قال يصف ما أصاب آل البيت من مصائب و يذكر الإمام الرضا (ع) دعبل بن علي الخزاعي
( من البسيط )
قال يصف ما أصاب آل البيت من مصائب و يذكر الإمام الرضا (ع)
عن محمد بن عمران المرزباني عن عبدالله بن يحيى العسكري، عن أحمد بن زيد بن أحمد، عن محمد بن يحيى ابن أكثم، عن أبيه قال : أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله وآمنه على نفسه فلما مثل بين يديه وكنت جالسا بين يدي المأمون، فقال : أنشدني قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل وأنكر معرفتها فقال له : لك الامان عليها كما أمنتك على نفسك فأنشده :
تأسفت جارتي لما رأت زَوَري=و عدّت الشيب ذنباً غير مغتفرِ
ترجو الصّبا بعدما شابت ذوائبها=و قد جرت طلقاً في حلبةِ الكِبَرِ
أجارتي! إن شيب الرأس نفّلني=ذِكر الغواني، و أرضاني مِنَ القدرِ
لو كُنتُ أركُنُ للدُنيا و زيتتها=إذن بكيتُ على الماضين من نفري
أخنى الزمانُ على أهلي فصدّعهم=تصدّع الشعبِ لاقى صدمة الحَجَرِ
بعضٌ أقام و بعضٌ قد أهاب بهِ=داعي المنيةِ و الباقي على الاثرِ
أما المقيم فأخشى أن يفارقني=و لست أوبة من ولى بمنتظرِ
أصبحت أُخبِرُ عن أهلي و عن ولدي=كحالمٍ قصّ رؤيا بعد مُدّكرِ
لولا تشاغُلُ نفسي بالأُلى سلفُوا=من أهل بيت رسول الله لم أقرِ
و في مواليكَ للمحزون مشغلةٌ=من أن يبت لمفقودٍ على أثرٍ
كم من ذراعٍ لهم بالطف بائنةٍ=و عارضٍ من صعيد التُربِ مُنعفِرِ
أمسى الحسين و مسراهُم لمقتلهِ=و هُم يقولون هذا سيدُ البشرِ
يا أمة السوء ماجازيت أحمد عن=حُسن البلاءِ على التنزيل و السورِ
خلفتُموهُ على الابناءِ حِينَ مَضَى=خِلافة الذّئب في إنقاد ذي بقرِ
و ليس حيٌ من الاحياء نعلمهُ=من ذي يمانٍ و من بكرٍ و من مُضَرِ
قال يحيى بن أكثم وأنفذني المأمون
في حاجة فعدت وقد انتهى إلى قوله :
إلا و هُم شُركاءٍ في دمائهمُ=كما تشارك أيسارٌ على جُزرِ
قتلاً و أسرا و تحريقاً و منهبةً=فِعلَ الغُزاةِ بأرض الروم والخَزَرِ
أرى أُمية معذورين إن قتلوا=ولا أرى لبني العبّاس من عُذُرِ
أبناء حربٍ و مروان و أُسرتُهم=بنو معيطٍ ولاةُ الحِقدِ والوَغَرِ
قومٌ قتلتُم على الإسلام أوّلَهم=حتى إذا استمكنوا جازَوا على الكُفرِ
أربع بطُوسٍ على قبر الزكيّ بها=إن كُنت تربعُ من دينٍ على وطرِ
قبران في طُوسَ: خيرُ الناس كلّهم=و قَبرُ شرّهُم، هذا من العِبَرِ!
ما ينفعُ الرّجسَ مِن قُرب الزكي ولا=على الزكيّ بقُرب الرجسٍ من ضَرَرِ
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت=له يداه فخذ ماشئت أو فذرِ
قال : فضرب المأمون بعمامته الارض،
وقال، صدقت والله يا دعبل .
Testing
البيت 1-الزور: الميل.
البيت 2- الذوائب: جمع الذؤابة و هي شعر مقدم الرأس. جرت طلقاً: متباعدة.
البيت 3- نفّلني: دفع عنّي.
البيت 4- أركن: أطمئن. نفري: قومي.
البيت 5- أخنى: أهلك. صدّعهم: شتتهم و فرقهم. الشعب: الجبل.
البيت 6- المنية: الموت.
البيت 7- الأوبة: الرجعة أو العودة.
البيت 9- سلفوا: مضوا.
البيت 11- الطفّ: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية، فيها كان مقتل الحسين بن علي (ع). بائنة: منقطعة. العارض: صفحة الخد. انعفر: تمرّغ في التراب.
البيت 16- الأيسار: الذين يتقاسمون الجزور أي الذبائح، مفردها (الياسر).
البيت 19- الوغر: الغضب و الغيظ.
البيت 21- أربع: قف. طوس: مدينة في خراسان. الزكي: هو الإمام علي بن موسى الرضا (ع).
البيت 23- الرجس: الشيء القذر، و المقصود هنا هارون الرشيد.
البيت 24- ذر: اترك، و في البيت إشارة إلى الآية الكريم: (كل نفسٍ بما كسبت رهينةٌ)-المدثر: 38.