أنا هنا أدهس في خلدي - مدح أمير المؤمنين (ع)
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
أنا هنا أدهس في خلدي= أنا هنا واقف للرصد كالوتدِ
أنا هنا أتقصى الأمر منفردا= وما تقصيت أمرا غير منفردِ
أن هنا أفرض الأحساس مدَّ كرا= وكل ما في حنايا القلب طوع يدي
فلن أموت وعقلُ الدَهرِ يدخلني= قريحتي تعبت والقول منه زدي
فقلت يا دهر إن العيش خاطرة= ترطبت من فم الأحلام بالنكدِ
فقال زدني فقلت العيش ملتحد= ونقلت الموت من لحد إلى لحدِ
أرى اللذين على هذه الحياة فنوا= فما أرى من ضجيج الأرض من أحدِ
أبوك أنت ورحم الموت والدكم= نزلتم ساعة في هيئة الولدِ
وأنت في ذلك التثمال أرنبة= والموت يربض فيه ربضة الأسدِ
زماننا واحد والأمس فيه غد= وجلة الليل والإشراق للعددِ
فلست ممن يرى ماض ومقتبلا= ماضيكم حاضر والأمس بعد غدِ
أن هنا أنظر الماضي بعين غد= وأكشف الستر عن بوابة الأمدِ
أراقب الركب أرجو منه مسألة= ما النص ما قصة التبليغ بالقتدِ
ما الحق أني أرى الدنيا مفرقة= أحزاب تمسك بالأخرى من الكبدِ
هذا يقول علي ذاك لا عمر= وامسهم طال بالتشتيت والنكدِ
وقد علمت بأن النَّص بلّغهُ= يوم الغدير نصر الواحد الأحدِ
وأوقف الركب في ذاك المكان وقد= ْ قام النبي به يدعوا لذي الرمدِ
من كنت مولاه لا مولى إليه سوى= هذا الذي تنظروه عاليا بيدي
تقارب النور من طه ونائبه= وقيل يا شمس عن واديهما ابتعدي
وأدخلوه عروس العهد مبتهجا= في خيمة النصر بين السعد والحسدِ
يا خيمة العهد فيك المرتضى عمد= لقد رجحت سجاف العرش بالعمدِ
يا خيمة العهد فيك المرتضى ملك= ياليت هدهد سلمان إليه هدي
لانه ملك في رحب مملكة= فيها سليمان مملوك ولم أزدِ
بخٍ بخٍ وعظام الدهر واقفة= لديك ما بين مذهول ومرتعدِ
بخٍ بخٍ وأبو حفص يداه على= يديّكَ شَدّتْ وهزّت مرفقَ العَضدِ
فما الذي جعل الميعاد مختلفا= وبدّ ل الوزن والإقبال بالصددِ
حتى وصلت أيا تاريخ أمتنا= لمنزل النصر والميعاد بالمسدِ
أبا العدالة يا فاروق عقدتها= أراك من عين أخواني هدى الصمدِ
عدلت حتى قضيت الترب مضجعه= مأملا بسلاح العدل للرصدِ
أبا الفتوحات ما كانت جحافلها= تسير لولا رؤاك الفذ بالمددِ
لا أتقّي أبدا في قولتي وأنا= عن التشيع في ماقلت لم أحِدِ
أن التشيع دين الله مسلكهُ= حرا يعود إذا ما رد بالسندِ
فالقادسية يا سعد ويا عمرُ= الفرس تعرف معناها على الأمدِ
والقدس أنت كسرت القيد عن يدها= ومصر فيها قتلت الكفر بالأحدِ
أردت شرعية الإنجاز يا عمرُ= فرحت تبني على التفريق بالرتدِ
ونحن شرعية القرآن غايتنا= وغير ما نص فيه الذكر لم نرد
فما سمعنا صليلا أنت مصدره= وما سمعنا قتيل من يديك ردي
وما علمنا لواء الفتح تحمله= على يديك ولا بدر ولا أحدِ
وما علمناك عند المصطفى رحبا= فلست هارون من موسى وذا الرمدِ
وما أرتضاك قرين حل بضعته= ولا خل التآخي أو يد ليدِ
فأين غاب علي في خلافتكم= وأين موقفه من دفة البلدِ
قد كان أول مهيوب بصارمه= معلم بالطعان الحمر في الجلدِ
قد كان أول مقضي بحكمته= في المعضلات وبالتمويه والعقدِ
ساد الورى والنبي الطهر سوده= بأرث علم وعلم واسع الأمدِ
فتى كذا سمة السادات في يده= لأي شيء بأرض الله لم يسدِ
بنو أمية بالأمصار والية= بالحكم تقضي وحبل الله بالصفدِ
كذا تواريخنا خوض كحاضرنا= وأمسنا يقدم الأحداث للأبدِ
فما أتيت بشيء فيه مختلف= فقد نظمت يقين الأمر بالسندِ
ردوا علي لماذا فاطم غضبت= على الخليفة يا عذال معتقدي
ردوا علي لماذا فاطمة دفنت= في ليلة بدرها ثوب المحاق سدي
من المحق بتول النسك أم عمر= أم ذا هراء أجيبو يا ذوي الرشدِ
هل تحسبونا تشيّعنا لأضرحةٍ= أم تربة فوقها نهوي إلى الأحدي
أن التشيع نقض الظلم منطقه= فلم تجد جعفري غير منتقدِ
إن التشيع ذر القاع غايته= يغوص للدر بين الملح والزبدِ
أين السفينة في القرآن لم عدلت= عن صاحب المصطفى في الغار والعضدِ
ردوا علي أشورى في سقيفتكم ؟= والسيّف رشَّح حكّاماً إلى البلد
أهكذا الإنتخاب الحر مسلكه= رئيس حزب ورأي غير متحدِ
أيحكم الشعب والنواب ما حضرت= من آل طه أصول الدين والعددِ
أين البلاد وأين الكادحون وهل= شاورتم الشعب في حكامه الجددِ
فإن أجبتم رضينا والرضى سلم= وإن عجزتم فأنتم أخوتي ويدي
نرد لعبنا وبالتاريخ إن لعبت= بين الأحبة تحلوا لعبة النرَدِ
أقلب إن اسطتع رأيي أنني ثملٌ= فلا سبيل لتبديدٍ ولا فندِ
أحسُّ إنَّ عليٌّ سالكٌ بدمي= بل أنه الروح في قلبي وفي جسدي
أمي التي علمتني حبه لغدِ= ما غيرها لي أستاذ بذي البلدِ
ورنَّمتْ لي بني حبَّ حيدرةً= يمطرك لو في جحيم الله بالبردِ
أمي التي علمتني أنه رجل= لولاه ما ظلت الخضراء من أحدِ
بني من قلبه يهدى لحبهم= فما لغير فراديس الجنان هدي
في الحشر يمسك جنات الهنا بيد= عند الحساب ونيران اللضى بيدِ
والحوض ياولدي ورد لشيعته= أهل الولاء ومن عداه لم يردِ
عليٌ عليٌ بالصباحِ دعائها= ياكاشف الكرب ياذخري ويا سندي
يا خائض الغمرات السود يافرجاً= عن وجه طه بيوم الطعن والطردِ
أغث محبيك فالدنيا مزلزلة= عليهم ياسريع الغوث والنجدِ
فعلمتني بأن أدعو بحيدرة ف= ي النائبات وقالت أدعوا يا ولدي
أمي التي علمتني في مشاهدكم= لثم التراب فصار اللثم معتقدي
أنتي أنا وأنا أنتي فلا فزع= قري بقبرك يا أماه واتئدي
لقد تقدمت حتى قيل ذا صلف= وقد تأخرت حتى قيل لم يجدِ