أفصح التاريخ
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
أفصحَ التاريخُ أو أبان=عن حُرةٍ رابطةُ الجِنان
بِالصبرِ في يومِ البلاء=كزينبٍ في كربلاء
إلى الشَهيدِ تَسرِجُ الحِصان=إلى الشَهيدِ تَسرِجُ الحِصان
إلى البُطولاتِ حِكايةٌ=يُمَّكِنُ الدمَ لها المُحال
وأعظمُ الناسَ شجاعةٍ فتىً=يُنادى الموت للنزال
في سنا عينيهِ نورٌ من حسين=وعلى كفيه قد شَّدَ الحسين
يقولُ والعزُ يقودهُ=و تنبني الأمجادَ حيثُ صال
يقولُ للذل مُحقراً=تنالني لو شِئتَ بالخيال
عِزتي من كربلاء أرضِ الحُسين=شرعتي من كربلاء أرضِ الحُسين
و قصة العباس قصتي=يمينهُ يمناي والشمال
و روضةُ الحسينِ كعبةِ=أطوفها و الكفنُ الرِمال
لكَ ضحاياها على الزمان=أو مِثلَ أقداسها في مكان
سعوا كسعيِ زينبٍ من عافرٍ لخاضب=أو يوم هامت تسأل الحِصان
طوالبُ العزِ ركائبٌ مشت=يقود عزها الحُسين
وبينها الدمُ الذي يُراق=من العُلا لأولى القبلتين
هذه الثورةُ من دَمِ الحُسين=والدماءُ ترهب شار اللعين
جنائزٌ تنزلُ للقبور=لترفع المجد على اليدين
نسائها تسابق الرجال=إلى الفداء بوجه الغاصبين
تقتدي بزينبٍ أخت الحسين=ودروس التضحيات من حُسين
وقد صحا الدهر بصحوةٍ=إلى الإمام الراحل المُبين
وجاء صدر الله بالعراق=مزلزلة طغاة الرافدين
لو تراه قلت قد عاد الحُسين=مرةً أخرى بوجه الظالمين
وزينبٌ مبعثها أبتدئ=لأختهِ ربيبة الهدى
والشمر تدري من يكون ؟=أبو العذابِ والسجون
وهو مع الشيطانِ توأمان=وهو مع الشيطانِ توأمان
جاءت تقود الأشهب الجموح=مطأطئا من ما بها وقار
وكُل ما تبكي بكى لها=كأن هذا فتلهُ الحرار
مثلها يبكي لتوديع الحُسين=مثلها يرعش من رزء الحُسين
حتى إذا واجهت الحُسين=غلا بها قلبٌ كشظى نار
تقول بالطف على أخي أُعين=دهر الموت يوم جار
أعتني بالطرفِ كي يمضي الحُسين=بالسيوفِ كي تُقطع الحُسين
والحسينُ مشفقٌ بها=لما رأى من طيّةِ القرار
بها أساً لو في يلملمٍ=لكان بث الحزن بانهيار
لكنها لازمة الحَصَان=بعفةٍ تمسكُ بالعنان
تسحب ذيل سترها=صائنةً لنفسها
تلميذةُ الكرار لا تُهان=تلميذةُ الكرار لا تُهان
حزينةٌ لزينبٍ=أتت بذيلها تشّدُ بالبكاء
صبيةٌ بعينها ارتمت=تقبل التُرب تُريد ماء
وصياحٌ بالخباء يا حُسين=بعدكَ أين الملاذُ يا حُسين
بالهجوم النارُ أُشعلت=وراح شمرٌ يضرب النساء
وزينبٌ فوق الثرى=هوت تجاذب القوم على الغطاء
حرةَ الأحشاء تدعو يا حسين=لوع القوم نساك يا حسين
وعلى الأطفال حَوّمة=تلاحق الهائم بالعراء
رأت صغاراً تنشقُ الثرى=لعلهُ يبرد الحشاء
مُتخذين للثرى بساط=مُجرحين من أذى السياط
وحالمين بالهما=ويابسين بالضما
الله اللهُ أيا زمان=الله اللهُ أيا زمان
زينبٌ بالخدرِ أشرفت=والأسى لدمعها أراق
أبصرت سكنى وحيدةً=تحضن الرضيع باشتياق
آخر الرضعانِ من ولد الحُسين=مات مذبوحا على صدرِ الحُسين
وتعالى النوحُ بالخيام=والمغفي بالضما أفاق
واستوي الأطفالُ بالدخان=كالبدورِ لفها المُحاق
صاحت الحوراء يا ابن الحسين=ما الذي نصنعُ يا ابن الحسين
قال فروا عمتي سيراع=لا تبيدوا الأنفسَ احتراق
فتسابقن وللسياط=خيلةٌ لعافرٍ بساق
فالنُسوةُ همن إلى الحُسين=والصبيةُ لدامي اليدين
فالنسوةُ تبغي الحمى=والصبيةُ من الضما
وكُلُ مستورِ الهوى أبان=وكُلُ مستورِ الهوى أبان
وفلذةُ الزهراءُ يلتوي=وعينهُ تُهمي إلى الوداع
مُحَيَّرٌ بأمرِ سهمهِ=ليس لهُ طريقةُ انتزاع
وقدُ الآلام في قلب الحُسين=شاجبَ الأحشاءِ من ظهر الحُسين
وزينبٌ تدعوه يا أخي ضحى=بك الدهر و بي أضاع
ذؤابة المجدِ ورحلكَ=إلى عِداكَ نُهبتاً مُشاع
إن تكن حيا حبيبي يا حُسين=لحمى رحلكَ فأنهض يا حُسين
فقام والضعف يكبهُ=بوجههِ بحرةِ البِقاع
فصاح يا أختي أرجعي=لحفظ أطفالي من الضياع
وسلمي الأمر إلى العظيم=وعللي الوالهَ والسقيم
هذي تصاريفُ القضا=فاستقبليها بالرضا
فكل ما بين القضاءِ كان=فكل ما بين القضاءِ كان
وبعد شب النار بالخيام=تناثر القاطنُ بالوهاد
فأخلص الجري بفتيةٍ إلى=أبي البيرقِ والمزاد
فوجدناهُ كما قال الحُسين=مُفرق الهامةِ من غير يدين
فيهِ من الضربات ما كفى=بأن يخلي الجود والعتاد
وكان ميتا غير أنه=على اللواء زنداه بانعقاد
إنهُ العُهدةُ من كف الحُسين=وشعار النصرِ في جيش الحُسين
غادر الصِبيةُ عمهم=لينظروا ما فعل العِماد
فطفلةٌ تحضنُ كفهُ=وطفلةٌ تبني لهُ وساد
قد كان مقطوعا من الصميم=وقلبهُ فيضا من الرحيم
فرغم مبناهُ المنيع=قد ذاب في عينِ الرضيع
لما رآه يابسَ اللسان=لما رآه يابسَ اللسان
أيكمنُ السُرورُ بالأسى=وتلتقي البسمةُ والجِهام
أيرتوي العُطشان بالضما=وتبردُ الأحشاء من ضِرام
ويصبح الممات كالعروس=لها يشقُ غامرُ الزُحام
ويصبح الشهيد مُعرسا=خضابهُ من الدم الحرام
وتُحرقُ الفرحةُ أُمه=فتَسكبُ الدمعةُ بابتسام
إذا رأتهُ زاهي الجراح=وضربةُ الفتكِ لهُ وسام
تحنو عليه تطفأ الحشى=لضمة الوداع والسلام
يزيدها الصمتُ مهابةً=يزيدها وقارها احترام
وأعظمُ الأرزاءِ ذهلةً=وكان يُحبسُ الكلام
وبالزمانِ لا كحرةٍ=تُقطعُ النسل ولا تُضام
تجاوزت بابنها الكمال=تجاوزت بصنعها الملام
تستقبلُ الحبيب بالشُموع=جنازةً من فوقها الحُسين
مُرتخصُ المُهجةِ من أجلِ الحُسين=مُشتعلُ الهِمةِ من أجل الحُسين
كنجمةِ الصُبحِ مُغمرٌ=ضيائُها بصُفرةِ القتام
يُطري من الجلا والحياء=قسائمَ الأشواق والغرام
كأنه على يد الحُسين=بدرٌ بكفِ الشمسِ قد أقام
جرحٌ من الهامة للخماص=لم يبقى فيهِ موضعُ القسام
لا شيء فيهِ ثابتُ العُرى=لا شيء من جمالهِ استقام
دمٌ عبيطٌ في يد السبطِ الحُسين=حرٌ طليقٌ في يد السبط الحُسين
أجمل ما فيهِ بأنه=أسكن روع ضيمهِ ونام
أعظم ما فيهِ بأنهُ=أهوى من الملائك التزام
ما عروسهُ إنما=عدو بروحهِ يودعُ الخيام
فولولت زينبُ والنساء=فصار عُرسُ الموتِ والهِيام
وصارُ يومُ زفةِ الشهيد=إلى فراديس العُلا سعيد
يومٌ إلى شبابنا=بالقُدسِ أغلى أرضنا
يومٌ إلى الذُرةِ حيثُ كان=يومٌ إلى الذُرةِ حيثُ كان
روح الضنى تشُبُ بالحُسين=أتى وفي عيونهِ احتضار
بابنه الأكبر يستجير=وصار مما قد رأى يُجار
صاحت الحوراءُ قوموا للحسين=يا بني هاشم لا يقضي حزين
على الذي من احمد اختلى=كل سجايا النفسِ والوقار
بأسُ الشهيدِ حمزةَ لهُ=ومن عليَ جدهُ اقتدار
ولهُ من عمهِ جود اليدين=والإبا الواثبُ من روح الحُسين
وعمرهُ كعمرُ من مضت=تأنُ بين الباب والجدار
وزينبٌ جاذبةٌ لهُ=تقول أين صحبةُ النهار
أين مُحيا طلعةِ الصباح=والقمرُ المخسوفُ في السفاح
أين جمالُ جدنا=والنورُ في خيامنا
وذرةُ العُقدِ من الجُمان=وذرةُ العُقدِ من الجُمان
العرشُ مطعونٌ بقلبهِ=والشمسُ في جبينها قراح
على قتيلٍ خر والسماء=بها تعالت ضجةُ النياح
وتنادي مات في الأرض الحُسين=وعلا فيها لواء الظالمين
ونجرهُ بذلا إلى الصقيل=وجنبهُ بذلا إلى الرماح
وجسمهُ سلبا إلى العداء=ونفسهُ ممنوعة المُباح
ولهُ أُخت تنادي يا حُسين=بعدك وضيعتاه يا حُسين
و حضَّرت من أمها اصطبار=وعرجت لساحةِ الكفاح
حتى أتت للأخ عافرا=وحركت جثتهُ براح
نادت وعيناها إلى السماء=ربي تقبل هذهِ الدماء
قربان من آل الرسول=عساهُ يحضا بالقبول
وللموالي يُكتبُ الأمان=وللموالي يُكتبُ الأمان
دعني عديل عرضة الجوى=ليرمني بسهمهِ المُتاح
وخلني فالرزءُ ساربٌ=بخاطري مُنفجر القراح
عرشُ الإله منهُ في اهتزاز=ولا غريبَ لو بهِ أطاح
أن يقف الصدر مكبلاً=أمام ابن نزوةِ السِفاح
محتجز القراح كالسبط الحُسين=مندفق الجراح كالسبط الحُسين
مُهشم الوجه من العذاب=وعرضهُ بعينهِ مُباح
ويسحبون ابنة الهُدى=وسترها عن عرضها مزاح
ولوعت مهتوكة العفاف=تحتاط بالدم عن الوشاح
تصيح يا اخيا يا غريب=أيستجيب دابر السلاح
والصدر يدعوها أنا الحسين=فارتقبي صهيل ذا الجناح
لكي اعتذاري يا اُخيتي=فامتثلي زينب بالسماح
لنا التأسي بالذي بقى ثلاثَ=والرأس على الرماح
فاستلهمي العزة من عز الحُسين=لكي تواسي زينبٌ أُخت الحُسين
يوم نلقى جدنا النبي=مخضبين بدم الجراح
يضمني كضمة الحُسين=وتحضني الزهراء بالنياح
موتوا بني الزهراء بالبكاء=وكحلوا الأجفان بالقراح
على قتيلٍ مات بالعراق=ومن بلايا دهرهِ استراح
ووترهُ الموتور كالحسين=أيضا بعين الثائرين لاح
معاهدين يوم ثأركم=على المنايا تُضرب القداح
وينطلي بالحمرة الفُرات=مما يُصب من دم الطغاة
زحفا إلى قصر يزيد=ثأرا إلى الصدر الشهيد
أحلى نشيدٍ في فم الزمان=أحلى نشيدٍ في فم الزمان
كُل فئات الشعب صوتت=نعم نعم لمبدأ الميثاق
رأت بهِ التفعيل للدستور=بعد سنينٍ الظلمِ والإرهاق
الشعب فيهِ مصدر القوى=ومصدر التشريع والإحقاق
حُرية الرأي مساواة=لا فئوياتٌ ولا أعراق
عدالةٌ سيادة القانون تكافؤٌ=في فرص الأرزاق
قال لها الشعبُ بتصويتٍ=أِيهِ بصوتِ الغالب السحاق
شيعةٌ وسنةٌ مجتمعين=صوتوا بالثقةِ مُعتمدين
لكن شعبي اليومَ مُحبطٌ=شعورهُ الإحباط والإخفاق
من لعبة التغيير في الدستور=أكثر مما حكم الميثاق
يرفض أن يستلم التشريع=زواحق البطون والأشداق
أيمانها قابلةُ التصديق=أمامها تُباع في الأسواق
ويرفضُ الإخلالِ بالفصل=ما بين سُلطاتِ لها تنساق
هذا الذي أسموه بالتعديل=يخوضهُ الشعب على الإطلاق
تعديلهُ الأحكام بالهواء=تغييرهُ النصوص بالمذاق
تغييركم يرتدُ للوراء=بحقنا والواجب انطلاق
ومن مشى للخلف لن يرى=إذا خطى بوحلهُ انزلاق
كأنها عادت سقيفةً=تطوق الكرار بالنفاق
كأن جزل النار عائدٌ=وحيدرٌ ينتظرُ الوثاق
مُدوا يدا نسلمكم يدا=والشوقُ منكم نولهِ أشواق
ونبذكم للطائفياتِ=و المذهبياتِ هو المصداق
فانبذوا شنئان أعقاب الحُسين=أُخوة في الله نحيا آمنين
وأسسوا الأمن على السواء=يزهوا كلون الحُب بالإشراق
فبيننا وبينكم عُهود=أدائها فريضة الأعناق
وقد وعدتكم شعبكم وعود=وفائها توجبه الأخلاق
أن لا يُمس ثابت الدستور=وهو لهُ الحُكم على الميثاق
والمجلسُ المنتخبُ قلتم=مشرعٌ يراقبُ السُراق
فكيف زال مبدأ التجنيس=وجُنس الشُذّاذِ في الآفاق
والازدواج زال كي يبقى=مواطنٌ آخر بالإلحاق
وأفتقد المواطن الأصلي=ميزتهُ بالحقِ والإنفاق
أين ترى حُسن نواياكم=والوطنُ بأهلهِ قد ضاق
تُصنفون الشعب بالحُكمِ=على أساس المذهبِ أطباق
أسفلها الشيعي محروما=والخيرُ فوق الوافدِ غداق
ذنبنا أنا نوالي الطاهرين=ونصبُ الدمع في رزء الحُسين
لكُل هذا إننا شعبٌ وراء=هذا الطرح لن ينساق
مُعتزلا مشروعكم سِلما=حتى يرى دستورهُ قد ضاق
مُلتزما ديارها هذا من=دون تخريبٍ ولا إزهاق
فنهجهُ السلام والإخاء=لا عنف لا إرهاب لا دماء
يصيح أين العُلماء=عن هدر حق الضعفاء
فليصدروا الواجب في بيان=فليصدروا الواجب في بيان
يا عرب النجمة والصليب=إمامكم نعرفهُ يزيد
يا راضعين ثدي أمريكا=فأنبتت في لحمكم صديد
من ظالمٍ يقمع شعبهُ=ومن جبانٍ سافلٍ عنيد
ذويٍ على كُرسيهِ أساً=يديرهُ الشيطانُ بالوعيد
يعيشُ معقودا بأمرهِ=كأنه مُعَّبدٌ قعيد
إذا رأى أسطول أمريكا=تسمع من أسفلهِ الرعيد
يا نازلين أطمر الغرور=وعيشكم من فقرنا رغيد
أشرفكم من بصقتٍ أزرى=تبصقها والدةُ الشهيد
دعوا البطولاتِ إلى طفلٍ=ما غير رميات الحصى يُجيد
شاربٌ في التضحيات من حُسين=قارئ تاريخ أطفال الحُسين
أحفادكم من غير نجماتٍ=يحتقرُ المُهيب والعقيد
محمدُ الذرة مولاكم=وكلكم لنعلهِ عبيد
والكفنُ المُرخى على حجوا=عن كل أثمانكم يزيد
وجيشكم مجتمعٌ أوهى=من فارسٍ لعودة وحيد
وجوهكم مخصيه الحياء=وفحلكم عند اللقاء بليد
أثبت ما فيكم نفوسكم=إذا حمى بالحومة الحديد
أسخف ما فيكم قتالكم=يبعثُ لإسرائيل بالبريد
بهِ بيانٌ صاخبُ الحُروف=لكنما استسلامه شديد
نيرانكم عبرية اللظى=أموالكم عبريةُ الرصيد
فابعثوا الأحقاد في حرب الحُسين=و أجمعوا الأعتاد للمستضعفين
هاماتكم أرفع ما بها=ممرغٌ بالذلِ في الصعيد
وباسكم ما بينكم لقاً=وعن أذى عدوكم بعيد
أغلبكم مُخنثُ الطباع=من زمن الرجولة طريد
أكبر منكم قمة القرار=فأعلنوها قمة التريد
يعفن اللسان ذكركم=أقيئ بالبيان لو أزيد
نفسي لنفسِ الذُرةِ الفداء=على يدي والده شهيد
في لحظةٍ من رعب عينهِ=أبيعكم يا معشر العبيد
تُحملني لطفل كربلاء=يعفرُ مذبوحا من الوريد
فكلُ منكوبٍ بها لهُ=حلٌ ببيت المقدس المجيد
بدئا من المُزّملِ الذبيح=حتى دم المرأة والوليد
كُل أجرامٍ على أهل الحُسين=عائدٌ من كف شارون اللعين
فأنتمُ أنصار كربلاء=ذاتُ الدماء والشرف الفقيد
كأن عباسا يقودكم=كأنهُ بينكم العميد
شربتم الموت على الضما=لتبلغوا العز كما يريد
ثم اللذين أحرقوا الخيام=جاءوا لهدم منزل الشهيد
وأسكنوا أيتامه العراء=ليعقد الحاخام يوم عيد
ولكمُ طاب التأسي بالحُسين=ونساهُ واليتامى الضائعين
فهدهُ مصائبُ الحُسين=بل وفلسطين لها تُعيد
داست عليه الخيل بالثرى=وأنتمُ جنازر الحديد
وغسلكم من نبعه الجراح=كغُسلهُ من دافق الوريد
لكنكم كنتمُ تُشيعون=وقد بقى بحرة الصعيد
لهفي عليكَ يا أبن فاطمٍ=ثلاث لم تبارح الوطيد
فقد بقيت خير شاهدٍ=بأن دين المصطفى أبيد
وصار للإسلام قادةٌ=أخفهمُ نجاسة يزيد
باعوا فلسطين على اليهود=وللشعوب شمروا الزنود
غدرا ومكرا ودهاء=لا ذمةً ولا وفاء
ليس لهم عهدٌ ولا أمان=ليس لهم عهدٌ ولا أمان