خطاب الحسين لجده فوق القبر
الفصل الثاني
إقعد يهادي الاُمّة لحسين عاين حاله=إمن المدينة شايل ويّا هَله واِرجال
وسْطِ اللحد ضمّوني يا مصطفى ويّاكُم=لا حاجة لي في البقا يا جدّ بين اِعداكُم
يا جدْ أنا يَردوني أشيل من ملجاكُم=هذي كتبهُم بيدي أهل الغدر محتالَه
بس غاب عنّا شخصك ثارت علينا الاُمّه=اُو غصبوا الخلافة منّا والكُلّ يطلب دمّه
واِتفرّقت لمّتنا من عقب ذيك اللمّه=من بعد ذيك العزّة صرنا اِبأسوء حاله
يا جدّ اُمّي الزهرا باِسياطهم ضربوها=لضلوع منها اِتكسّرت اُومن الإرث غصبوها
اُو شيبة أبويه المرتضى اِبفيض الدما خضبوها=في وسط فرضه اُوفرّقوا بينه اُوبين اِعياله
واِبقيت أنا واعضيدي من عِقب ذيك الدّولَه=بين العدى واِسيوفهم باِرقابنا مسلولَه
اُودسّوا اللعينة اِجعيدة اُوسمّت عضيدي غيلَه=واِبقيت ما لي ناصر ألوذ تحت اِظلاله
ولا صديقٌ جاني إلاّ عدوٌّ جاير=متحيّر يا جدّي والله دليل الحاير
خُذني يجدّي عندك وسط القبر بالحاير=لا حاجة لي أنْ أبقى في دنيةٍ ميّاله
ما زال يبكي الجدّه ممّا جنته الاُمّه=واَلا اِبجدّه جا له واَحنا عليه اُوضمّه
قبّل جبينه اُو نحره اُو ظلّ الأمين اِيشمّه=ويخاطبه واِدموعه مثل المطر همّاله
اُو قال الشهادة يا بني ما لك مناصٌ منها=واَرض البلا والكربه لا بدّ ما تسْكنها
اُوجثّة رببتها(1) كفّ العدى تطعنها=اُو تبقى رميّه اِعلى الثرى واِتدوسها الخيّاله
ويجيك سهمٌ نافذ واِنته على ميمونك=من كفِّ رجس ماردٍ فوق الثرى يرمونك
واتحوط بيك العسكر يبغون باينحرونك=واتفر منّك خيفة واِتصير في زلزاله
ويجيك شمر الطاغي اُو يُوطي اِبنعله صدرك=ويسل سيفه ابغيّه ويمكّنه في نحرك
ويحزّ رأسك منّك ويصير أخر عمرك=اُوينشال راسك بالرمح واِسنان اِله شيّاله
(1) هكذا وردت المفردة في أصل المصدر وفيها تصحيف واضح