من يوم غصب حيدر
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
من يوم غصب حيدر مستضعفون=ومنذ يوم كربلاء مشردون
من الوصي عزمنا=من الحسين حزننا
ومنذ سجن موسى=نحن في السجون
لم يبقى حزبٌ في الوجودِ=لم يُجند ضدنا
لم يبقى ضامٍ للدماء=لم يرتوي من دمنا
كلا ولم يبقى لقيطٌ=لم يَنل من ديننا
فما بِنا ومالَنا=لا نكتفي من ذُلِنا
ومالنا نقضي بأيدينا=على عِزَتِنا
كل الذي نَحنُ بهِ=من فِعلنا وصُنعنا
للنارِ خلفَ البابِ نحنُ الواقِدون=وفوقَ جثةِ الحسينِ صاعدون
فهكذا تاريخنا=وهكذا حاضرنا
كأننا شيطانٌ مَسَهُ الجنون=كأننا شيطانٌ مَسَهُ الجنون
أ انا وان سالَ دمي=عن الولاء لا أُحيد
وغيرَ نغماتِ الهوا=في آل طه لا أجيد
هذا هو دربُ شهيدٍ=حافرٌ قبرَ شهيد
هذا هو دربُ فقيدٍ=ثائرٌ بإسمِ فقيد
حتى كأن من فُنوا=عادوا إلينا من جديد
حتى كأن السيفَ مقطوعٌ=بإنبوب الوريد
ركبٌ يجدُ سيرهُ إثرَ الحسين=وتحت ظِلة السيوفُ هاتفين
نحنُ الحسينُ دربنا=وصَحبُه قدوتنا
وحيث صارَ القومُ نحن صائرون=وحيثُ صارَ القومُ نحن صائرون
على عليٌ لا تَقُم إلا=ودمعُ العينِ عين
وَفِيْ بها حقَ الذي لم=يبقي للعلياءِ دَين
إلا و أداها و أدى=حق بدرٍ وحنين
قم لا تنمْ فقد قضى=و إنظر دموع القبلتين
فالقدسُ حَنت للذي=صلى لها خلف الأمين
والكعبةُ أمٌ لهُ من يوم=أن كان جنين
فوق الرُخامةِ الحمراءِ مُبتداه=وفي محراب بيت الله مُنتهاه
وضمهُ حِجرُ النبي=وبعدهُ صارَ الولي
فَدونكم هذا الثرى يا مُبغضون=فَدونكم هذا الثرى يا مُبغضون
كل السيوفِ ترتعد في=الحربِ من سيف الإمام
كأنها عِصيُ نخلٍ=ذابلٍ وهو الحسام
فإن دَنتْ منهُ يصلي=في الوغى تهدي السلام
حتى كأن رأسهُ على=ضُبى السيف حرام
وكيف صابَ رأسه=زَنّاء من دَيرِ قطام
وكيف شُجَّ رأسه=وهو الى الكون اعتصام
وهو الذي لو تَنزِلُ البحر يداه=لَفاضَ وهو البحر من كُثرِ عطاه
كفٌ بها سهمُ الندى=كفٌ بها سهم العدى
كفان تطعمان العيش والمَنون=كفان تطعمان العيش والمَنون
مات عليٌ والدُنى=قامت عليه بالعزاء
كل له قال رثاءً=مُفجعاً حتى السماء
نادى بها جِبريلُ قد=هزت موازين البقاء
وجاء مِيكائيلُ للتشييع=من باب الوفاء
وجاء خير المرسلين=خلف خير الأوصياء
وشيعوه للغَريِ في=رحاب الأنبياء
لم يبقى شيء مابكى حزناً عليه=إذ كلُ شيٍء نائلٌ مما لديه
في صدره عِلمُ النبي=وهو المُسمى بالوصي
وحزبهُ يوم الحساب الفائزون=وحزبهُ يوم الحساب الفائزون
يا صاحب الكفِ التي=تُسقى على الحوض والورود
يا حاكمٌ في الجنة=والنار والخلق شهود
يا ثانيٌ من خمسةٍ لولاها=ما قام الوجود
يا مَن لفسطاطِ العلى=والدين والدنيا عمود
يا سيف منذ خيبرٍ=يهدي بريقاً لليهود
قم هذه القدس وحطِم=عن يد الأقصى القيود
فمنذ غاب سيفُكَ وهو الأسير=لا يدري أن يلتجي ويستجير
فشرقهُ وحشُ العراق=وغربه حزب النفاق
ووسطهُ صهيونُ تملأُ السجون=ووسطهُ صهيونُ تملأُ السجون
من كربلاء ورزءها=لليوم ما إستَّر الفؤاد
فيه الحسينُ فرخةٌ=تعلو وتزدادُ إتقاد
هذي دماءُ نحرهُ=تجري على سيف الفساد
وصوتهُ يرجو النصير=مفرداً في الصدر عاد
و زينبٌ من بعده لليوم=في الأسر تقاد
قد ذلها في كربلاء و=البوسنةُ شرُ العباد
في جعل خلق الله في الأرض عبيد=لا ندري صدامٌ أم الصربُ تزيد
تقول كربلاء انا=وسَراييف لا أنا
والله لا أدري معَ أيٍ أكون=والله لا أدري معَ أيٍ أكون
ما هذه الدنيا سوى=دارُ ابتلاءٍ وغرور
فيها الأُباة في السجون=والزناةُ في القصور
فيها قيودُ للنحور=وجمانٌ للنحور
كي يعلم الله الذي=من أجلهِ يبقى صبور
كي يعلم الله الذي=يأبى وللحقِ يثور
في دربِ من ماتوا=ضمايا وبَنَوا للدين سور
آلُ النبيِ المصطفى أهلُ الولاء=منذ شيدوا للدين عزاً بالدماء
هذا هَوا يتلو الصلاة=وذاك ملقاً بالفَلاة
وذاك سُماً جرعوهُ بالسجون=وذاك سُماً جرعوهُ بالسجون
يا كربلاء ياحزنُ لن=يدري على الدهر النَفاد
كلُ البلايا تنتهي=إلا هو غَض المزاد
ما زالَ نحرٌ واقفٌ=ما زال سهمٌ بالفؤاد
ما زالَ بعض جثةٍ=من فوقها تَعدو الجياد
ما زالَ عزمُ امةٍ=ما زال درساً في الجهاد
ضد الذين هَيمنوا=و استفردوا بالإقتصاد
وخلفونا حُفنةٌ من الجياع=فَخيرُنا ورِزقُنا لهم يباع
وبعدُ نحنُ المُرعِبون=و إننا المُخرِبُون
لأننا بإسم الحسينِ ثائرون=لأننا بإسمِ الحسينِ ثائرون
قل للذين يَدفعون=أرضهم و يَأخِذُون
ذلاً يُسمى بالسلام=وهمُ المُستسلمون
وبالذين جاهَدوا=و أُبعِدوا يُنَددون
تُستغلَبون والذين=جاهدوا سَيَغلِبون
سَتخسَرونَ عِزكم=و أرضكم ويَربَحُون
عزاً وجناةٍ بلا=خوفٍ ولا هُم يَحزنون
إذ أنهم الى الخلاصِ ثائرون=وفي سبيلِ ربهم مُعذَبون
محمدٌ نبيهم=و حيدرٌ إمامهم
وبالإثنينِ في الحياةِ يَقتدون=وبالإثنينِ في الحياةِ يَقتدون