لو كان لساني مقطوعا
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
لو كانَ لسانيَ مقطوعاً= لنمى و لقالَ هو الجمري
سبقَ السيفَ ظنونَ الفكر ِ=فتجاوزَ تنجيمَ الشعري
فتمخض فهلانُ الصبر=و زمانٌٍ كسبتِ المرِّ
عن يوم ٍ ينبضُ بالنصرِ=بالأحرار ِ بقلب الجمري
سُميتَ من الجمري الجمري=و مِنَ الثورةِ فيك الثوري
فَعشقناكَ و فَديناكَ=طيف الشعرِ و طيف العُمري
من أمسكَ في هذاالبلدي=بِزمام ِ الماضي و العصري
أو أترى يسكنُ ماضي الحَدِ=يومَ الرهد ِ بقيدِ الأسرِ
أترى يمنعُ بابُ السجن=نوراً بينَ الخافق ِ يسري
أو ما تدري طبعَالأسدِ=لو ضاقَ بقيدٍ يستشري
عباسٌ لو طَفحَ الظلمُ=يرمي الكفين ِ على النهر ِ
و إذا عُسرَ عنهُالماءُ=روىَ السيفَ بماءَ العُسر ِ
من كانَ لعباس ٍشِبلٌ=ما خانَ بمرضعتي الدرِ
من ذا الجارحُ فوق الجارحِ=من ذا النسرُ على ذا النسر ِ
من ذا القارحُ دونَ القارحِ=من ذا الصقرُ على ذا الصقر ِ
من حلقَ في أفق ِ الويلِ=و تحدى أجنحة َ القهر ِ
من خاطرَ حتى لايدري=يخرجُ للذكر ِ أو القبرِ
من قاصَ إلى عُمق ِ الألمِ=و آتى مملوءً بالدُر ِ
من أحيى في هذا البلدي=روحَ اللهِ و روحَ الصدر ِ
من ثارَ بقبضة ِ عمارٍ=متهدي بحُسين ِ العصر ِ
مدعُم ٍ بعلي سلمان=أسدٌ مَسنُدٍ بالنمرِ
أصحابُ علي ٍ قد عادوا=ثوريينَ بعمق ِ الأسر ِ
شُبان ٍ من قد علمهم=الدستورُ الحل الجذري
من قامَ بسيف ِ أباذرِ=كي يقطعَ شريانُ الفقر ِ
من الذي ضحى بنفسه=بالموتِ وفاءٍ بالنذر ِ
من أنجبَ من يأس ِ الوطن=أملٌ رباهُ على الكِبرِ
من صارَ لحاجات ِ الناسِ=قادمَة رغمَ جلال ِ القدرِ
من خط َ إلى الشعب ِ بيانا=بدماهُ من دون ِ الحبر ِ
من لو قالَ جريح ٌ آه= حط َ بكفيهِ على الطَبر ِ
من أجبرَ صدعاتٍ كانت=لولاهُ دائمتُ الكسر ِ
من كَسرَ جبراتٍ كانت=تسترُ أحقادا ً بالجبرِ
رددنا مع أبنَ عطية َ=آمنا بالشيخ ِالجمري
فإذا جلدَ الظلمُ يدينا=جالدنا بهِ ظلم َ الدهر ِ
فإذا عض الحاقد ُ فينا=فنقعناهُ بخل ٍ مُري
لسنا أولَ من أوذينا=و قُتلنا بالحُبِ العُذري
هذا الحقُ و من يغضبهُ=فليشربَ من ماء ِ البحرِ
أبطالٌ هذا ماضينا=صدرٌ رُضَ و نحرٌ يجري
من ردَ الشعبِ إلى ماضيهِ=حُرَ الرأي ِ و حُرَ الفِكر ِ
لا شيعية ُ لا سُنيةُ=أخوان ٍ نبقى للحشرِ
فالزلاقُ و الحد=مِثلُ البِلادي والسِتري
فالتوحيدُ قد جمعنا=مهما شقَ مجالُ الفكري
فلقد وحدنا أُسرتنا=مُنذ ُ الفتح ِ بهدي الذِكر ِ
بالإسلام ِ و بالقوميةِ=المحمودُ شقيقُ الجمري
من علمنا نمشي صفا=إخوان ٍ في دربِ النصر ِ
لسنا أولَ أهل ِ الوحدةِ=لسنا آخرهم بالدهر ِ
بالأفغاني ِ تستهدي=و الصفوي نوابُ الحُر ِ
بأبي الوحدةِ روحُ اللهِ=و أبي المحرمينَ الصدرِ ِ
و أبن ِ شعبانَ و فضل ِالله=و الشيخ ِ العارف ِ و البدر ِ
و حماسُ بحزب ِالله=إخوان ٍ بالفكر ِ الثورِ
من أفشى الوحدة َ في وطني=تعلقُ مثلَ خليط ِ النشر ِ
ما ضركَ لو قالَ السُني=عُمرٌ مِن بعد ِ أبي بكر ِ
أو شيعيٌ قال بأني=قد آمنتُ بآل ِ الطُهرِ
ما دامَ الحقُ مُبادلة ٌٍ=و الحبُ شعورٌ بالصدرِ
أو إذا مِلتُ بيوم ِ الضيمِ=أوجدتُ يديك َ على ظهري
و تقول ُ يا بن البحرين=خُذ حاجة َ عُمركَ من عُمري
من علمنا حُسنَ الكلم =و تجنبُ أقذار ِالنهري
من عُطر ِ الزهراء ِالغالي=فاحت أيامُنا بالعطر
فرشت من أزهار ِدِماها=دربَ الأحرار ِ بالزهر ِ
حَملت أبطالا بحشاها=فنبتت أسياف ٍ بالنحر ِ
حُجرٌ ربانا بحِجر ِ حُسينٍ=سجدَ الكونُ لهذا الحِجرِ
و نساءٌ بالحِجر ِتربت=زلزالٌ في وجهِ الشُمرِ
من علمه ُ حُبُ الزهراء=يزحفُ من مر ٍ للمر ِ
من قلب ِ المُعتركِ الصلب=قلبُكَ صيرهُ إلى النحرِ
و أعلم أن الموتَ جميلٌ=بجميل ِ الموقف ِ و الصَبر ِ
فالشمسُ إذا غابت عنا=أو لا تشرقُ خلف َ البحرِ
و كذلك لو غابَ شهيدٌ=يُشرقُ كالشمس ِ مِنَ القبرِ
يغتالُ الليلَ ويصدمهُ=في نصفَ الظلمةِ بالفجر ِ
من علمنا دحرَ الليلِ=بِجراحات الصدر ِ الحُمرِ
صيادُ الفخري و لا تفضي=ذهبَ الشيخُ بجُل ِ الفقرِ
فدماءُ الشُهداءُ تسمو=و بقدر ِ الأشجار ِتُزري
فالشعرُ على الأرضُ كلامٌ=فدماهم بالنجم ِالذُري
إن عادَ الحقُ لذي حقٍ=عادلهم موفورُ الشُكر ِ
ما زالَ الجدُ يرى نفسه=لو لا سُقاهم بالنحر ِ
إن جدل السيفَ مفاصلنا=و رؤساً رُفعت بالسُمر ِ
فقديم ٍ قال أبو حسنِ=الخيرُ توارى بالشرِ
من ردد هذا القولُ لنا=عِندَ الويل ِ و عِندَ الضُر