قف بالديار فان الدمع منهمل- مدح علي (ع)
عبد الله الجيار
قف بالديار فان الدمع منهمل= وابك الرسوم فان القوم قد رحلوا
يا وحشة الدار وعهدى بها أنسا= قد نال منك البلى والدهر والدول
حال الزمان لياليك الضوى ظلما= يا ليت شعرى لقد أزرى بك زحل
يا ساكنى الدار رفقا في أحبتكم= فما تعللنا والركب مرتحل
يا ظاعنين وقلبى في هوادجكم= أحباب عمر قد غابت بها الأبل
هلا تذكرتم صبا بكى زمن= بالشوق حيران من حبكم ثمل
مستمسك العهد لا زيغ ولا أود= وان قل وصلكم واستوحش الأمل
حى الأمام وحى طيب مرقده= وأبكيه وابك على أل وقد رحلوا
يا عاذلى في هوى المحبوب معذرة= لايملك البعد قلب فيه منشغل
مولاى عبدك عند الباب فاكرمه= يخشى الدنو وقد أودى به الوجل
أبلغ على على حالى وأخبره= ان الأمام الى الأحسان ينهمل
مولاى طيرك في الأفاق ملتمس= أجر الديح القرب منك لا بدل
فأنت أكرم من تمشى به قدم= من بعد طه حتى ينقضى الأجل
حباك أحمد بالتشريف فاطمة= وتاج النبوة على الزهراء منجدل
لم تبق للناس من فضل ومنقبة= فكل المناقب خيط فيك متصل
يا ازهد الناس الا عند مكرمة= فأنت بالزهد والأعلاء محتفل
نفسى فداك ومن في الأرض من حزن= لا أملك الأمر الا أنه أمل
مكنون علمك في الأفاق نعرفه= وفيض نورك في الأفلاك مكتمل
ضياء وجهك لا ديجور يحجبه= وجود كفك بالأحسان منهمل
والعدل عندك بالقسطاس مستقم= لم تبق فيه لمن في الحكم قد حدلوا
والحلم فيك بلا ضعف ولا وهن= والفضل يظهر من بالفضل قد جبلوا
كل الفضائل قد جاءتك خاشعة= فاخترت منها من في الخلق قد كملوا
وزدت في الفضل ما لا خلق يعرفه= وجدت الشمائل فضلا منك متصل
جبريل يسأل عند العرش سيده= حلقا كخلق أمام زانه العمل
طه مدينة علم انت حارسها= فقمت بالأمر لا كل ولا ملل
تحدر العلم كالجمان منتثر= يا ضيعة العلم في قوم وقد غفلوا
كم قد نصحت وكم أفردت من حكم= هل ينجع النصح في قوم وقد ذهلوا
قد خانك القوم في سلم وفي حرب= ومالئ القوم من للنار قد جعلوا
كم نظرة منك بالأحزان مترعة= تنظر الى الدين وقد أودى به الخطل
مولاى عبدك بالأشفاق ممتلئ= يبغى الورود وقد ضا قت به السبل
الطير مولاى كاد الوجد يقتله= لا يبرأ الجرح لا صرف ولا ملل
فداك عين بالأتراح ساهرة= فداك روح بالأذعان مشتمل
هذا الفؤاد وقد أبليت حبته= والعين تفضح من بالحب يكتحل
كم قد أجبت الى مسكين حاجته= فامنح عبيدك ما يصبو وما يسل
مولاى عبدك يستوهبك طلبته= فارفق بحالى وهذا الوجه فانتعل