شعراء أهل البيت عليهم السلام - ليوم الطفّ قد خلق النحيب

عــــدد الأبـيـات
67
عدد المشاهدات
2669
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/10/2009
وقـــت الإضــافــة
5:36 صباحاً

ليوم الطفِّ قد خُلق النحيبُ=فليس كمثلِه يومٌ كئيبُ به آلُ الرسولِ جرتْ عليهم=خطوبٌ لا تساويها خطوبُ فمن ذبحٍ ومن أسرٍ وسبيٍ=ومن رُزءٍ تذوبُ له القلوبُ لقد ذُبحوا عطاشى دون ريّ=عطاشى والفراتُ لهم قريبُ وأرضٌ لم تروّيهم بماءٍ=رواها منهمُ عرقٌ سكيبُ فيا لله كم حملوا مُصاباً=ولو عافوا الصوابَ لما أُصيبوا وهيهاتَ الدنيّة من نفوسٍ=لغير الحقّ ما كانتْ تثوبُ رضاهم في رضا الرحمن حتّى=ولو فيه انبرى الخطبُ العصيبُ أتَوا طفّاً وقد ركبوا خيولاً=و عادوا والقنا لهمُ الرَكوبُ وهل عرفَ الطفوفُ وقد جفاكم=بأنّ ترابَه منكم يطيبُ ؟ سأبكيكم على الأيّام دمعاً=بهِ زَفَراتيَ الحرّى تذوبُ و ألطمُ أضلعي بأليمِ لطمٍ=وينبتُ في دمي الجمرُ الّلهيبُ فيا لهفي وجسمُ السبطِ أمسى=عليه خيولُ أعداءٍ تجوبُ وثغرٌ كان يلثمُه رسولُ=عليهِ هوى من الوغد القضيبُ! تخضّبَ بالخمورِ يزيدُ هندٍ=وبالدمِ نسلُ فاطمةٍ خضيبُ ! و يرفلُ بالحرير لئيمُ أصلٍ=و يُتركُ في الثرى ذاك الحسيبُ ! ألا يا دهرُ كم تقسو وتجفو=وما لك أيّها الجافي صحيبُ أتُسبى زينبٌ وبناتُ طهَ=وعيشُك يا زمانُ إذاً يطيبُ ؟! و زينُ العابدينَ أسيرُ قيدٍ=يُساقُ كأنّه العبدُ الغريبُ !! أتَوا كي ينقذوهم من لهيبٍ=فأُضرم في خيامِهمُ اللهيبُ ! إذا صحّ النعيبُ على الرزايا=فما غير الطفوف له نعيبُ تغيبُ الشمسُ واحدةً بيوم=و ثمّ إذا أتى صبحٌ تؤوبُ و لكنْ في الطفوف شموسُ طهَ=بيومٍ كلّها أخذتْ تغيبُ أيا نهرَ الفراتِ أأنتَ ماءٌ=جريتَ هناكَ أم دمعٌ صبيبُ ؟ و أعجبُ والعُطاشى آلُ طهَ=ولم يكُ نحوهم منك الوثوبُ ! بقيتَ بقيد أعداءٍ لئامٍ=وأحرى لو بدا منك النُّضوبُ تنادي زينبٌ يا صحبَ جَدّي=وصحبَ أبي ويالجمعُ المهيبُ تنادي والدجى أخفى صباحاً=سيطفئُ ضوْءَه الحَدَثُ الرهيبُ تنادي : ياحبيبُ جُزيتَ خيراً=ألا ادفعْ عن حسينٍ يا حبيبُ فلبّاها حبيبٌ باسمِ جمعٍ=أشاوس قد بدا منهم وُثوبُ سنُبلي لا كما أبلى شجاعٌ=أمام السبطِ أو بطلٌ نجيبُ فقِرّي يا ابنةَ الزهراء عيناً=ستَفدي قلبَه منّا القلوبُ و جاء الصبحُ يا لهفي ولكنْ=شموسُ الصبحِ أخفاها المغيبُ ! رضيعُك يا حسينُ رماه سهمٌ=توضّعَ حيث قد رُضِع الحليبُ سقوْه السهمَ رِيّاً في وريدٍ=فلا واللهِ ما لهمُ القلوبُ أبا فضلٍ عُطاشُكَ في انتظارٍ=أجبهمْ أنتَ يا نعمَ المُجيبُ رميتَ الماءَ فوقَ الماءِ ويلي=بنهر العلقميّ، فهل يطيبُ ؟ وحقّكَ ليس جودُك قد أُريقتْ=فمنها رُوّي المجدُ الخصيبُ وماجتْ هدأة الدنيا وهاجتْ=ووجهُ الريح هاجمه الهبوبُ لقد ذبحوا الإمامَ لأجل دنيا=لتملأَ جوهراً تلك الجيوبُ لأنّ الحقَّ لم يكُ في هواهم=هواهُم خمرةٌ وفَمٌ طَروبُ أضلَّ عقولَهم ليلُ الخطايا=وفوق قلوبِهم رانتْ ذنوبُ وكم قام الحسينُ بهم خطيباً=فقالوا: دعْك يا هذا الخطيبُ ! دعاهم كي يقيهم من جحيم ٍ=وحذّرهم ولكنْ لم يُجيبوا ! لقد شنّوا حروباً ضدّ آلٍ=حريٌّ أنْ تُشنَّ لهم حروبُ فقاتلَ ليس مُختاراً و لكنْ=قتالٌ قد بدا فيهِ الوجوبُ وضجّ الكونُ إذْ ذبحوا حسيناً=ولوّن وجهَ أنجمِه الشحوبُ وأجهشت السماء عليه نوْحاً=وغطّى الأرض في الطفّ النحيبُ و أ ُلصق صدرُه بالظهر لمّا=عليه خيولُهم راحتْ تجوبُ مجازرُ ليس يفعلها يهودٌ=ومَن بصدورهم لمعَ الصليبُ ثلاثاً سبطُ أحمدَ دون دفنٍ=ومطروحا وسادتُه الكثيبُ تعفّره الرمالُ تجيءُ تترا=ويلفحُ جسمَه الحرّ المذيبُ وتطلعُ شمس ذاك اليوم خجلى=وتغربُ والحريُّ بها الغروبُ وأيقنت الوحوش إذا رأته=بأنّ الوحشَ قاتلُه الرهيبُ أيا ويلي وزينبُ في إسارٍ=تهشّمُ لحمَ رجليها الدروبُ فإنْ نظرتْ لأسفلَ فاليتامى=وللأعلى فذا الرأسُ الخضيبُ لعمرك إنها أرزى الرزايا=كزينبَ صار يحدوها الغريبُ ونادتْ يا أخي مالي أنيسٌ=بعيدَك أو لآلامي طبيبُ أخي كم كنتُ أرجو أن تراني=بتُربٍ ثمّ ها أنتَ التريبُ فؤادي نصفُه للرأس يرنو=ونصفٌ شدّه البدَنُ السليبُ ألم تنظرْ إلى السجّاد يخطو=وتخطو تحت أرجلِه الخطوبُ وفي الأصفادِ قد غلّوه غلاًّ=وغطّت جيدَه منها الندوبُ سأغدو والأسى ربّانُ نفسي=وعيني كحلُها الدمعُ السكيبُ وصوتي لن يكونَ سوى نشيجٍ=و حلقي سوف يسكنُه النحيبُ حبيبي يا حسينُ و نور عيني=حبيبٌ ليس يَخلُفُه حبيبُ أيا ابن أبي و إنّك في فؤادي=وإن فارقتني جسماً قريبُ عزائي فيكَ أنّ الدينَ أبقى=منائرَ مجدِه دمُكَ السكيبُ 14 / محرّم / 1426ه
Testing