الذكرى السابعة لرحيل زين الدين والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا : (إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العلي العظيم لقد فقدت ساحة المرجعية في النجف الأشرف أحد أبرز زعمائها وروادها الأفذاذ ، وبرحيله أفلت عن الوجود شخصية عملاقة أثرت المكتبة الإسلامية بالمؤلفات والمصنفات القيمة والكتابات الشاملة وببالغ الحزن والأسى ننعى فقيدنا الراحل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد أمين زين الدين قدس الله نفسه الزكية. سيدي(أبا ضياء) أعرف أن الكلمات تقف عاجزة مطأطأة أمام شموخك المتعالي وأنت تطل علينا من برجك العاجي في أفق الخلود ، ولكن لابد من وقفة سريعة وطلة من بعيد . لقد التحقت نفسك المطهرة بالملكوت الأعلى ولملمت جلبابها الطاهر من عالم المادة إلي الخلود الأبدي والبقاء السرمدي مستنيرة بقوله تعالى (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) . لقد فقدنا بفقدك الدفء والحنان والأمل والأمان ، فقدنا بفقدك الأبوة والمعلم والمربي الفاضل . د . مصطفى جمال الدين إن فقيدنا الراحل قدس سره الشريف له شخصية رصينة تلفعت الفضائل وتمنطقت بالعفة والتقى مثال الإنسان الذي ينشد الكمال ومقياس الشخص الذي يحب الخير ويسعى للحق ...... يقول : عنه الدكتور سماحة العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي وهو أستاذ الجامعة وأستاذ الحوزة العلمية ومعلمها لقد تشرفت بخدمته طيلة العشرين عاما وعاشرت كثيرا من العلماء الأعلام والشخصيات ولم أجد أحدا يحمل غيرة إسلامية مثل (زين الدين) . ويقول : عنه المرجع الأعلى للحوزة الإسلامية الشريفة سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني (إذا نظرت إلي الشيخ زين الدين رأيت فيه أنوار آل بيت محمد (ص) لقد عرفنا الشيخ زين الدين قدس سره عالما وفقيها ومرجعا دينيا وأستاذا في الحوزة ، وبقي أن نعرفه أستاذا ومربيا فاضلا عملاقا ومفكرا عبقريا وأديبا بارعا وشاعرا مجددا فذا وفيلسوفا أخلاقيا .. فهو علم من أعلام الحداثة في الفكر والأدب الإسلامي ، وهو أول من أحدث نقلة نوعية في (الأدب النجفي) وأول من راد هذا الطريق وهو رائد الأدب في الرواية والشعر. كان يلقبه آية الله العظمى سماحة السيد الخوئي (بمؤمن النجف) فيما كان يطلق عليه الشهيد السعيد سماحة السيد محمد باقر الصدر بالصادق . السلام عليك يوم ولدت ويوم عرجت روحك إلي الملكوت الأعلى ويوم تبعث حيا شقي الصدور ضراما نكسي العمما=واستنزفيها بحورا تستدر دما قومي (بهاء) (1) فلا يحلو المقام بها=بعد الرحيل الذي قد أوقف النظما صبي المآقي لظى حمراء حارقة=فالدين من بعد (زين الدين) (2) قد ثلما كسف وخسف وأهوال وزلزلة=والعرش مال وركن الدين قد هدما عزي به القائم المهدي واحتسبي=فالأمر لله حكما كان قد حسما عزي الجريح (ولي الأمر) (3) ناعية=عزي التشيع والحوزات والعلما عزي اليتامى بكرزكان واحتضني=البحرين فالخطب ما أبقى لها علما ولتمسحي بافتجاع فوق (جامعها) (4)=المثكول ولتسأليه الحل والحرما يا (جامع الشيخ) (5) هل تدري بفاجعتي=أجاب والدمع سيلا هاطلا عرما مضى الأمين عميد العلم منبعه=والكون من فيضه المبرور قد حُرما غاب الزعيم المربي غاب مرجعنا=حيث الدنا صُيرت من بعده برما وأيتم الكون والحوزات أفجعها=لما توارى أكظ العالمين ظما إنا فقدنا به الإسلام مركزه=والعلم والأدب المعطاء والكلما إنا فقدناه فقد الأرض منبعها=أبا رحيما فقدنا الدفء والرحما أبا (ضياء) (6) نعم إن الضياء أبى=إلا استتارا وبعدك آثر العتما يا فيلسوفا به الأخلاق ناطقة=معلما وأديبا شاعرا علما في كل قلب لكم قبر تقيم به=وما احتواك تراب آثر العدما ما كان يجرأ أن يحويك في جدث=أو يختطفك منون لا وما زعما ما أبشع اليتم ما أقسى مرارته=ما أوحش الفقر يأتي الدار مقتحما ما مت يا شيخ باق فالخلود لكم=طول الزمان وجاوزت العلا قمما أسمى من الموت إن رمسٌ يضمُكُمُ=ما مات من حمل الأيمان ملتزما قد يحجب السحب ضوء الشمس في أمد=وليس يصدق ضوء الشمس منعدما كالدر تحبسه الأصداف في بُهمٍ=لكنه ببريق الفضل متسما ما جئتُ أمدح أو أسديك مكرمة=يا سيدي أنت فوق المدح مرتسما يا زائري النجف الزاكي لمرقده=خذوا فؤادي له ألقوا له السلما أليك مني سلام خالص ولكم=أسمى التحيات يا من في الخلود سما لله دركِ يا أرض (الغري) فقد=ضممتِ أنوار آل البيت والقيما بشراكَ بشراكَ يا (وادي السلام) ألا=كُفيت فخرا حويت الفضل والشمما يا عمة الحق رفي واشمخي شرفا=في الخالدين وسيري في العلا قُدُما أنعم بها العمة النوراء قدوتنا=ما ألّهت قزما أو قدّست صنما ولم تخف ظالما يوما لسطوته=بل أنها ردّت الباغي ومن ظَلَّماَ كنت الدليل ونبراس الضياء لنا=فيضا وأنسا بكم نسترشف الظلما حزت المعالي مريدا كل مأثرة=تُحيّ لدى الناس ما في دينهم بُهما أنت السراج وأنت الشمس تنعشنا=فأن تضع قدما أتبعنها قدما لكننا اليوم محرومون بعدكم=مضيت عنا ومحراب التقى حُرِماَ تصّحر الفكر قد جفّت منابعه=وقرّح المدد المعطاء وانعدما عشنا السنين لظىً جذباء قاحلة=ببعدكم وأصاب المبصرين عمى من يا تُرى لعرين الفقه يحرسه=ومن يعالج هذا الدين إن سقما ؟! من للفقاهة من للمرجعية بل من=للقيادة من يستنهض الهمما ؟! هل يا ترى كِلمةٌ من بعد كلمتكم(7)=أبعدها (كلمة التقوى) نرى كلما ؟! وهل سيجرأ حبر يغمر (الحجبا)=وهل ستبزغ كف ترفع القلما ؟ كم كنت للناس ملجأ يُستضاء به=حصنا حصينا وللمستضعفين حمى سهلا بشوشا بسيطا ليّنا مرنا=ما كنت تُشخصُ يوما عابسا وجما (أبا ضياء) (8) لمن نشكو أسى ولمن=نشكو الصروف إذا ما موجها ألتطما؟ ماتت بموتك أحكام وأوردة=وعُطّلت سُنن راعيتها الذمما في حلكة السحر الأوّاه تنشدها=سِحرا ووقع صداها واترا نغما رميتنا بسهام اليتم تثكلنا=ذلا وقهرا ورب العالمين رمى ما أنت إلا طِرازا قل ناظره=من سابقيّ الأولى والصفوة القُدَماَ لا تنتمي لزمان نحن (نسخته)=جاوزت ذات العماد رفعة (إرما) (9) لم يندمل بعدكم جرح أمّض بنا=حتى مضيت وصيّرت الدنا نِقما تلك الأساطين أقطاب التشيع=والإسلام لما تهاووا صرحنا فُصِما (صدر العراق) (10) هوى عملاق كوكبنا=وكل رحم ولود بعده عَقُما ذاك الفريد الوحيد فلتة الزمن=نزف مدى الدهر دام عاصفا حمما والفاجع الجلل الأنكى بأكبدنا=جرح (الخمينيّ ) لا ما كان ملتئما سليل حيدر سيف الله ناصرها=من فجر الوعي فيضا أيقظ الأمما ماذا أقول : فقلبي مثقل غصصا=ماذا أعدد من ذا يحصد النجما ؟؟؟؟! آٍه تهاوت قلاع المجد وا أسفي=من سطوة الدهر لما غالت العُلَماَ كمثل سيدنا (الخوئي) أوحدها=من أوحي العلم من آبائه الكرما و(السبزواري) و(الگلبايگاني) مع=(الشيخ الأراكي) والأفذاذ والعظما و (المرعشي) النجفي والعالم=(الغروي) آهٍ وخطب (البروجردي) سطا ونما لا أستطيع احتباس الآه في كبدي=وإن أمت بعدهم حزنا فلا جرما ما أنصف الدهر في أحكامه أبدا=واليوم فاجع (زين الدين) قد ختما تمت بعونه تعالى في كرزكان 1998/6/28 الحادي من ربيع الأول 1419 1 بهاء الدين أحد أجداد زين الدين. 2 سماحة الشيخ محمد أمين زين الدين . 3 السيد القائد الخامنائي ولي أمر المسلمين . 4 جامع كرزكان. 5 جامع كرزكان كان يسمى (بجامع الشيخ) نسبة للشيخ زين الدين حيث كان يقيم فيه صلاة الجمعة ، وهي صلاة مركزية جامعة تجمع البحرين قاطبة . 6 النجل الأكبر للشيخ زين الين الشيخ ضياء زين الدين حفظه الله . 7 (كلمة التقوى) الرسالة العملية للشيخ زين الدين . 8 ........................................ 9 (إرم ذات العماد) مدينة أسطورية عظيمة ذكرت فب القرآن أن لا مثيل لها في ذلك العصر من حيث الضخامة والعلو و.... . 10 الشهيد السعيد المفكر الإسلامي سماحة السيد محمد باقر الصدر (ره)