محمد يا سيد الأنبياء
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
بُعيدَ وَفاتِكَ سيدي=تفرقةَ المُسلمُونَ زُمر
فهذا يُريدُ علياً أمير=و ذاكَ يُريدُ الأَميرَ عُمر
و سالت دُموعٌ و سالت دِماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و قد رَجحتَ كَفُ الغالبين=و بالسيفِ وَضعُ البِلادِ أستقر
لأبنِ قُحافةَ لا لِعلي=فأنعم و أَكرم بالسيدِ عُمر
يُحبُ القَضاءَ بِحُكمِ السماء=مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
سُيوفٌ تَوالت على المُسلمين=لِتحَكُمَ في أُمرةَ المؤمنين
فذاكَ الأميرُ و ذاك الولي=بِشورى أضاعت حُقوقَ علي
و ضاعت نُصوصَ كتابَ السماء=مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
مَضيتَ أيا رَحمةَ العالمين=و أُمتُكَ لم تُكن راحِمة
هو الحُكمُ ما بَعدهُ غايةٌ=و إن كُسِرَ الضِلعُ من فاطِمة
و قد عَلِمُ من تُكن بالنِساء=مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
شَرعةَ الصَلاةَ شَرعةَ الصيام=و أُمَتُكَ لم تَكُن صائمة
جَرائمُ قد فُتِحت بِالبَتول=أَعوذُ بِربي مِنَ الخاتِمة
فَمن آلكَ قد سَفِكنا الدِماء=مُحمدُ يا سيدَ الأنبياء
قَتلنا عَلياً قَتلنا الحُسين=رَمَينا اللِواءَ قَطعنا اليَدين
فَهذا أبوهُ الصحابي الجَليل=و ذاكَ أبوهُ بِبدرٍ قَتيل
قَتلنا حَبيبكَ في كربلاء=كما قُلتَ يا سيدَ الأنبياء
تداعت علينا شِرارٌ=تداعي الجياعِ لِقصعتِها
فَشرقٌ و غَربٌ علينا هَجم=فَشرقٌ و غَربٌ علينا هَجم
و أمطرتِ السُحبَ مِنا دِماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أذِلاء نَعبِدُ ما يؤفكون=باسمِ التَقدُمِ و هو الصَنم
تَركنا الصلاةَ تركنا الجِهاد=و نُمنا و صَدرُ العِراق ِ أنعدم
و كَوكبةِ العِزِ و العُلماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و صارت حُربٌ و صار دمار=باسمِ العُروبةِ كانَ الشِعار
فَصدامُ نادى أنا عربي=عَدوي هو المُسلِمُ الأعَجمي
و ضاعَ السَلامُ و ضاعَ الإخاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
قُرودَ أُميةَ فَوقَ العُروش=بِكاساتِها تستذِلُ العِباد
فلو صَدقت شورى المُسلمين=لما وَصلَ الحُكمُ لأبنِ زياد
و لكِنها لُعبةٌ و دهاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
فَكيفَ تأمرَ فينا يَزيد=إذا لم يُكن بالأُصولِ الفساد
أبوهُ مُعاويةُ فِسقٌ و جاء=فَقل لأبي حَفص أينَ السَداد
و هل ذا صَوابٌ و هل ذا اهتداء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
مُحمدُ قالَ إذا تَلحظوه=مُعاويةَ في مِنبرِ فاقتلوه
و أُمتُنا تترضى عليه=صَحابي تَباركَ بِظفري يديه
كَفنا افتراقاً كَفنا غباء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أبا ذر يا ثَورةَ الفُقراء=تَجوعُ و تَرضى و لا تستكين
شَهيدٍ تُعلِمُنا الكبرياء=أمامَ طواغيتنا المُتقين
و كَيفَ نَموتُ مع الغُرباء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أبا ذر يا شَرفَ الزاكيات=و أصدقها من لِسانِ الأمين
تَقلدَ عُثمانُ كُلَ الصواب=و أنتَ غَدوتَ مِنَ الخاطئين
فَنعثلُ من عَشرةِ الأتقياء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
فَمروانُ لو عَادَ هذا اجتهاد=و لو نَال نِصفَ عطاءِ العِباد
و لو حَكمَ العُنصرَ الأُموي=فَعُثمان مُجتهدٍ و خَيرُ قاد
فَقد حَكمَ فينا بِحُكمٍ راقي البلاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
لقد قُلتَ يا سيدَ الشافعين=و حَدثتنا بالحديثِ مِرار
متى ؟ لا تنموا عن مُنكرٍ=و لو ولى عَليكم طُغاةٍ شُرار
فها نَحنُ نَغرقُ وِسطَ الدِماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
طُواغيتُ مُحتَقرونَ صِغار=و أحلامهم بالغُرورِ كِبار
تفارارَ عَسكرهم بالكويت=و في كَربلاء حَقَقوا الانتصار
طُغاتُنا يا سيدي أقوياء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
قوتهم على القُبةِ و ضَريحِ الحُسين=و أُمٍ تَصيح على طِفلتين
بُطولاتُنا سيدي بالسُجون=بِسلخِ الجُلودِ و قَلعِ العُيون
و أحلامُنا فَوقها للسماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
إليكَ أبا فَاطِمٍ مُشتكى=نِساءٍ أياما و طِفلٍ يتيم
أَبوهُ المُناضِلَ قد ذبحوه=بِبوابةِ الانتصارِ العَظيم
و قد حَرمُ الطَفلةَ حتى البُكاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
حَرامٌ على الأبِ تَجري الدموع=لأنهُ للبَعثِ لا يستقيم
و أنهُ لا يَسجِدُ في الصلاة=لصدامَ بل للغَفورِ الرحيم
و لا يُعطي إلى البعَثِ أيَ ولاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
على صَدرهِ يَلطِمُ باليدين=مولاً يُحبُ عزاءَ الحُسين
و يَهتِفُ اللهُ أكبرَ لا لِصدام=بل إلى شَهيدِ العُلا حُرَ اليدين
و الصدرُ مَفخرةَ العُلماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
سنبني على اليأسِ آمالنا=و صَرحَ الكرامةِ فَوقَ الدمار
و تُنبِتُ كُلَ صحاري العِراق=سُيوفاً روتها الدموعُ الغِزار
و نَصنعُ سَداً مِنَ الكبرياء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و نمشي حُفاةً إلى كربلاء=يُحرِكُنا عِشقُ ذَلِكَ المزار
و نَلطِمُ حتى يَقومُ الحُسين=يَقودُ الجُموعَ إلى الانتصار
صُراخٌ بُكاءٌ عَزاء دُعاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
أيتركُنا قائمُ الطَيبين=نُذَبحُ عِندَ ضَريحِ الحُسين
و قد طَالَ مِنا نِداءُ الحَبيب=أ سَيدي الخَلاصِ لِما لا تُجيب
فَصحنُ الحُسين كَستهُ الدِماء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
طُغاةٌ تَمِرُ على هذا الزمان=مِنَ الدينِ يَتخِذونَ الغِطاء
قَضيبٌ يُكَسِرُ ثَغرَ الحُسين=عليهِ تَوحدَ رَبُ السماء
فَهذا هو الخُبثُ و هذا الدهاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و مأمونُ بَعدَ سَمِ الرِضا=بكى و أقامَ عليهِ العَزاء
و صدامُ ذَبحَ أعلامنا=و صَبت دموعه على الفُقراء
و صلى و قِبلتهُ من وراء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و نادى بِتحريرِ أُوطاننا=و صَارَ إمامٍ لأحكامِنا
فَهذا حَلالٌ و هذا حرام=مُهيبٌ و مُفتىٍ حَاضَ بالكمال
ضَحِكنا و لكنهُ كالبُكاء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
صَلاةُ الإلهِ على أَحمدٍ=و آلهِ خَيرُ الورى و كَفى
على الشَمس و البَدر و الفرقدين=و أُمهم بِضعةِ المُصطفى
و أبنائها التسعةَ الأولياء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
و بارك إلى شيعةٍ أوفياء=جِنانٍ على حُبِهم و الوفاء
و بارك إلى شُهداءِ العِراق=و لا سيما صَدرها الأشرفا
و نَحنُ مِنَ القاتلينَ بُراء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء
تبرأتُ من ثُلةِ المارقين=مِنَ الحارقينَ خيامَ الحُسين
و من فَلقوا هَامةَ الأكبرِ=و من ذَبحُ صدرنا بالَّغري
تبرأتُ من خِسْةِ الأدعياء=مُحمدُ يا سَيدَ الأنبياء