في عيد الغدير
سل المجدب الظمآن أين مصيره=وها عندنا روض الهدى وغديره
وسل خابط الظلماء كم هو تائهٌ=ألم يرَ بدر الرشد يسطع نوره
ألاّ نظرة نحو اليمين تدلُّهُ=على قصده كي يستقيم مسيره؟
إذا ما اقتفى في السير آثار حائر=فمن عدل ديان الورى من يجيره
أبا حسن تالله أنت لاحمد=أخوه وقاضي دينه ووزيره
وإنّك عون المصطفى ونصيره=أو انك عين المصطفى ونظيره
فلا مشكل إلاّ وأنت مداره=ولا فلك إلاّ وأنت مديره
ولا أمة إلاّ وأنت أمينها=ولا مؤمن إلاّ وأنت أميره
وأنت يدُ الله القويِّ وحبله ال=متين وحامي دينه وسفيره
وأنت الصراط المستقيم وعندك ال=جواز فمن تمنحه جاز عبوره
بك الشرك أودى خيله ورجاله=وثقل قريش عِيرُهُ ونفيره
فما زلت للحق المبين تُبِينُهُ=وبالسيف من يبغيه سوءا تبيره
إلى أن علا هام الجبال مناره=وأشرق في كل الجهات منيره
فمن جاء مغتالا فأنت تميته=ومن جاء ممتارا فأنت تميره
وأنت قسيم النار قسمٌ تجيزهُ=عليها، وقسم من لظاها تجيره
ولما استتم الدين أوفى نصابه=وشِيدَتْ مبانيه وأحكم سوره
رقدت قرير العين لست بحافل=بحقدِ أخي حقد عليك يثيره
ومثلك مَنْ إن تَمَّ للدين أمره=فما ضَرَّهُ ألا تتمَّ أموره
ولو شئت أثكلت العدو بنفسه=فأصبح يعلو ويلُه وثبوره
ببأس يدٍ لوْ صُلْتَ يوما بها على=ثبيرٍ إذا لاندكَّ منها ثبيره
ولكن رأيت الصبر أحجى ولم ينل=ثواب مقام الله إلاّ صَبُوره
فديتك أدرك بالشفاعة مذنبا=إذا أنت لم تنصره عَزَّ نصيره
ولايته إياك أقوى وسيلة=سَيُمْحى بها تقصيره وقصوره