شعراء أهل البيت عليهم السلام - إلى أبي تراب

عــــدد الأبـيـات
58
عدد المشاهدات
6884
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/10/2009
وقـــت الإضــافــة
11:17 مساءً

غالى يسارٌ واستخفَّ يمينُ=بك يا لكهنك لا يكاد يبين تُجفى وتُعبد والضغائن تغتلي=والدهر يقسو تارةً ويلين وتظلّ أنت كما عهدتُك نغمة=للآن لم يرقى لها تلحين فرأيت أن أرويك محض رواية=للناس لا صور ولا تلوين فلا أنت أروع إذ تكون مجرداً=ولقد يضر برائع تثمين ولقد يضيق الشكل عن مضمونه=ويضيع داخل شكله المضمون إني أتيتك أجتليك وأبتغي=ورداً فعندك للعطاش معين وأغض عن طرفي أمام شوامخ=وقع الزمان وأسهن متين وأراك أكبر من حديث خلافة=يستامها مروان أو هارون لك بالنفوس إمامةٌ فيهون لو=عصفت بك الشورى أو التعيين فدع المعاول تزبئر قساوةً=وضراوةً إن البناء متين أأبا تراب وللتراب تفاخر=إن كان من أمشاجه لك طين والناس من هذا التراب وكلهم=في أصله حمأ به مسنون لكن من هذا التراب حوافر=ومن التراب حواجب وعيون فإذا استطال بك التراب فعاذرٌ=فلأنت من هذا التراب جبين ولئن رجعت إلى التراب فلم تمت=فالجذر ليس يموت وهو دفين لكنه ينمو ويفترع الثرى=وترف منه براعمٌ وغصون بالأمس عدت وأنت أكبر ما احتوى=وعيٌ وأضخمُ ما تخال ظنون فسألت ذهني عنك هل هو واهم=فيما روى أم أن ذاك يقين وهل الذي ربى أبي ورضعت من=أمي بكل تراثها مأمون أم أنه بعد المدى فتضخمت=صور وتخدع بالبعيد عيون أم أن ذلك حاجة الدنيا إلى=متكامل يهفو له التكوين فطلبت من ذهني يميط ستائراً=لعب الغلوُّ بها أو التهوين حتى أنتهى وعيي إليك مجرداً=ما قاده الموروث والمخزون فإذا المبالغ في علاك مقصر=وإذا المبذر في ثناك ظنين وإذا بك العملاق دون عيانه=ما قد روى التاريخ والتدوين وإذا الذي لك بالنفوس من الصدى=نزر وإنك بالأشد قمين أأبا الحسين وتلك أروع كنيةٍ=وكلاكما بالرائعات قمين لك في خيال الدهر أي رؤى لها=يروي السَّنا ويترجم النسرين هن السوابق شزبا وبشوطها=ما نال منها الوهن والتوهين والشوط مملكة الأصيل وإنما=يؤذي الأصائِل أن يسود هجين فسما زمان أنت في أبعاده=وعلا مكان أنت فيه مكين آلاؤك البيضاء طوقت الدُّنا=فلها على ذمم الزمان ديون أفق من الأبكار كل نجومه=ما فيه حتى بالتصور عون في الحرب أنت المستحم من الدِّما=والسلم أن التين والزيتون والصبح أنت على المنابر نغمة=والليل في المحراب أنت أنين تكسوا وأنت قطيفةٌ مرقوعةٌ=وتموت من جوع وأنت بطين وترق حتى قيل فيك دعابة=وتفح حتى يفزع التنين خلق أقل نعوته وصفاته=أن الجلال بمثله مقرون ماعدت ألحو في هواك متيماً=وصفاتك البيضاء حورٌ عين فبحيث تجتمع الورود فراشة=وبحيث ليلى يوجد المجنون وإذا سئلت العاشقين فعندهم=فيما رووه مبرر موزون قسماً بسحر رؤاك وهي إلية=ما مثلها فيما أخال يمين لو رمت تحرق عاشقيك لما ارعووا=ولقد فعلت فما ارعوى المفتون وعذرتهم فلذى محاريب الهوى=صرعى ودين مغلق ورهون والعيش دون العشق أو لذع الهوى=عيش يليق بمثله التأبين ولقد عشقتك واحتفت بك أضلعي=جمراً وتاه بجمره الكانون وفداء جمرك إن نفسي عندها=توق إلى لذعاته وسكون ورجعت أعذر شانئيك بفعلهم=فمتى التقى المذبوح والسكين بدر وأحد والهراس وخيبر=والنهروان ومثلها صفين رأس يطيح بها ويندر كاهل=ويد تجذ ويجذع العرنين هذا رصيدك بالنفوس فما ترى=أيحبك المذبوح والمطعون ومن البداهة والديون ثقيلة=في أن يقاضى دائن ومدين حقد إلى حسد وخسة معدن=مطرت عليك وكلهن هتون راموا بها أن يدفنوك فهالهم=أن عاد سعيهم هو المدفون وتوهموا أن يغرقوك بشتمهم=أتخاف من غرق وأنت سفين ستظل تحسبك الكواكب كوكباً=ويهز سمع الدهر منك رنين وتعيش من بعد الخلود دلالةً=في أن ما تهوى السماء يكون
Testing