في رثاء مسلم بن عقيل
لو ان دموعي استهلت دما=لما أنصفت بالبكا مسلما
قتيل أذاب الصفا رزؤه=وأحزن تذكاره زمزما
وأورى الحجون بنار الشجون=وأبكى المقام وأشجى الحمى
أتى أرض كوفان في دعوة=لها الارض خاضعة والسما
فلبّوا دعاه وأمُّوا هداه=لينقذهم من غشاء العمى
وأعطوه من عهدهم ما يكاد=إلى السهل يستدرج الاعصما
وما كان يحسب وهو الوفي=أن ينقضوا عهده المبرما
فديتك من مفرد أسلموه=لحكم الدعيِّ فما استسلما
والجأه غدرهم أن يحلَّ=في دار طوعة مستسلما
فمذ قحموا منه في دارها=عرينا أبى الليث أن يقحما
أبان لهم كيف يضرى الشجا=عُ ويشتدّ بأسا إذا أسلما
وكيف تهبُّ أسود الشرى=إذا رأت الوحش حول الحمى
وكيف تُفَرِّقُ شهبُ البزا=ةِ بغاثا تطيف بها حوَّما
ولما رأوا بأسه لا يطاق=وماضيه لا يرتوي بالدما
أطلُّوا على شرفات السطو=حِ يرمونه الحطب المضرما
ولولا خديعتهم بالامان=لما أوثقوا ذلك الضيغما
وكيف يحسُّ بمكر الاثيم=من ليس يقترف المأثما
لئن يُنْسني الدهر كل الخطو=ب لم ينسني يومك الايوما
أتوقف بين يدي فاجر=دعيٍّ إلى شرِّهم منتمى
ويشتم أسرتك الطاهرين وقد=كان أولى بأن يُشْتَما
وتقتل صبرا ولا طالب=بثارك يسقيهم العلقما
وترمى إلى الارض من شاهق=ولم ترمِ أعداك شهبُ السما
فإن يحطموا منك ركن الحطيم=وهدُّوا من البيت ما استحكما
فلست سوى المسك يذكو شذاه=ويزداد طيبا إذا حطما
فإن تَخْلُ كوفان من نادب=عليك يقيم لك المأتما
فإن ظبى الطالبيين قد=غدت لك بالطف تبكي دما
زها منهمُ النقع في أنجمٍ=أعادت صباح العدى مظلما