قـد حـفرنا لك في الأحشاءِ
قبرا يـا سليلَ المصطفى روحاً
وفكرا
لــم تـغبْ مـا دمـتَ فـي
آفـاقنا ثــورةً تـرسـمُ لـلأجـيالِ
مَـسْرى
والـفـتـوحـات الــتــي
أنـجـزتـها لــم تــزل تـنشدها الأمـةُ
فـخرا
أيــهــا الـعـهـدُ الـــذي
نـحـفـظُهُ بــدمــاءٍ حـــرّة تـحـمـلُ
نــصـرا
أيــهــا الــغـوثُ الـــذي
أنـقـذنـا مـن يـد عـاثت بـنا ظـلماً وجـورا
قـــد أذاقـتـنـا الـمـنـايا
غـصـصـاً وأضـاعـت حـقَّـنا ســرّا
وجـهـرا
وأبــادتــنــا بــلــيــلٍ
دامــــــسٍ وتـمـادت دون أن تـرهـب
أمــرا
وارتــقـبـنـاك وفــــي
أنـفـسـنـا أمــلٌ يـلـحظ فــي أفـقك
فـجرا
وغـشـانـا مــنـك فــجـرٌ
صــادقٌ حـامـلاً لـلـعالم الـعـلوي
بـشرى
وتـجـلـيتَ كـشـمـسٍ
أشــرقـت فـأمـاطت ظُـلَـمَ الـمحنةِ
قـسرا
ونـــعــمــنــا بــــظــــلالٍ
وارفٍ وعــلـى أرواحــنـا تـنـفح
بِـشْـرا
يـــا أبـــا أحـمـدَ قــد كـنـت
لـنـا كهفَ أمنٍ إن شكى الخائفُ ضرّا
يــا فـريـدَ الـعـصرِ عـلـماً
وتـقىً وجــهـاداً ظــافـراً يُـعـجِزُ
خُـبْـرا
وأبـــا الــثـورةِ والـمـجـد
الــذي فــوق هـاماتِ الـعلا يـرفل
كِـبْرا
كــيــف أرقـــى لـمـديـحٍ
ورثـــاً ومـعـاليك الـتـي تُـعـجزُ
حـصـرا
كـــلّ يـــومٍ لـــك فــي
أنـفـسنا مـشـهدٌ حــيٌّ مـعـيدٌ لـكَ
ذكـرى
فـــإذا مـــا غــبـتَ عـنـا
جـسـداً سوف لن تنأى عن الأحرارِ
فكرا
ونــصـبـنـا لـلـمـعـالـى
مــاتــمـاً وعـيونُ الـدينِ مـن فقدكَ
حمرا
نـكـبـةٌ حــلّـت بــأركـانِ
الـهـدى فـحملنا رزءَهـا فـي القلبِ
جمرا
أيـهـا الـنـاعي أتــدري أنـت
مـن بـاكـيـاً تـنـعاهُ أم تـجـهلُ
أمــرا؟
أنـــت تـنـعـى أمـــةً
مـظـلـومةً حـمـلتْ فـي ظـلمها الأمـةُ
وِزْرا
أنــت تـنـعى ثـائـراً قــد
جـنّـدت ضـــدّه أعـــداءُ ديــنِ الله
طــرّا
لـيت عـيني عـميتْ عـن أن
ترى نـعشَ حـزنٍ ضـمَّ لـلإسلام
بـدرا
أو تــرى بـحـراً مـن الـناسِ
غـدا حـامـلاً لـلـجودِ والـرّحـمةِ
بـحـرا
أيــهـا الــمـوتُ الـــذي
حـجّـبـته لا تـغبْ عـنّي عـسى أبـلغُ
عـذرا