يا صاحب القبة البيضاء في النجف
الحسين بن الحجاج البغدادي
يا صاحب القبة البيضاء في النجف=من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا أبا الحسن الهادي لعلكم=تحظون بالأجر والإقبال والزلفِ
زوروا لمن تُسمع النجوى لديه فمن=يزرهُ بالقبر ملهوفاً لديه كُفي
بحب حيدرة الكرار مفتخري=به شرفت و هذا منتهى شرفي
لأنه الآية الكبرى التي ظهرت=للعارفين بأنواعٍ من الطُرفِ
إذا وصلت فأحرم قبل تدخله=ملبيا واسع سعيا حوله وطفِ
حتى إذا طفت سبعا حول قبته=تأمل الباب تلقا وجهه فقفِ
وقل سلام من الله السلام على=أهل السلام وأهل العلم والشرفِ
إني أتيتك يا مولاي من بلدي=مستمسكا من حبال الحق بالطرفِ
راج بأنك يا مولاي تشفع لي=وتسقني من رحيق شافي اللهفِ
لانك العروة الوثقى فمن علقت=بها يداه فلن يشقى ولم يخفِ
وإن أسماءك الحسنى إذا تليت=على مريض شفي من سقمه الدنفِ
لإن شأنك شأن غير منتقص=وان نورك نور غير منكسفِ
وانك الآية الكبرى التي ظهرت=للعارفين بأنواع من الطرفِ
هاذي ملائكة الرحمن دائمة=يهبطن نحوك بالألطاف والتحفِ
كالسطل والجام والمنديل جاء به=جبريل لا أحد فيه بمختلفِ
كان النبي إذا استكفاك معضلة=من الأمور وقد أعيت لديه كفي
وقصة الطائر المشوي عن أنس=تخبر بما نصه المختار من شرفِ
والحب والقضب والزيتون حين أتوا=تكرما من إله العرش ذو اللطفِ
والخيل راكعة في النقع ساجدة=والمشرفيات قد ضجت على الجحفِ
بعثت أغصان بانٍ في جموعهم=فأصبحوا كرماد غير منتسفِ
لا خير في آل حرب أن فعلهم=أمست به ملّة الإسلام في تلفِ
وذاك يأتي بما لم يأت ذاك وذا=مخالف للذي قد جاء في الصحفِ
فالبعض منهم يرى الشطرنج من أدب=فالبعض قد كان منه القول غير خفي
يقول إنّه إله العرش ينزل في=زي الأنام بقد اللين والهيفِ
في زي أمرد نضو الخصر منهضم=الحشا طليق المحيا وافر الردفِ
على حمار يصلّي في المساجد قد=أرخى ذوائبه منه على الكتفِ
يمشي بنعلين من تبر شراكهما=در ويخطر في ثوب من الصلفِ
والبعض لا يبتدي عند الصلاة ببسم=الله وهي أتت في مبدأ الصحفِ
وبعضهم قال في شرب المدام بأن=لا حدّ فيه ولا أثم لمقترفِ
وعنده القول في أخذ الحريرة أو=وطئ الأجيرة رأي غير مختلفِ
أهكذا كان في عهد النبيّ جرى=فانبئنا عنه أما كنت ذا نصفِ
والبعض حلّل لحم الكلب مرتئيا=مخالفاً للذي يروي عن السلفِ
قل لابن سكرة ذي البخل والخرف=عن ابن حجّاج قولاً غير منحرفِ
يا من هجا بضعة الهادي لئن نشبت=كفاي منك على تمكين منتصفِ
سقى البقيع وطوساً والطفوف وسامرا=وبغداد والمدفون في النجفِ
من مهرق مغدق صب غدا سجما=مغدوق هاطل مستهطفِ
وكف خذها إليك أمير المؤمنين بلا=عيب يشين قوافيها ولا سخفِ
من القوافي التي لو رامها خلف=صفعت بالمائع الجاري قفا خلفِ
فاستجلها من فتى الحجاج بنت ثنا=تشق كلّ فؤاد كافر دنفِ
بحبّ حيدرة الكرّار مفتخري=به شرفت وهذا منتهى شرفي