في ميلاد الإمام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام) مرتضى الشراري العاملي
في ميلاد ُالإمام علي ابن موسى الرضا (عليه السلام)
معذورة ٌ تلك النجومُ لو انزوتْ=في ليلة ٍ فيها الرضا قد أشرقا
فعليّنا شمسٌ ولو هي أشرقتْ=ليلاً لأضحى اللّيل صبحاً مشرقا
ولكانَ عطر المسك يُعذرحينها=لو ما غدا وسط النسائمِ عابقا
فإمامنا أصلُ الشذا والطيبِ والمسكُ الذي=هو فرعُه يغضي إذا عبقت رياحينُ التقى
والروضُ يُعذَرُ لو تواضع حسنُه=وكأنّه ليس الخميلَ المورقا
فالحُسن كلّ الحُسنِ قدْ قدم الدنا=حُسن التقى يبقى هو المتفوّقا
والطودُ لا حرجاً عليه لو انحنى=وبدا برغم شموخه متخندقا
فأمام طود العلم لا طود يُرى=حتى ولو حاز ارتفاعا شاهقا
والبحرُ لو أمواجُه انحسرتْ ولو=نهرا بدا فوقَ البسيطةِ ضيّقا
فبحورُ آل البيتِ فاض قُراحُها=لتزيحَ في عزمٍ أُجاجا خانقا
غسلتْ قلوب المؤمنين و أطفاتْ=لهبا تأجّج في الضلالة حارقا
فاضتْ على كلّ الفِجاج بحقّها=ليعود باطل كلّ جمع زاهقا
وتطيح بالفتن التي وكأنّها=طوفان نوح قد بدا متدفقا
فتن تفشّت في الحياة وأنجبتْ=في كلّ جمع للضلالة ناعقا
ما من فتى جهلاً يخوض غمارها=إلاّ و أصبح دون ريبٍ فاسقا
فالراكبون سفينة التقوى نجوا=والمعرضون لقوا خضمّا مغرقا
هل من فؤاد فيه صدق عقيدة=إلاّ و أضحى للأئمة عاشقا ؟!
هل من حِجى نبذ الهوى بتفكّر=إلاّ لهذا الفكر صار معانقا ؟!
فهم السفينة والوسيلة والهدى=ويكون حتمًا من جفاهم غارقا
حتّى ولو ظنّ النجاة بغيرهم=ظنَّ ابنِ نوح ٍ أنْ سينجو واثقا
لكن سيفْجَأهُ الخِضمُّ بلحظة=ويصير في لُجج المهالك شاهقا
لو أنّ من نبذ الأئمة قد أتى=بعبادة الثقلين يوم الملتقى
ما ناله أجرٌ بذاك ودونَه=سيكون بابٌ للجنائن مغلقا
فالله يُعبدُ حيث يَأمر لا بما=تهوى النفوس مودّةً وتعلّقا
والله يبلو بالمكاره خلقَه=ليَميزَ كذّابا ويظهر صادقا
هم باب حطّةَ قد نجا من جازَه=وهوى الذي للباب ظلّ مفارقا
هم سادةُ التقوى ولا يعصيهمُ=أحدُ الورى إلاّ وأصبح مارقا
هم فخْرُ آدمَ إنّه حقّ لمن=كانوا له الأبناء هذا المرتقى
ويظلّ كلّ دَعِيّ علم أو هدى=قزمًا بظلّ شموخهم متشدّقا
شعري أمام شموخهم وكأنه=وادٍ، أيُعقل أن يُرى متسلّقا !
لكنْ سيول محبّة تجتاحُه=فيضجّ بالمدح المؤكّد ناطقا
لمّا إمامُ الخلق يُولد إنما=هم يولدون إذا الولاء تحقّقا
لكن إذا زاغوا يكون عليهمُ=لله أكبرُ حجّة يوم اللقا
لمّا الرضا قدم الحياة تزيّنتْ=وازداد كلّ النور فيها تألّقا
زّفتْ إلى العلم العريق فأنجبتْ=نهجاً عظيماً عبقريّا سابقا
إنْ زرتَ مشهد فالحفيّ نزيلها=بكَ دائما كان الرؤوف المشفقا
اقصدْه بالسُؤْلِ المُلحّ فإنّه=ما ردّ يوما عن حياضه طارقا
يا ذا الرضا يا سيدي إنّي لكم=سأظلّ حتى قبض روحي لاحقا
فاشفع لخادمك الفقير برحمة=ليظلّ في خطّ الحسين موفّقا
مولاي حولك للموالي كربة=أمسى الفؤاد لهولها متفتّقا
صلوات ربي والسلام على الرضا=ما ظلّ قلب تحت ضلع خافقا
وعلى الشموس السبع من آبائه=والأربع الأبناء أصحاب النقا