في عقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام
الشيخ عبد المهدي مطر
يا ريشة القلم استفزي واكتبي=هل كان هزك مثل موقف ( زينب )
هل انت شاهدة عشية صرعت=منها الحماة ضحى حماة الموكبِ
المسرعون اذا الوغى شبت لظى=والمخصبون اذا الثرى لم يعشبِ
والطالعون بصدر كل كتيبة=شهباء ترفل بالحديد الاشهبِ
والمانعون اذا استبيحت ذمة=والذائدون اذا الحمى لم يرقبِ
والصادقون اذا الرماح تشاجرت=فوق الصدور بطعنة لم تكذبِ
ضربوا عليها منعة من بأسهم=في غير مائسة القنا لم تضربِ
وبنوا لها خدرا فماتوا دونه=كالاسد دون عرينها المتأشبِ
وقفت عليهم كالاضاحي صرعوا=من كل طلاع الثنية أغلبِ
هل هزها هذا امقام هالها=كلا فرشد ثابت لم يعزبِ
ابت النبوة ان ترى ابناءها=مخذولة وكذا ابت بنت النبي
يا بنت مقتحم الحصون وقالع=الباب الحصين بعزمه المتوثبِ
لك من مقام الفاتحين تمنع=لولاه عرش امية لم يقلبِ
ليس الانوثة بالتي تعتاق من=عزم اذا قال الاله له اغضبِ
فاذا تجمهرت النفوس وانصتت=لبلاغة تحكي ( عليا ) فاخطبي
ودعي العيون وان تفجر غيضها=تنهل من شجو المصاب بصيبِ
ودعى القلوب تثور في بركانها=حنقا على خطأ الزمان المذنبِ
فببعض يوم وقفة لك هدمت=ما قد بنته امية في احقبِ
وكأن عاصفة الدمار بملكهم=عصفت باعصار يثور بلولبِ
عشرون عاما يحكمون فأصبحوا=وكأنهم شادوا السراب بخلبِ
ان اوقفوك من الاسار بمجلس=لعب الغرور بوغده المتغلبِ
فلقد فضحت عقيدة مستورة=فيهم وعمت ريبة المتريبِ
من قارص الكلم الممض رميتهم=بامض لسعا من حماة العقربِ
فهي النصول يصول فيها مغضب=وهي الشفار لجدع انف المعجبِ
وأريتمهم نفسا تعاظم قدرها=حتى استهان بحكمهم والمنصبِ
فتطامنت للارض شوكة طائش=بسط النفوذ بشرقها والمغربِ
سل هاشما هل هانت ابنة هاشم=يوما وهل فاءت لقرع مؤنبِ
ما الطهر تنبحها كلاب امية=كالرجس تنبحها كلاب الحوأبِ
هذي على صعب المقادة ضالع=سارت وتلك على الفنيق الادببِ
جملان هذا يستنير به الهدى=رشدا وذاك من الضلال بغيهبِ
واسأل امية حين دكت عرشهم=هل طوحتهم غير وثبة منجبِ
سقطوا بدهياء اقالت عزهم=لا يبصرون امامها من مهربِ
عجي امية ما حييتم حسرة=( كعجيج نسوتكم غداة الارنبِ )
ولئن ظفرتم بعض يوم انها=لهزيمة ذهبت بعزك فاذهبي
فقد انزوت عنك الامارة وانطوت=ايامها فارضي بذاك او اغضبي
ورمت بكوكب النحوس كأنها=دخلت بنجمك في شعاع العقربِ
ولقد شجاني منك يا ابنة احمد=يوم متى يخطر لعين تسكبِ
يوم وقفت من الحسين به على=متجدل دامي الوريد مخضبِ
لم تشف خسة قاتليه ولؤمهم=بالقتل حتى قيل يا خيل اركبي
وجمعت شملا من نساء ذعرت=لا يهتدين من الذهول لمهربِ
ولكم امضك م نفرار صبية=لولاك داستها السنابك او صبي
يتفنن الاعداء في ارهابها=من ضارب او سالب او ملهبِ
ومطاردات فت في احشائها=حر الاوام وهجمة من مجلبِ
كم حلية منها بكف مروع=نهبا وملحفة بكفي مرعبِ
هيماء ادهشها المصاب فأذهلت=مما بها ان لا تلوب لمشربِ
وغدت تجمعها السياط لغاية=فاذا ونت سيقت بذات الاكعبِ
عات تجشمها الركوب لضلع=فاذا ابت قالت عصاه لها اركبي
فركبن من شمس النياق وهزلها=وهما على الحالين اخشن مركبِ
ما حرة قد كان يزعج جنبها=لين المهاد وما ركوب المصعبِ
والعيسى معنفة المسير تضج من=حاد يجشمها السرى ومثوبِ
حتى اذا وقفوا بها مكتوفة=الايدي متى اعيت لجهد تجذبِ
وكانها ليست صريخة هاشم=وكانها ليست خلاصة يعربِ
والشام ترفل بالحرير وبالحلى=فرحا وتهزج بالنشيد المطربِ
وهناك ما يدمي النواظر والحشى=مما تصور خسة المتغلبِ