في ذكرى رحيل السيد الإمام الخميني
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
علامَ تركت المكرمات صوارعا=واهرقت من عين الكرام المدامعا
وخلفتها ميتا ً غوارب بسمة=بعيشك كانت من ثناياك طُلعا
أكان ردا ً أم للصوارم سِلة=وعَود ٌ إلى الإغماد ثلمى لتضجعا
أكان ردا ً أم للشموس بُروجُها=تُفارقُ أدناها لتصعد أرفعا
أكان ردا ً أم ظاعن ُ المجد راقهُ=ليأخذ من فوق الثُريا مرابعا
أم أن نداءا ً جاء من خمسة العبا=إليك َ من الفردوس كي تنعموا معا
أم أن خليل الله في مجمع العلى=تنغص إلا أن تُتِم َ المجمعا
ابا أحمد ٍ طافت بقبرك جوقة=من الأنفس الحرى عليك جوازعا
تُناديك يا فرد الزمان تركته=عقيما بمثلك وتره لن يشفعا
وهل تُنجب الدنيا فتى ً بيمينه=شتات جهود ِ الأنبياء تجمعا
وقد هزم الدنيا وشيد حكمها=على حنق ٍ يكوي الحقود َ الممانعا
عزيزا ً رمى ما للعدا من سهامه=ملاذ ٌ سوى أن تستغيث َ وتركعا
وحسبُكَ نصرا ًان تُخلي كوا شحاً=من البُغض تطوي منك ذُلا ً لاذعا
أتتك أبا الثوار في بنية ٍ بها=ثويت َ لتهديك َ السلام وتضرعا
وتقول ُ عذرا ًكنت انت على الهدى=وكنا بحربك في ظلال ٍ قوابعا
و مر عليك ابن ُ الصُباح ِ مُسلماً=يقول لك العُتبى أتيتك طائعا
كفرت بطاغوت ِ الفُرات وحزبه=وآمنت أنك َ كُنت َ نورا ً ساطعا
فيا ليتني لم أعتصم بذمامه=وشَيدت من آلاك حُصنا ً مُّمنعا
رميناك يابن الطيبين َبأسهُم=قضى الله أن تعدوا علينا رواجعا
وعُذت عفّوا ً عاليا ً عن ذنوبنا=تُزيدك منا السيئات ِ ترفعا
وسموت في رتب الكمال لكي تنتهي=على ذ َروة ٍ لا يستوي أن تُنازعا
ابا أحمد ٍ ما أنزلوك إلى الثرى=إلا ليُصبح للعلى مستودعا
وما كنت حيا ً تنقضي أيامه=و لكنما دهرا ً بدهر ٍ تفرعا
رأيتك بالإسلام يا بن محمد=أشد الورى بأسا ً و أعلم َ من وعى
اذا كانت الآيات فينا مراجعا=فقد كنت للآيات شيخا ً ومرجعا
أراك شبيها ً للوصي ببعضه=يُكذِب ُ طُهر ابن الحرام إذا ادعى
كفاك بيوم الفخر أنك َ قائد=وكان الشهيد الصدر خلفك تابعا
وكان فتى ً لا تَلبس ُالذُل نفسه=وقد لبست دون الهوان ِالفواجعا
بهذي لك اليوم ُ الأشاوس ُ أخضعت=نُفوسا ً محال ٌ عندها أن تخضعا
تلين لحد ِ الفضل ِ منك طِلائُها=ولم تك ُ لانت للصقيل الأخدعا
سلام ٌ على مثواك والقُبة ِ التي=عليها جلال الله نورا ً ترصعا