صهيون لا ولا لن ينفع الحذر
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
صهيون لا ولا لن ينفعَ الحذر=فذو الفقارِ لا ينفي ولا يذر
سيفُ علي لو يعتلي=ضربتهُ قدر
ضربتهُ لاهبةٌ غاصبةٌ صائِبةٌ=وافيةٌ قاضيةٌ راسيةٌ ساقيةٌ
لاهبةٌ كألسنُ اللهب غاضبةٌ وأي ما غضب=وافيةٌ تفي بِمن كان فلا يكون
قاضيةٌ تقضي على من صارعَ المنون=راسيةٌ كالطودِ في رأسِ الذي يخون
ساقيةٌ تُسقي الردى والقومُ يشربون=صائِبةٌ تُصيب هامةُ من تشاء
والجُرحُ لا يطيب من ضربةِ السماء=فضربةٌ واحدةٌ ستجلبُ الظفر
حيدرةٌ خيبرةٌ يهودها تحصنوا=زنادقة سرادقا اتخذوا ليأمنوا
يا من دحوتَ البابَ فاندحى=وصار في يديكَ كالرحى
أقتلع الباب الذي من خلفهِ مُحاصرون=بواسلُ الأقصى الأُباةُ الصابرون الثائِرون
أحرارُنا ثوارنا كُلهُم ينتظرون=لِتدحوَ البابَ ومن عليهِ هُم سيعبرون
ليدحروا اليهود بسيفِك الأصم=وقُدسُهم تعود ومن بها أعتصم
فيا علي يا أملي=نَصرُكَ مُنتظر
يا مَن رمى وما رمى لكنما الله رمى=وارتعدت فرائِصُ اليهودِ يوم اقتحما
أقتحم الحُصونَ وأنتعل رؤوسَ من يرون ما فعل=مُرتجزاً أنا الذي سمتني أمي حيدرة
فأرتعدت خيبرةٌ ومن بحُصنِ خيبرة=فما انجلت عن حِممِ الوطيسِ تِلكَ الغبرة
إلا ورأسِ مرحبٍ في يدِ خيرِ الأُمُرا=هذا هو الأمير سقاهُمُ الأمر
فالرأسُ لا يطير بقولِ مؤتمر=رأسُ الظلال والاِحتلال ورأسُ من كفر
أتهدأي وتهنئي يا أُمةُ اليهودِ لا=ستندمي لن تنعمي بالأمنِ فالموتُ أنجلى
أرواحنا بات على الأكف=وعنكُم هيهات لن نكُف
نحنُ الفدائيون عن درب الفداءِ لا بديل=نحنُ الفدائيون عن هذا الطريق لا نميل
فبالفداءِ والعطاءِ والدمِ الذي يسيل=سنجبرُ اليهود مهما صمدوا على الرحيل
طريقُنا الصمود حتى نرى الظفر=ويُصبحُ اليهود ليس لهم أثر
أرواحُنا سلاحُنا=ورميةُ الحجر
خاشعةٌ دامعةٌ عين السماءِ يا علي=ناعيةٌ باكيةٌ الأرضُ حزنا يا علي
فأنت سيفُ الله والهوى كيف إذن سيفُ الشقى هوى=هوى على هامةِ من بسيفهِ هوى الظلال
هامةُ من يُسقى العدى كأس الردى ماءً زُلال=هامةٌ من تخافه الأبطالُ في سوحِ القِتال
كخوفها قبضة عزرائيل لو صال وجال=فحدُ سيفهِ من الردى وجد
يعلوا بكفهِ كحبلٍ من مسد=على الطُغاة على البُغاة
وكُلُ من كفر=وكُلُ من كفر
كيف التقى سيف الشقى رأسك يا رأس التُقى=فانفجرت وانهمرت دماء أنوار البقى
و أبحر المحراب فغي دماء وسال دمع الأرض والسماء=جبريلُ صاح في السماء وكُلُ من فيها صمت
تهدمت واللهِ أركانُ الهُدى تهدمت=والعُروةُ الوثقى بقتل المُرتضى أنفصمت
وأبحُرُ التقوى بما حلَ بهِ ألتطمت=يا زينبُ أنصبي عليهِ مأتما
من عينكِ أسكُبي دموعِكِ دما=المُرتضى قتلاً قضى
بسيفِ من كفر=بسيفِ من كفر
الشعبُ لم يقُل نعم إلا لدستورِ البلاد=فهوَ الرَجى والمُرتجى فينا لإصلاحِ الفساد
نعم ولم نزل نقُل نعم فالأمنُ بالميثاقِ اليومَ عم=نعم إلى مملكةٍ دُستورها العدلُ القويم
دُستورُ عدلٍ شامِلٍ لدولةِ الحقِ يُقيم=بمجلسٍ مُنتخبٍ مِن قبلِ الشعبِ الكريم
وسُلطةِ التشريعِ تحتَ سقفهِ حقُ قويم=واليوم لِم نرى ؟ عن قولِكم رجوع
فما الذي جرى تستفهِمُ الجموع=فأوضِحوا بل واشرحوا
قد خيم الكدر=قد خيم الكدر
عامٌ على صوتِ العُلا من أجلِ إصلاحٍ كبير=تقودهُ شجاعةٌ ليس لها قبلا نظير
شجاعةٌ كسرت القيود=حُريةٌ أُعطت بلا حُدود
فرحبت كُل الجماهير ببشرى الإنفتاح=والكُلُ أبدى من صميم القلبِ صِدقا وأرتياح
ومُدت الأيدي بصدقٍ لتباشيرِ الصباح=وأستبشر الشعبُ بهيجا ونسى كل الجراح
أهكذا الجزاء لقائِلي نعم=يُمسونَ في عزاء والغيرُ في نِعَم
القادِمون مُنعمون=ونحنُ في الأمر