في الامام المهدي ورثاء الحسين (ع) السيد رضا الهندي
في الامام المهدي ورثاء الحسين
أيان تنجز لي يا دهر ما تعدُ=قد عشَّرتْ فيك آمالي ولا تلدُ
طال الزمان وعندي بعدُ أمنيةٌ=يأتي عليها ولا يأتي بها الامد
تمضي الليالي ولا أقضي المرام فهب=أنّي ابن عاد فكم يبقى له لبد
علام أحبس عن غاياتها هممي=ولي هموم تفانى دونها العدد
ولا أداوي بإتلاف العدى سقمي=وكم يقيم على أسقامه الجسد
والدهر يبطش بي جهلا فتحسبني=يغصُّ عيني عنه العجز لا الجلد
وما درى، بل درى لكن تجاهل بي=إنّي مخيف الردى والضيغم الاسد
لو كان يجهل فتكي في الحروب لما=ظلت فرائصه إن صلتُ ترتعد
فيا مغذّا على وجناء مرتعها=قطع الفجاج ولمع الال ما ترد
تطوى القفار به حرفٌ عملَّسةٌ=شملالة حرة مرقالة أجد
كأنها عرش بلقيسٍ وقد علقت=بها أماني سليمان إذا تخد
جُبْ بالمسير هداك الله كل فلا=عن الهدى فيه حتى للقطا رصد
حتى يبوِّئك الترحال ناحيةً=تحل من كرب اللاجي بها العقد
وبقعة ترهب الايام سطوتها=وليس تهرب من ذؤبانها النقد
وروضة أنجم الزهراء قد حسدت=حصباءها وعليها يحمد الحسد
وأرض قدس من الافلاك طاف بها=طوائف كلما مرُّوا بها سجدوا
فأرخص الدمع من عينين قد غلتا=على لهيب جوى في القلب يتَّقدُ
وقل ولم تدع الاشجان منك سوى=قلب الفريسة إذ ينتاشها الاسد
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا=وِرْدٌ هنيُّ ولا عيش لنا رغد
طالت علينا ليالي الانتظار فهل=يا ابن الزكيِّ لليل الانتظارِ غد
فاكحل بطلعتك الغرَّا لنا مُقَلا=يكاد يأتي على إنسانها الرمد
ها نحن مرمى لنَبل النائبات وهل=يغني اصطبار وهى من درعه الجَلَدُ
كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكم=وشملكم بيدي أعدائكم بدد
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت=بها النوائب لما خانها الجلد
هب أن جندك معدود فجدك قد=لاقى بسبعين جيشا ما له عدد
غداة جاهد من أعدائه نفرا=جدُّوا بإطفاء نور الله واجتهدوا
وعصبة جحدوا حقّ الحسين كما=من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
وعاهدوه وخانوا عهده وعلى=غير الخيانة للميثاق ما عهدوا
سمَّوا نفوسهم بالمسلمين وهم=لم يعبدوا الله بل أهواءهم عبدوا
تجمَّعَتْ عدة منهم يضيق بها=صدر الفضا ولها أمثالها مدد
فشدَّ فيهم بأبطال إذا برقت=سيوفهم مطروا حتفا وما رعدوا
صالوا وجالوا وأدَّوا حق سيدهم=في موقف فيه عَقَّ الوالدَ الولدُ
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في=صدورهم شجر الخطيِّ يختضد
وعاد ريحانة المختار منفردا=بين العدا ما له حام ولا عضد
وِتْرٌ به أدركت أوتار ما فعلت=بدرٌ ولم تكفهم ثأرا لها أُحُدُ
يكرُّ فيهم بماضيه فيهزمهم=وهم ثلاثون ألفا وهو منفرد
لو شئت يا علة التكوين محوهمُ=ما كان يثبت منهم في الوغى أَحَدُ
لكن صبرت لامر الله محتسبا=إياه والعيش ما بين العدا نكد
فكنت في موقف منهم بحيث على=رحيب صدرك وفَّاد القنا تفد
حتى مضيت شهيدا بينهم عميت=عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
يا ثاويا في هجير الصيف كَفَّنَهُ=سافي الرياح ووارته القنا القصد
لا بَلَّ ذا غلة نهر قُتِلْتَ به=موري الفؤاد أواما وهو مطرد
على النبي عزيزٌ لو يراك وقد=شفى بمصرعك الاعداء ما حقدوا
وأصدروك لهيف القلب، لا صدروا=وحلاّوك عن المورود، لا وردوا
ولو ترى أعين الزهراء قرتها=والنبل من فوقه كالهدب ينعقد
له على السمر رأس تستضيء به=سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
إذا لحنَّتْ وأنَّتْ وانهمت مقلٌ=منها وحرت بنيران الاسى كبد
عجبت للارض ما ساخت جوانبها=وقد تضعضع منها الطود والوتد
وللسماوات لِمْ لا زلزلت وعلى=مَنْ بعد سبط رسول الله تعتمد
الله أكبر مات الدين وانطمست=أعلامه وعفى الايمان والرَّشَدُ
وقوِّضَتْ خيم الاطهار من حرم ال=مختار لما هوى من بينها العمد
وربَّ بارزة من خدرها ولها=قلب تقاسمه الاشجان والكمد
تقول يا إخوتي لا تبعدوا أبدا=عن حيِّكم، وبلى واللّه، قد بعدوا
لم يبق لي إذ نأيتم، لا فقدتكمُ،=حامٍ فيرعى ولا راع فيفتقد
إلاّ فتىً صدَّه عن رعي أسرته=أساره ونحول الجسم والصفد
وكيف يملك دفعا وهو مرتهنٌ=بالسير ممتهن بالاسر مضطهد
ونحن فوق النياق المصعبات بنا=يجاب حَزْنُ الربى والغور والسند
في كل يوم بنا للسير مجهلة=تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي=في يوم لا والد يغني ولا ولدُ
لكم بقلبي حزن لا يغيره=مَرُّ الزمان ويفنى قبله الابد
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه=وخطبكم أبدا أثوابه جدد