روع الكون وادلهم السماء
هلال بن بدر
روع الكون وادلهم السماء=يوم ضجت بخطبها كربلاء
يالخطب من دونه كل خطب=ومصاب قد عز فيه العزاء
لبس الدهر فيه ثوب حداد=فهووالدهر ما له انضاء
ليت شعري وهل يبلغني الشعر=مقاما يجود فيه الرثاء
انما غايتي رثاء امام=يقصر الشعر عنه والشعراء
سبط خير الانام والصفوة الكبرى=أبوه وأمه الزهراء
كنز سر العلوم مذ لقنته=وهو في المهد سرها الانبياء
بطل حازم أبي كمي=أريحي منزه وضاء
خذلته العراق لما استبانت=آية الحق وهي منها براء
وبكته من بعد ذاك طويلا=بعد غيض الدموع منها الدماء
موقف للحسين جل عن الوصف=ولم ترو مثله الامناء
سار نحو العراق يزحف نحو=الموت تحدوه عزة قعساء
ضربت حوله العداة نطاقا=مزقته بعزمها الخلصاء
قادة حرب ان لظى الحرب شبت=ولدى السلم ساسة خطباء
لهف نفسي على ليوث تصدت=لعديد ما ان له احصاء
ثبتت في مواقف الموت حتى=فنيت ، والفناء منها وفاء
جدد الحرب بعد ذاك أخو الحرب=وما كل عزمه المضاء
أم نحو الصفوف ظمآن صاد=ويل أم العدو لولا الظماء
وقضى بينها فخر صريعا=وعليه من الجلال رداء
ان صرعى الطفوف لا شك عندي=أنهم عند ربهم أحياء
عجبا يقتل الحسين وتبقى=في هناء من بعده الاشقياء
وتضام الاباة ان طلبوا الحق=وتسبى من الخدور النساء
النساء المطهرات من العيب=اللواتي شعارهن الحياء
لا رعى الله يا حسين زمانا=أخذت فيه ثارها الاعداء
قاتل الله من أمية فردا=كمنت في ضميره الشحناء
بأبي الطاهر الزكي ونفسي=وبيوم طالبت به الظلماء
فصلاة من الاله عليه=وسلام ورحمة وثناء