالج يبرين
محمد بن هاني الاندلسي
هل من أعقّة عالج يبرين=أم منهما بقر الحدوج العين
ولمن ليال ما ذممنا عهدنا=مذكنّ إلا أنهن شجون
المشرقات كأنهن كواكب= والناعمات كانهن غصون
بيض وما ضحك الصباح وانها= بالمسك من طرر الحسان لجون
أدمى لها المرجان صفحة خده= وبكى عليها اللؤلؤ المكنون
أعدى الحمام تأوُّهي من بعدها= فكأنه فيما سجعن رنين
بانوا سراعا للهوادج زفرة= مما رأين وللمطي حنين
فكأنما صبغوا الضحى بقبابهم= أو عصفرت فيه الخدود جفون
ماذا على حلل الشقيق لو انها= عن لابسيها في الخدود تبين
لاعطّشن الروض بعدهم ولا= يرويه لي دمع عليه هَتون
أأعير لحظ العين بهجة منظر= وأخونهم إني اذا لخؤون
لا الجو جو مشرق ولو اكتسى= زهرا ولا الماء المعين معين
لا يبعدنّ اذ العبير له ثرى= والبان دوح والشموس قطين
ايام فيه العبقري مفوّف= والسابري مضاعف موضون
والزاعبية شّرع والمشرفيّ= ة لمّع وال مقربات صفون
والعهد من ظمياء اذ لاقومها= خزر ولا الحرب الزبون زبون
عهدي بذاك الجو وهو أسنّة= وكناس ذاك الخشف وهو عرين
هل يدنيني منه أجرد سابح= مرح وجائلة النسوع أمون
ومهنّد فيه الفرند كأنه= درٌ له خلف الغرار كمين
عضب المضارب مقفر من اعين= لكنّه من أنفس مسكون
قد كان رشح حديده أجلا وما= صاغت مضاربه الرقاق قيون
وكأنما يلقى الضريبة دونه= باس المعز أو اسمه المخزون
هذا معدّ والخلائق كلها= هذا المعزّ متوجا والدين
هذا ضمير النشأة الأولى التي= بدأ الإله وغيبها المكنون
من أجل هذا قدّر المقدور في= أم الكتاب وكوّن التكوين
وبذا تلقّى آدم من ربه= عفوا وفاء ليونس اليقطين
يا أرض كيف حملت ثني نجاده= بل انت تلك تموج منك متون
حاشا لما حملت تحمل مثله= أرض ولكن السماء تعين
لو يلتقي الطوفان قبل وجوده= لم يُنج نوحا فلكه المشحون
لو أنّ هذا الدهر يبطش بطشه= لم يعقب الحركات منه سكون
الروض ما قد قيل في أيامه= لا إنه وردٌ ولا نسرين
والمسك ما لثَم الثرى من ذكره= لا إنّ كل قرارة دارين
ملك كما حدّثت عنه رأفة= فالخمر ماء والشراسة لين
شيم لو أن اليم اعطي رفقها= لم يلتقم ذا النون فيه النون
تالله لا ظل الغمام معاقل= تأبى عليه ولا النجوم حصون
ووراء حق ابن الرسول ضراغم= اسد وشهباء السلاح منون
الطالبان المشرفيّة والقنا= والمدركان النصر والتمكين
وصواهل لا الهضب يوم مغارها= هضب ولا البيد الحزون حزون
جَنب الحمام وما لهنّ قوادم= وعلا الربود وما لهن وكون
فلهن من وَرَق اللجين توجس= ولهن من مقل الظباء شفون
فكأنها تحت النضار كواكب= وكأنها تحت الحديد دجون
عُرفت بساعة سبقها لا انّها= علقت بها يوم الرهان عيون
وأجلّ علم البرق فيها أنها= مرّت بجانحتيه وهي ظنون
في الغيث شبه من نداك كأنما= مسَحت على الانواء منك يمين
أما الغنى فهو الذي أوليتنا= فكأن جودك في الخلود رهين
تطأ الجياد بنا البدور كأنها= تحت السنابك مرمر مسنون
فالفيء لا متنقل والحوض لا= متكدّر والمن لا ممنون
انظر الى الدنيا باشفاق فقد= أرخصت هذا العلق وهو ثمين
لو يستطيع البحر لاستعدى على= جدوى يديك وإنه لقمين
أمدده أو فاصفح له عن نيله= فلقد تخوّف أن يقال ضنين
وأذن له يغرق أميّة معلنا= ما كل مأذون له مأذون
وأعذر أميّة ان تغصّ بريقها= فالمهل ما سُقيته والغسلين
ألقت بأيدي الذل ملقى عمرها= بالثوب إذ فغرت له صفّين
قد قاد أمرهم وقلّد ثغرهم= منهم مهين لا يكاد يبين
لتحكمنّك أو تزايل معصما= كف ويشخب بالدماء وتين
أوَ لم تشنّ بها وقائعك التي= جفلت وراء الهند منها الصين
هل غير أخرى صيلم إن الذي= وقاك تلك بأختها لضمين
بل لو ثنيت إلى الخليج بعزمة= سرت الكواكب فيه وهي سفين
لو لم تكن حزما أناتك لم يكن= للنار في حجر الزناد كمين
قد جاء أمر الله واقترب المدى= من كلّ مطّلع وحان الحين
ورمى إلى البلد الأمين بطرفه= ملك على سرّ الاله أمين
لم يدر ما رجم الظنون وإنما= دفع القضاء اليه وهو يقين
كذبت رجال ما أدّعت من حقكم= ومن المقال كأهله مأفون
أبني لؤيّ اين فضل قديمكم= بل اين حلم كالجبال رصين
نازعتم حق الوصيّ ودونه= حرم وحجر مانع وحجون
ناضلتموه على الخلافة بالتي= ردّت وفيكم حدّها المسنون
حرّفتموها عن أبي السبطين عن= زمع وليس من الهجان هجين
لو تتّقون الله لم يطمح لها= طرف ولم يشمخ لها عرنين
لكنّكم كنتم كأهل العجل لم= يحفظ لموسى فيهم هارون
لو تسألون القبر يوم فرحتم= لأجاب أنّ محمدا محزون
ماذا تريد من الكتاب نواصب= وله ظهور دونها وبطون
هي بغية أظللتموها فارجعوا= في آل ياسين ثوت ياسين
ردّوا عليهم حكمهم فعليهم= نزل البيان وفيهم التبيين
البيت بيت الله وهو معظّم= والنور نور الله وهو مبين
والستر ستر الغيب وهو محجوب= والسر سر الله وهو مصون
النور انت وكل نور ظلمة= والفوق انت وكل قدر دون
لو كان رأيك شائعا في أمّة= علموا بما سيكون قبل يكون
أو كان بشرك في شعاع الشمس لم= يكسف لها عند الشروق جبين
أو كان سخطك عدوة في اليم لم= تحمله دون لهاته التنين
لم تسكن الدنيا فواق بكيّة= إلا وأنت لخوفها تأمين
الله يقبل نسكنا عنا بما= يُرضيك من هدي وانت معين
فرضان من صوم وشكر خليفة= هذا بهذا عندنا مقرون
فارزق عبادك منك فضل شفاعة= واقرب بهم زلفى فانت مكين
لك حمدنا لا إنه لك مفخر= ما قدرك المنثور والموزون
قد قال فيك فيك الله ما أنا قائل= فكأن كل قصيدة تضمين
الله يعلم أن رأيك في الورى= مأمون حزم عنده وأمين
ولانت أفضل من تشير بجاهه= تحت المظلّة باللواء يمين