قــد يَـغـلبُ الـوجـدَ يـوماً أُنـسج
بـلال نَــعـم و يـنـثُـر دَمـــعَ الـحُـزنِ
أحـيـانا
فـأجـلُب بـأوجِـهها هـذا الـدهُرِ
مُـنهزمٍ مــا دُمــتَ تـتـطلبُ الأفــراحَ خُـرسانا
الــهـمُ مُـرتـصدٌ .. و الـسـقمُ
مُـطَـرِدٌ و أنــتَ غــافٍ بـعـينِ الـمـوتِ
يـقضانا
و فــلا يُـهـيجُكَ لــو فـارقـت ذا
رحِــمٍ طَـيـفِ الـهُمومِ و خُـذ مـا نـابَ
إهـوانا
فـأنـتَ خَـلـفَ سـرايـا الـبـينِ
مُـرتحلٌ بِـحـيثُ تـحطوا تَـحطوا الـرَحلُ
عُـريانا
فــدع غُــروركَ مــا أخـطاكَ ذو
قَـنصٍ قــد أنـشـبَ الـظِفرَ بـالأرواحِ
غـرسانا
لِــقـائُـكَ الــغــدرُ الـمـحـتوم
مُـنـتَـجَزٌ أطـبـلـتَ جَـــراً أم اسـتـدبرتَ
إجـبـالا
فـأشـمـخ بـأنـفِـكَ لا تـخـشى
قـوائِـلهُ مــا كــانَ طـولُـكَ أن تـصـتدَ مـا
كـانا
إن الـمـنـيـةَ كــــأسٌ مــــن
أوئــلـيـهِ ضُــقـتَ اجـتـراعكَ أم أُخـرهـا
سـيـانا
هــــذهِ شَـبـيـبـةُ بــحـريـنُ
الـحُـسـينِ على صهوة المنونِ أقامُ المجدَ فُرسانا
لــمـا رأوهــا عــروسٍ زان
مَـشَـهدُها مــالــوا لـمُـهـرتِها بــالـروحِ
عُـرسـانـا
و أنـبـتوا زهــرةَ الـيـاقوتِ مـن
دَمـهمٍ تــئـولُ فــي قـصـباتِ الـنـورِ
أغـصـانا
و أزهـــرُ فــلـكٍ فـــي قُــبـةٍ مـلـكـت وجـــهَ الـسـمـاءِ بــنـورٍ شَـــعَ
إيـمـانا
رأيـتهم فـي سـماء الـعزِ شُـهبَ
هُـدىٍ يـرمـي بـهـا اللهُ زيـقـاً مَـسَ
شـيطانا
و خِـلـتَهم بِـدجـاجِ الأرضِ قــد
رَكَــزوا ذِكــراً آبــى الـدَهـرُ أن يَـطـويهِ
نِـسينا
ضَـــعِ الـعِـمامةَ يــا شَـيـخي إذا
ذُكِــرُ فـأنـهـم فـــي عـلـوا الـفـضلِ
أعـلانـا
و أنــزل بِـخـدِكَ فــي تُـربانَ
مَـدفَنِهم و أخـضِـب بـهـائكَ دونَ الـشيبِ تُـربانا
و أنـشق روائـحَ طِيبِ الخُلدِ من
دَمِهم فــقــد تــــوردَ بــالـفـردوسِ
ريـحـانـا
هـــذا أتــاهـا مِـــنَ الـبـحرينِ
مُـذبـحاً و ذاكَ مُـنـقصِفَ الـوجـناتِ مــن
غـانا
و مِــنْ فـلسطينا أبـنُ الأرضِ
أدركـهم مُـفـجـرٌ فــي بـيـني صـهـيونَ
جُـثـمانا
و أبــنُ الـعِـراقِ لـهـولِ الـنـائباتِ
بــهِ قــد عـانقَ الـحُورَ حَـرَ الـقلبِ
غـضبانا
نَـظـرتُـهم بِـظـنـونِ الـشـوقِ
رِيـحـهمُ مُــســكٌ و حِـلـيـتـهم بــالـدمِ
أكـفـانـا
شّـــدو بِـقـاعـاً و حـــقُ اللهِ
جَـمَـعهم فـكُـلـهم قـــد فـــداء ديــنٍ و
أوطـانـا
تَـقـابلُ فــي جِـنـانِ الـخُلدِ فـي
سُـرُرٍ مـن دونِ غـلاً كـما فـي الـذكرِ
إخـوانا
نــعـم و كـــانَ عـلـيهم أبــنُ
فـاطـمةٍ أبـــو الـطـفوفِ يـقـودُ الـركـبَ
رُبـانـا
إذ كــانَ أعـلـى ضـحـايا الـحقِ
مَـنزلةٍ و كـان أعـلى شـهيدٍ فـي الـورى
شانا
سـألـتـهُ مــن أحــبُ الـمـؤمنينَ
لـكـم أجـــابَ مُـسـتـشهداً فــي اللهِ
يَـهـونا
فـقلتُ سـمي فَـدتكَ الـنفسُ لـي
مَثلاً و قــالَ صــدرٌ بـجـنبِ الـشـطِ
فـدانـا
أوفـــى لإعـــراقِ آبـــاءٍ لــهُ
نَـطـحت و عـهدُها فـي لُـهاةِ الـموتِ قـد
صـانا
رُوحُ الــفـداءِ مِـــنَ الـعَـباسِ
أدركـهـا و مِــثـلـهُ خــــرَ عُـطـشـانٍ
بِـسُـقـيانا
و أُخــتــهُ ورِثـــت أرزاءَ بــنـتُ
أبــيـه عَـقـيـلةُ الــطـفِ واسـتـهـا و
واسـانـا
جـسمٌ مِـنَ الـعلمِ روحٌ فـيهِ مـن فـكرِ و كُــــلُ عــضــوٍ بــــهِ لــلــهِ
والانـــا
قــد أخـرجـوهُ مِــنَ الـتَـرباءِ
مُـعـجزةٍ مــن بـعـدِ عـقـدينِ قـضَ الـعُودِ
رَيـانا
لــكـي يــكـونَ رَسُـخـاً عِـنـدَ
شـيـعَتِنا بـــــأنَ أكـــــرمَ خــلــقِ اللهِ
قَــتـلانـا
و كُـــلُ مُـسـتَـشهدٍ يـغـلـوا
بِـمـوقـفهِ فــكـانَ أغـلـى ذوي الـوقـفاتِ
أثـمـانا
كَـــانَ الـعِـراقَ ضَـمـيمٍ فــي
عـبـاءتهِ حـتـى إذا قــامَ قــامَ الـقُـطرُ
إنـسـانا
و كانَ كُلُ ضَميرِ الشعبِ مُجتَمعٍ
بقلبهِ فـــأســتــوى لــلــشـعـبِ
وِجـــدانـــا
صـــرِح خَـيـالـكَ فـــي عـلـياءَ
بَـغـوتهِ يَــرتَـدُ طَــرفُـكَ لــو أبـصـرتَ
إعـيـانا
حـتـى تــرى بـعـيونِ الـقـلبِ
مـوضِعَهُ فَـــوقَ الـبـرايـا و دونَ الـعِـترةِ
شـانـا
و اللهِ لـــو شــائـتِ الأقـــدارُ
تَـكـملةً مــن بـعـدِ مـهديِّ آلِ الـمُصطفى كـانا
هـــــذا غُـــلــوٌ لــحــاكَ اللهُ
عــادِلـنـا مـا دُمـتَ أعـمى فلن تَستحسِنَ
الدانا
هـــذا شَـفـيـعي ثــنـاءٌ شـــدَ
قـافـيـهُ فـي طـوقِ فـضلِكَ يومَ الحشرِ
أرسانا
فَـكـيـفَ تَــحـرقُ نــارَ الـلـظى
رجُــل فــي قـلـبِهِ حُــبَ طـه و أبـنَ
عِـمرانا
لــو سـألـتني أصـحـابُ الـشـواء
ثَـمِلٍ بــأي أهــلِ الـهـوى قـد تِـهتَ
سُـكرانا
فقلتُ إني بآلِ البيتِ قد هلكت
نفسي ودادٍ و تـــــــاهَ الـــقــلــبُ هــيــمـانـا
و مــا أصَـدَ الـهوى عـني لـظى
سَـقرٍ جــاوزتُ فـيـهِ إلــى الأحـبـابِ
عِـدوانا
ألـيـسَ ذلِـكَ يُـخلي الـمُصطفى
خَـجِلٍ و اللهُ يــأبـى إلـــى الـمُـختارِ
خُـجـلانا
لـذاكَ حُـزنا بِـما نـهوى و قـد
خـسرت أعــــــداءُ رســــــولُ اللهِ
خُــســرانـا