هذا هو التاريخ يا فرات
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
هذا هو التاريخُ يا فُرات=بِك الطُغاةُ تُسقطُ الطُغاة
من عطشِ الحُسين=بصدر العارفين
من يومِ أن عادوا إلى الخِيامِ أحرقوها=وجُثةُ المظلومِ بالحافرِ رضضوها
لم يتركوا كريمةً إلا وسلبوها=لم يتركوا جنايةً إلا وقد أتوها
جنائزٌ مسلوخةٌ بالدم علقوها=أمواتُ لكن من جنون الحقدِ يضربوها
وكم بطونٍ حُبلٍ بالسجنِ شققوها=وما بها أجنةٌ بالتُربِ عفروها
لو أدركوا فاطمةً واللهِ يقتُلوها=أزلامَ صدامَ البُغى ويقتلوا أبوها
من تحتِ فرعونَ جحيما أيقنوا صَلوها=فما غفا عنهُ من الجريمةِ أتوها
تاريخُك الأسودُ يا صديم=بهِ سبقت الألعنَ الرجيم
تلميذُكَ البريء=إبليسُ يا وبيء
ذاتُ زمانِ قتلِكَ لصدرنا الفداءِ=تحطمت أصنامُكَ هذا من القضاءِ
ويمض أن ضرجتَ صدرَ الدينِ بالدِماء=أتتكَ قصفاً قاصفاً عدالةَ السماءِ
فإن قتلتَ جيفةً أدنى من الفِساءِ=وإن فررت لعنةً تُطردُ بالوراءِ
رميتَ قبرَ كربلاء فقُم لكربلاءِ=خمسُ الملايينِ بها تضجُ بالعزاءِ
جاءوا على الأقدامِ زحفا شيعةَ الولاءِ=بأربعين صدها دهرُكَ بازدراءِ
وأنت أن حياً تكُن كالفأرِ باختباءِ=تندبُ حكماً خائباً بنبرةِ العِواءِ
هذا هو التاريخُ يا جُعيل=لكَ الزبالاتٌ فمٌ وذيل
ونورُ كربلا=يزهو على الملا
مكتوبةٌ أقصوصةُ الأشجانِ والبُكاءِ=وكُلَ حينٍ مَرَّ من جورِكَ بالبلاءِ
سجِل بماءِ شطنا قصائِدَ الرِثاء=وأترُك حناجرَ الشجى تصدعُ بالغناءِ
تبعثها فجائعُ المصروعِ بالولاءِ=بلا يدينٍ عافرا ممزقُ السقاءِ
هذا الذي خط لنا ملحمةَ الفداءِ=علمنا إلى الحسينُ مبدأ الوفاءِ
إلى الحسينِ وحدهُ نُدينُ بالولاءِ=ومن أرى موقفهُ اليوم لخامنائي
فقيهنا ولينا للعزِ والإباءِ=أصدقَ من وفى إلى شريعةَ السماءِ
هذا هو التاريخُ والسلام=بعد الخُمينيُ هو الإمام
على هُدى الحُسين=بوجهِ الغاصبين
أُريدُ أن أُسطرُ الآلامُ في عبارة=لشعبنا بالرافدينِ رائِدِ الحضارة
أليسَ أمريكا هي المسئولُ عن حصاره=أليسَ أمريكا هي الضالعَ في دماره
من غير أمريكا بنى صدامَ واستعاره=لحرب إيرانَ وضرب الدين في قراره
بعد ثمانٍ من طِعانٍ شرس المغارة=عنا لها أن توقفَ الحرب عن الخسارة
فسلمت أسلحةَ الدمارِ و القذارة=لابن تكريتَ لكي يمتنعُ انكساره
ويمنعُ الإمامُ من أن يُعلن انتصاره=حمايةً لدولةِ إسرائيلَ والدعارة
وجاذبتهُ عربُ العمالةِ شعاره=الشيعةُ هُمُ المجوسُ فافهموا العبارة
ضد الوصيِ نصرةٌ إلى هجومِ داره=وكسرِ أضلاعِ البتولِ آيةِ الطهارة
يا عربَ الدسِ المقيتِ في ليالي الغدرِ=كيف ارتضيتُم قائِدا أراقَ دمَ الصدرِ
وأُختهُ بنت الهُدى في ظلماتِ الأسر=وخَلَفَ العِراقَ سجنا مُظلما كالقبرِ
ستحلمون ما عليهِ بالجزى من وِزر=وأثمَ قصف النجفِ أرضَ منارِ الفكرِ
فأين غاب العدلُ وآيُ الذكرِ=حتى استوى أبنُ العوجةِ إمامكم للعِهرِ
فهل لكُم يا عرب العمالةِ من غدرِ=أمامَ ميزانَ الجزاء بالحقِ يوم الحشر
فدافعوا عن حقدكم عند مجيء الأمرِ=ضد يني فاطمةً أزكى بيان الطُهرِ
أتقتلوا شيعتهم ظلما بكُلِ قطرِ=وجُرعوا من حقدكم أذىً من الأمرِ
صدامُكم ألعنُ من شيخِ الزُناةِ البكرِ=وأُمهُ واحدةٌ عن الأُصولِ تدري
هذا هو التاريخُ يا عُلوج=كيف فررتُم واللظى يموج
فأينَ التضحيات=للبعثِ والثبات
كان أبو عدايَ منكُم نُطفةً لعينة=وكان عند عينكُم يُخرقُ السفينة
وكان كلباً مثلكم لذاكَ تعشقونه=أعجَبَ ما ترونهُ في شخصهِ جنونه
وكان من يذكرهُ بالسوءِ تسجنونه=ومن طُغى غروركم كُنتم تعذبونه
أحقرَ من ذُبابةٍ وكُنتم ترفعونه=لأنهُ قد قتلَ الشيعةَ تشكرونه
لأنهُ حاربُ روح الله تنصرونه=اللهُ أكبر لرسول الله تنسبونه
لأنكُم أراذلٌ قد خُلقت عفونة=لأنكُم أراذلٌ قد خُلقت عفونة
هذه هو التاريخُ يا زمان=ما بُدلَ الناسُ ولا المكان
فالحقدُ الأولي=كان إلى علي
جاءكَ ابنُ صبحةَ للنارِ يا يزيدُ=إليكُما طاب اللظى والمشربُ الصديدُ
وعاشَ رُغمَ أنفِكُم حُسيننا الشهيدُ=بقبةٍ شامخةٍ إلى السماء بريدُ
وتُربةٌ بذرها يفتخرُ الصعيدُ=وثورةٌ بفكرها تحررَ العبيدُ
هذا الحُسينُ واقفٌ ومجدهُ تليدُ=حياً كبارقِ السُهى ونورهُ فريدُ
وهما ضربتَ نحرهُ وانقطع الوريدُ=وهما رميتَ رحلهُ وانذبحَ الوليدُ
يا خائِبا هذا الخمينيُ لهُ يعيدُ=لا تنتهي الطفِ ولا الحُسينُ
بصدرُنا بالنجفِ=حُسيننا الجديدُ
هذا هو التاريخُ يا لعين=لا تنتهي الطفُ ولا الحُسين
رحلتَ سافلا=وظلت كربلا