تَذَكُّرُ الموت
أرى عمري مْؤذِنا بالذهابِ=تَمُرُّ لياليه مَرَّ السحابِ
وتفجأني بيض أيامه=فتسلخ مني سواد الشباب
فمن لي إذا حان منّي الحمام=ولم أستطع منه دفعا لما بي
ومن لي إذا قلَّبتني الاكفُّ=وجردني غاسلي من ثيابي
ومن لي إذا صرت فوق السري=رِ وشيل سريري فوق الرقاب
ومن لي إذا ما هجرت الديا=رَ واعتضت عنها بدار الخراب
ومن لي إذا آبَ أهل الودا=دِ عنِّي وقد يئسوا من إيابي
ومن لي إذا ما غشاني الظلا=مُ وأمسيت في وحشة واغتراب
ومن لي إذا منكرٌ جدَّ في=سؤالي فأذهلني عن جوابي
ومن لي إذا درست رمتي=وأبلى عظامي عفر الترابِ
ومن لي إذا قام يوم النشو=رِ وقمت بلا حجةٍ للحساب
ومن لي إذا ناولوني الكتا=بَ ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي
ومن لي إذا امتازت الفرقتا=نِ أهل النعيم وأهل العذاب
وكيف يعاملني ذو الجلال=فأعرف كيف يكون انقلابي
أباللطف، وهو الغفور الرحيم،=أم العدل وهو شديد العقاب
وياليت شعري إذا سامني=بذنبي وواخذني باكتسابي
فهل تحرق النار عينا بكت=لرزء القتيل بسيف الضبابي؟
وهل تحرق النار رجلا مشت=إلى حرمٍ منه سامي القباب؟
وهل تحرق النار قلبا أذيب=بلوعة نيران ذاك المصاب؟