قال يرثي ابنا له و يذكر الإمام الرضا و السم الذي سقيه، و ينعى على بني العباس دعبل بن علي الخزاعي
( من الطويل )
قال يرثي ابنًا له و يذكر الإمام الرضا و السم الذي سقيه، و ينعى على بني العباس
على الكُرهِ ما فارَقتُ أحمَدَ وانطَوَى=عليهِ بناءٌ جندلٌ ورزينُ
و اسكنتهُ بيتاً خسيساً متاعهُ=و إنّى على رَغمي به لضَنينُ
و لو لا التَأسّي بالنبي واهلهِ=لأسبَلَ من عيني عليهِ شُؤونُ
هو النفس إلا ان آل مُحمدٍ=لهم دون نفسي في الفؤادِ كمينُ
أضرّ بهم إرثُ النبي فأصبحوا=يُساهمُ فيهم ميتةٌ و مَنونُ
دعتهُم ذئابٌ من امية و انتحت=عليهم دراكاً أزمةٌ و سِنُونُ
وعاثت بنو العباس في الدين عيثةً=تَحَكَّمَ فيه ظالمٌ وظنينُ
و سمَّوا رشيداً ليس فيهم لِرُشدهِ=وها ذاك مأمونٌ و ذاك أمينُ
فما قُبِلَت بالرشد منهم رعايةٌ=و لا لِوليً بالامانةِ دينُ
رشيدُهم غاوٍ و طِفلاهُ بعدهُ=لهذا رزايا دُون ذاك مُجونُ
ألا أيها القبر الغريبُ محلُهُ=بُطوسٍ عليك السارياتُ هَتُونُ
شَكَكتُ! فما أدري أمُسقَى بشَربَةٍ=فأبكيك؟ أم ريبُ الردى فيهونُ ؟
و أيهما ما قُلت: إن قًلت شربةٌ=و إن قُلتَ مَوتٌ، إنهُ لَقَمينُ
أيا عجباً منهُم يُسمونكَ الرَّضا=و تلقاك مِنهم كلحةٌ و غُضُونُ
أتَعجَبُ للأجلافِ أن يَتَخَيَفُوا=معالم دين اللهِ و هُو مُبينُ
لقد سَبَقَت فِيهم بفضلِكَ آيةٌ=لَدَيَّ ولكن مَا هُناكَ يَقينُ
Testing
البيت 1- أحمد: هو ابنه الذي فجع به عندما فارقه مكرهاً في بغداد. انطوى عليه: ضمّه. الجندل: الحجارة الكبيرة. الرزين: الثقيل.
البيت 2- الخسيس: القليل الثمن. ضنين: حريص.
البيت 3- الشؤون: مجاري الدمع. أسبل الدمع: أرسله.
البيت 5- المنون: الموت.
البيت 6- الدارك: المتابعة. السنون: سنوات القحط و الشدّة.
البيت 7- عاثت: أفسدت. الظنين: من لا يوقف به.
البيت 10- الغاوي: الضال. الرزايا: جمع الرزية و هي المصيبة. المجون: اللهو وقلّة الحياء.
البيت 11- الساريات: جمع السارية و هي السحابة الماطرة. هتون: كثيرة المطر. يستسقي المطر على قبر الإمام الرضا (ع) على طريقة الأقدمين.
البيت 12- ريب الردى: حوادث الدهر و مصائبه. و الردى هو الموت.
البيت 13- القمين: الجدير و الخليق.
البيت 14- الكلحة: العبوس. الغضون: جمع الغضن و هو تجعّد الجلد و هنا المتاعب.
البيت 15- الأجلاف: جمع الجلف و هو الرجل القاسي و الغليظ. تخيّف: تنقّص.