شعراء أهل البيت عليهم السلام - صرمت حبالك بعد وصلك زينب

عــــدد الأبـيـات
61
عدد المشاهدات
8205
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/10/2009
وقـــت الإضــافــة
1:26 مساءً

صرَمَت حبالك بعد وصلك زينب=والدهر فيه تصرم وتقلب نشرت ذوائبها التي تزهو بها=سودا ورأسك كالثمامة أشيبُ واستنفرت لما رأتك وطالما=كانت تحن ألى لقاك وترهبُ وكذاك وصل الغانيات فإنه=آلٌ ببلقعة وبرق خلبُ فدع الصبا فلقد عداك زمانه=وازهد فعمرك منه ولى الأطيب ذهب الشباب فما له من عودة=وأتى المشيب فأين منه المهرب ضيف ألم إليك لم تحفل به=فترى له أسفاً ودمعاً يسكب دع عنك ماقد فات في زمن الصبا=واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب واخش مناقشة الحساب فإنه=لابد يحصى ما جنيت ويكتب لم ينسه الملكان حين نسيته=بل أثبتاه وأنت لاه تلعب والروح فيك وديعة أودعتها=ستردها بالرغم منك وتسلب وغرور دنياك التي تسعى لها=دار حقيقتها متاع يذهب والليل فاعلم والنهار كلاهما=أنفاسنا فيها تعد وتحسب وجميع ما حصلته وجمعته=حقاً يقيناً بعد موتك ينهب تباً لدار لايدوم نعيمها=ومشيدها عما قليل يخرب فاسمع هديت نصائحاً أولاكها=بر لبيب عاقل متأدب صحب الزمان وأهله مستبصراً=ورأى الأمور بما تؤوب وتعقب أهدى النصيحة فاتعظ بمقاله=فهو التقي اللوذعي الأدرب لا تأمن الدهر الصروف فإنه=لا زال قدماً للرجال يهذب وكذلك الأيام في غدواتها=مرٍت يذل له الأعز الأنجب فعليك تقوى الله فالزمها تفز=إن التقي هو البهي الأهيب واعمل لطاعته تنل منه الرضا=إن المطيع لربه لمقرب فاقنع ففي بعض القناعة راحة=واليأس مما فات فهو المطلب وإذا طمعت كسيت ثوب مذلة=فلقد كسي ثوب المذلة أشعب والقى عدوك بالتحية لا تكن=منه زمانك خائفاً تترقب واحذره يوماً إن أتى لك باسماً=فالليث يبدي نابه إذ يغضب إن الحقود وإن تقادم عهده=فالحقد باق في الصدور مغيب وإذا الصديق رأيته متملقاً=فهو العدو وحقه يتجنب لا خير في ود امرئ متملق=حلو اللسان وقلبه يتلهب يلقاك يحلف أنه بك واثق=وإذا توارى عنك فهو العقرب يعطيك من طرف اللسان حلاوة=ويروغ عنك كما يروغ الثعلب واختر قرينك واصطفيه تفاخراً=إن القرين إلى المقاِرن ينسب إن الغني من الرجال مكرم=وتراه يرجى ما لديه ويرهب ويبش بالترحيب عند قدومه=ويقام عند سلامه ويقرب والفقر شين للرجال فإنه=يزرى به الشهم الأريب الأنسب واخفض جناحك للأقارب كلهم=بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً=إن الكذوب لبئس خلاً يصحب وذر الحسود ولو صفا لك مرة=أبعده عن رؤياك لايستجلب وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن=ثرثارة ً في كل ناد تخطب واحفظ لسانك واحترز من لفظه=فالمرء يسلم باللسان ويعطب والسر فاكتمه ولا تنطق به=فهو الأسير لديك إذ لا ينشب واحرص على حفظ القلوب من الأذى=فرجوعها بعد التنافر يصعب إن القلوب إذا تنافر ودها=مثل الزجاج كسرها لا يشعب وكذاك سر المرء إن لم يطوه=نشرته ألسنة تزيد وتكذب لا تحرصن فالحرص ليس بزائد=في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب ويظل ملهوفاً يروم تحيلاً=والرزق ليس بحيلة يستجلب كم عاجز في الناس يؤتى رزقه=رغداً ويحرم كيس ويخيب أد الأمانة والخيانة فاجتنب=واعدل ولا تظلم يطيب المكسب وإذا بليت بنكبة فاصبر لها=من ذا رأيت مسلماً لا ينكب و إذا أصابك في زمانك شدة=وأصابك الخطب الكريه الأصعب فادع لربك إنه أدنى لمن=يدعوه من حبل الوريد وأقرب كن ما استطعت عن الأنام بمعزل=إن الكثير من الورى لا يصحب واجعل جليسك سيداً تحظى به=حبراً لبيباً عاقلاً متأدب واحذر من المظلوم سهماً صائباً=واعلم بأن دعاء ه لا يحجب وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة=وخشيت فيها أن يضيق المكسب فارحل فأرض الله واسعة الفضا=طولاً وعرضاً شرقها والمغرب فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي=فالنصح أغلى ما يباع ويوهب خذها إليك قصيدة ً منظومة ً=جاء ت كنظم الدر بل هي أعجب حكم وآداب وجل مواعظ=أمثالها لذوي البصائر تكتب اعني علياً وابن عم محمد=من ناله الشرف الفيع الأنسبُ يا رب صل على النبي وآله=عدد الخلائق حصرها لايحسب
Testing