زينب ونداء التحدي
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
نِدائُكِ يا أبنتَ خيرِ النِساء=نداءُ التحديَ من كربلاء
فهذا العزاء .. وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
عزائي على زينبٌ ما بقيت=عزاءٌ على المجدِ والسؤددِ
وفي يومها بالدموعِ الغِزار=اشدُ على أضلُعي باليدِ
وأندبُها حرةً بالفلاة=مع الظامئين على الموئدِ
تُنادي حُسين حبيبي حُسين=بحرِ الثرى سليبَ الردى عافرَ الجسدِ
أخي ليتهُم يتركوني هُنا=ولو ناش جسمي فمُ الآبدين
أُواريك يا مُهجةَ المصطفى=وأجعلَ مثواكَ في كبدي
وهذا قليلٌ إليكَ الوفاء=أيا غُرةَ الذِكرَ والأنبياء
فهذا العزاء .. وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
رجوتُك! يا حادي الركب أن=تُنيخَ الركائِبَ عندَ الفُرات
لنسألَ كافِلنا بعدنا=على أيِ جنبٍ تهاوى ومات
وهل دفنوهُ بقُربتهِ=وهل وطئت جسمهُ العاديات
وهل رضضتهُ كجسمِ الحُسين=وظلَ تُكفنهُ الذاريات
وهل أرجعوا كفهُ للضريح=أم أن الكُفوفَ بقت بالفلاة
سلامٌ على من قضى واللواء=بزنديه مُلقى قابض الجنبات
تمدد في لحظِ عينِ السماء=وفيها عليهِ ضجيجُ البُكاء
فهذا العزاء .. وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
أ أنتِ على الضالعِ الهازلِ=ألستِ عزيزةِ قلبِ الرسول
وأنفسُ شيءٍ لدى المُرتضى=وأغلى ودادٍ بقلبِ البتول
فليتهُمُ ناظرونَ لكي=وقد شققَ الدهرُ منكِ الذُيول
وأصبحتِ محمولةً بالقُيود=إلى أبنِ سُميةَ نسلِ الجهول
إلى حدِ هذا الزمانُ يجول=إلى حدِ هذا المُحالُ يحول
فما أصبرُ الآلُ إلا القضاء=وفرضُ الإلاهٍ وحُكمُ السماء
فهذا العزاء وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
كِتابُ البُطولةِ في صفحات=على الدهرِ من زينبٍ وقفات
وأسطُرهُ كُلها تضحيات=وصبرٌ جميلٌ على النازلات
إذا ما وقفت فقف خاشعا=ومُر في خيالِكَ بالتلعات
لتُبصرَ أبنتَ رُكنِ الهُداة=عليٍ تُناديكَ بالعرصات
تشبث بحقكَ رُغمَ البلاء=ورُغمَ العذابِ ورُغمَ الدِماء
فهذا العزاء .. وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
وصِح بين ألويةِ الظالمين=بانيَ حُر وملكُ الإله
وعباسُ في يدهِ رايتي=سأرفعها لو أُطيحت يداه
لأحملها اليومَ في وجهِكُم=و أدفعَ عن وطني من غزاه
وأنصبَ إبن البُلوشِ بهِ=بديلاً إليَّ وحقي جفاه
أنا العربي على موطني=أصبُ دمائي لينمو ثراه
وأجني حُريتي ثمناً=لموطنِ جدي وروحي فِداه
وكُلُ ولائي لأهلِ الكِساء=بني فاطِمٍ ونبيُ السماء
فهذا العزاء وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء
ثباتي على رفضِ مشروعكُم=إذا لم تقوموا بنا بالسواء
وإن لم يُقدمُ إبنُ البِلاد=بنيلِ الحُقوقُ على الدُخلاء
ويُجعلُ من دينهُ المُرتضى=مع العُمريِ بحدٍ سواء
فيومَ تزيلونَ تمييزكُم=أمدُ يدي لكمُ بالولاء
وأنتُم على طائِفيتكُم=فكيفَ تريدونَ مني الوفاء
فإن تجزلوني جميلَ العطاء=لكُم من ولائي جميلُ الجزاء
فهذا العزاء وكُلُ عزاء=طريقُ الفداءِ طريقُ الولاء