شعراء أهل البيت عليهم السلام - هذه الليلة

عــــدد الأبـيـات
58
عدد المشاهدات
9797
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/09/2009
وقـــت الإضــافــة
2:48 صباحاً

هذه الليلةُ لا دمعٌ و لا آنةُ آه=شَمسُكم ما خُسِفت و القَمرُ لم تُبرى يداه زَينبٌ لا تعجلي بِدموعِ المُقلَّي=فغداً عُزكمُ يُلقى ذَبيحاً من قفاه هذه الليلةُ يا زَينبُ لا تَدمعُ عَين=لَمْ تَكُن تُشرقُ في الخيماتِ أنوارُ الحُسين هذه الليلةُ للأدمُعِ لا=ما هَوى السبطُ و ما حَلَ البلاء زَينبٌ ما هذا وقتُ الدَمعُ ما آنَ العَويل=وَقتهُ عِندَ الضُحى و السِبطُ بالبوغا جَديل و تَخُرينَ عليهِ و تُنادينَ حُسين=و سياطُ القَومِ بينَ المَنكَبين عِندها واري فتىٍ و العزُ في دَمعِ العُيون=و الطمي الهامةَ بنوحٍ و أندُبي العِزَ المَصون لكِنَ الليلةَ لا=لم يزل في كربلاء بَطَلٌ لو طَوقَ الأُفقَ مِنَ البأسِ حَذاه=بَطَلٌ لو طَوقَ الأُفقَ مِنَ البأسِ حَذاه هذهِ اللَيلةُ رغمَ العَرصةِ خَيرُ مساء=لم يزل ساقي العُطاشى ساجداً يتلو الدُعاء لَمْ تَزل نَظرَتهُ في وجنتيه=لَمْ تَزل قُربَتهُ بين يديه لَمْ يَزل بَيرقهُ مُرتَكِزاً بين الخيام=و الصِغارُ الظامئونَ فَوقَ كَفيهِ نيام فعلما الدمعُ يا زَينبُ و السورُ الحَصين=حَولكِ ما زَالَ السيفُ مَهيبٍ في اليدين فَجري الدَمعَ إذا النَهرُ تحنى بِدماه=دونَ كَفٍ و على صَدرهِ ممزوقُ اللواء فاندُبي و كافلاه=و اصرُخي و ضيعتاه و أعيني السِبطَ في صيحتهِ و وحدَتاه=و أعيني السِبطَ في صيحتهِ و وحدَتاه هذه اللَيلةُ لا أسلَمها اللهُ صباح=و وقى اللهُ ظَلامَ الليلِ شَرَ الإنصِباح و الضُحى ما أسرعَ اللهُ الضُحى=أنهُ وَقتُ رَحيلَ السُمَحى و بهِ السيفُ يوافي عَدهُ بينَ النُحور=يَذبحُ الشَمسَ و يبري ساعِدي بدرَ البُدور عِندها يا زَينبُ قومي و صلَّي بالطفوف=قدري للشَمسِ كُسوفاً و إلى البدرِ الخُسوف و أنهري السُحبَ و قولي أدمُعي السُحبُ الثِقال=و أشبُكي العَشرَ و جولَّي بميادينِ القِتال و قفي عِندَ الحُسين=و ارفعيهِ باليدين و اهتُفي ربي تَقبل قُربةٍ فَيضَ دِماه=و اهتُفي ربي تَقبل قُربةٍ فَيضَ دِماه هذهِ اللَيلةَ غَرِ يا ثُكالى الضائعين=و اهجعي ما دامتَ الأطفالُ تتلو بالحُسين فغداً ليلُكِ صَعبٌ و طويل=و غداً يا زَينبُ أنتِ الكَفيل اغنمي الغفوةَ فصبحُ رَهيبٌ ببلاه=ما آتى طِفلٍ ينادونَ الظمأ يا عمتاه أرحمي أدمُعكِ الليلةَ و القَلبَ الرحيم=فغداً يُستنزفُ الجِسمُ على النحرِ الكريم حينما تلقينَ شِمراً واضعاً للقدمين=حيثُ حَط المصطفى المُختارُ أزكى شَفتين و تُنادينَ أخي=سَيدي و أبنَ أبي هكذا تُذبحُ عُطشاناً فيا حِلمَ الإله=هكذا تُذبحُ عُطشاناً فيا حِلمَ الإله هذهِ اللَيلةُ مَجرى الدَمعِ يا ليلى حرام=كَيفَ تُتركُ إمراةٌ يحرسُها البدرُ التَمام أوَ تبكينَ و شَبهُ المُصطفى=لم يزل نورهُ زاهٍ ما أنطفى يا أبنتَ المُلكِ فما جَمعُكِ في وقتِ الضُحى=يَومَ تلقينَ جمالَ البَدرِ بالضربِ أندحى فتُنادينَ أيا حُزناً مِنَ الدهرِ كفى=كَيفَ أصبحتُ لقلبي الأُمِ يا أكبرُ داء حينها حلل دَمعَ العينِ من حلَ الرِمال=بعدَ أن غادرَ خيالاً آتى بَعضَ وِصال و تَقومينَ إليه=و تَغرينَ عليه و تُنادينَ بُنيَ هل بلَّى بالماءِ حشاه=و تُنادينَ بُنيَ هل بلَّى بالماءِ حشاه هَذهِ اللَيلةُ يا رملة أنيسي الأعيونا=عِندَ ركبِ السادِ و العُودِ و عريسِ الهناء و أقرئي فوقَ يديهِ آيتين=و على مِفرقهِ المُعْوذَتين و أعيذيهِ مِنَ الرُمحِ بأسماءِ الجليل=و بياسينَ و هارونَ مِنَ السيفِ الصَقيل فَغداً طالعوهُ صوتً عزاءٍ و نحيب=و نِداءٌ ماتَ چسامٌ فِداءٍ للغريب عندها ما كُشفت بالدرعِ من دَمعِ العُيون=و أجرعِ الحسرةَ بالطفِ على الابنِ الحنون فغداً يومُ البُكاء=و غداً يومُ العَزاء و غداً أدمُعكِ تَنسابُ في سيلِ دِماه=و غداً أدمُعكِ تَنسابُ في سيلِ دِماه هذه اللَيلةُ للأنصارِ زَجلٌ و ذوي=و نَشيدٌ كُلهُ حبٌ إلى سبطُ النبي شاهرينَ البيضَ من خلفِ حبيب=و يطفونَ على خِدرِ الغريب و يُنادونَ أيا زَينبُ مِنا تُجوفين=كَيفَ ترضنَ بأن نغدرُ مولى العالمين نَحنُ لو نبقى بذي الدُنيا كبعضِ القانتين=قسماً باللهِ آثرنا الفنى دونَ الحُسين سَكيني الروعَ و إلا هذه الساعُ نثور=و نُخلي كربلاء هذهِ الليلةَ بالدمِ بحور فبكت أختُ الغريب=و دعت إيهٍ حبيب فغداً يومُ تمنيتَ طويلٍ مُلتقاه=فغداً يومُ تمنيتَ طويلٍ مُلتقاه هذه الليلةُ يا زَينبُ أمنٌ و أمان=أحفظي الدمعَ إلى أن يُناديكِ الحِصان زَينبٌ قومي و لُمي الضائعين=ها أنا عُدتُ و ما عادَ الحُسين أنني خَلفتهُ و السهمُ بادٍ من قفاه=نازفاً بالكفِ يرمي للسماء فيضَ دِماه عَطِشاً يسقيهُ حرَ الشمسِ من كأسِ الهجير=و تُداوي جُرحَهُ الطعنةُ لو ماتَ المُجير و هو يدعو القومَ و اللهِ و جدي المصطفى=نورُ عيني بالظمأ و النزفِ يا قومُ أنطفى فيسبونَ أباه=و يرونَ ظمأه بِرماحٍ تَضرِبُ الجُرحَ عيوناً لِسقاه=بِرماحٍ تَضرِبُ الجُرحَ عيوناً لِسقاه
Testing