غدرت بوصلي - في مدح أمير المؤمنين (ع)
ديوان الحزن المعشوق - غازي الحداد البحراني
غدرت بوصلي وانقلبت مجافيا= وصار فؤادي للتباعد وافيا
وهتكت صبري وانقلبت مجازعا= أروق لنفسي كلما كنت باكيا
إذا ما أزحت الدمع عني خلته= تسطر فوق الصفحتين قوافيا
يمجدن أو يهجون من غير إمرتي= وينثرن في نظم البيان فؤاديا
أخط وظني قد كتبت مدائحا= فإذا قرأت وجدتهن مراثيا
لك الله يا قلبي أما لك في الهوى= صبايا فرشن المنجعات ملاويا
فيهن للقلب المجرح ضبية= من حسنها نبت القرنفل باميا
تنبو بريح المسك وهو مضوع= وما كان ريح المسك من قبل نابيا
أما آن تستاف منه حشاشتي= وأجعل شعري للغواني غانيا
أم آن ان تنسى الأحبة مهجتي= ويرحم دمعي وجنة ومآقيا
أما آن يا قلبي لوجدك منتهى= أما آن أن تجفو التعقل والحيا
فإن الهوى عمر إذا طاب وصله= يرد على الشيخ الشبيبة ثانيا
فما لك لا تصبو إليه وكلما= دعاك مناديه اجبته ناهيا
علا م تركت الأرض خلفك ضرة= وكل حكومات الزمان أعاديا
وطرف مقلوب يرى ما قد صفى= كدرا وأما ما يكدر صافيا
وما لك تدعو غائبا متسردبا= ليأتيك بالنصر المؤزر عانيا
تعود إذا ما زاد عالمك الأذى= إلى نوره الخافي وطيفه شاكيا
أيا حجة الله الذي قد علمته= كعلمي يقينا أن كفي أماميا
وأنك آيات على كتب السما= تغايرن شكلا وأتحدن معانيا
بها بشر التوراة في صفحاته= كما بشر الأنجيل والذكر تاليا
فإن تحسب الأيام أنت قديمها= وحاخام أسرائيل يرعد ذاويا
وعجوز أسرائيل تنسج غزلها= لتخيط قاذوراتها لها حاميا
إذا أنها تدري بأنك مقبل= ولها قطعت من الزمان فيافيا
صبرا أيها صهيون إن إمامنا= يأتيك من غرب الجزيرة غازيا
عدي سلاحا خانقا ومحرقا= مهما صنعتي فلن يكون الواقيا
وابني معابد للسفاح وعلقي= في ثدي رب الساقطين مخازيا
صبي عصار الخمر فوقه وارقبي= حتى يجيء المارقون جواثيا
لوطي بهم معنى الحياء لكي ترى= عوراتهم من أورشليم بواديا
واحمي بهم وحش السلام وسيري= بهم على أرض العروبة طاغيا
من أملد نتن العبارة شاحب= كالقط من حول الموائد عاويا
لا تعجبوا لو صار قصره حانة= قد كان من قبل الرئاسة ساقيا
في ملجأ الماسون علم مشيه= فتراه من فوق الجماجم ماشيا
صلفا بآيات الكتاب مجادلا= ولآية التلمود يسجد هاويا
قال النصارى واليهود بأننا= للأرض أرهاب فقال محاكيا
لن ترض عنك المشركون خليفة= إن لم تكن للمشركين مواليا
وتكن عدوا للشفيع محمد= ولفكر أنصار الحسين معاديا
ولحكم أمة أحمد وغوائها= دس اليهود عقاربا وأفاعيا
إن صار للاسلام عز جائه= شيخ العقارب والأفاعي ساعيا
ليشرب الاسلام إسلام الهوى= ويصب للتوحيد خمرا صافيا
وأذا ترنح صار لايعنى به= رب الجلاله بل إله ثانيا
فنخون عهد الله بعد ونرتضي= رب اليهود الاتيا
وتكون بعد صلاتنا عبرية= ونسبح الدجال ربا مغنيا
هذا هو الرسم البعيد لدولة= تبغي نساء المسلمين جواريا
واستعبدت كل الملوك وأوثقت= من خلف أوصال الملوك نواصيا
ولحا تندد بالحسين وصحبة= جعلت يزيد لها إماما هاديا
لبست عمائمها وصارت حوله= خدما تنال فتاته وحواشيا
كل يحدثه حديث تملق= وعلى نبي الصدق يكذب راويا
فتصاعدت قيم الفجور على الهدى= وإذا أمير المؤمنين معاويا
والقائد ابن العاص شمر في الوغى= عن أسته وأتى الزعامة عاريا
وبنى لنا قفة الملوك بعورة= وضعت لعورات الملوك كراسيا
فأقر تاريخ المذلة أنه= شهد اللطام وكان ليثا ضاريا
واقر تاريخ الدعارة أنه= خجل وأكثر ما يميزه الحيا
وأقر أنه من بقايا صحبة= مات ابن آمنة عليهم راضيا
فاعلوا ابن هند أن خال للهدى= وابقى على أبناء أختك واليا
وامسك دواة الوحي واكتب عصمة= لك في الدماء فلن تكون الجانيا
برئت يداك من الدماء فلم تكن= للمجتبى دست نقيعا مرديا
ماكان جيش البغي جيش أمية= بل كان عمار عليهم باغيا
من ذا يقول أبا يزيد يعتدي= بل كان حجر على إمامه عاديا
فاسفك كما تهوى الدماء وخلها= مابين زمزم والحطيم سواقيا
ستهبك قاعدة المذاهب مخرجا= أقصى البراءة ان تكون صحابيا
حاشا ابن آكلة الكباد فلم يكن= متسافلا أو ظالما متعديا
بل كان مجتهد فأخطأ فارتقى= جراء قتله والفساد مراقيا
ادنوا طريد المصطفى مروان= وابقى ياغفاري في فلاتك نائيا
واخرج بسيفك يا زبير على الهدى= أمن الصحابي من جهنم عاصيا
واجعل لنا جملا إلها واتخذ= من أمنا ضد الوصي مناديا
واغري أيا عيني قطام وعربدي= خلف المنابر واستخفي الزانيا
واقضي يزيد على الحسين بشرعه= مادام آيتنا شريح القاضيا
واهدم بمكة بيتها وفخارها= واجعل لنا بها حانتين وساقيا
واترك خيولك في المدينة زربا= في روضة نبذت مكانا عاليا
وحسام كفرك للهدية بائدا= وقضيب بغيك للبكارة غاشيا
واسلم فكل التابعين ائمة= فينا فما زال ابن تيميه مفتيا
يا أمة شتمت عليا هل لك= من بعد طه أن تراعي داعيا
سيظل مذهب آل أحمد عندك= بدعا ومذهب آل صخر منجيا
ويظل فقه الجائرين لحكمكم= شرعا وحكم الطاهرين مجوسيا
أولم يكن صدام عندك قائدا= فذا وقد كان الخميني جانيا
اوما تخذت من النصارى إخوة= ومن الهداة المؤمنين أعاديا
والله لو أن النصارى أحرقوا= إيران ابديتم رضا وتغاضيا
أرضاكم حكم اليسار ولم يكن= حكم الشريعة للجزائر مرضيا
فلو ان إسرائيل يوما مكنت= من محو حزب الله كنتم مثنيا
يا مبعدي مرج الزهور تأملوا= لولا السلام لما وجتدم ناعيا
وصلت إلى توحيدنا اسرائيل= حتى صار توصيف الإله يهوديا
دست بأن الرب جسم من دعا= يأتيه من فوق الحمار ملبيا
ونراه رأين العين يوم حسابنا= كالبدر في أفق السما متجليا
ويقولا للنار امتلئت تقول لا= فينيلها من ساق رجله مجزيا
فتذيبها وتقول قط قد كفى= إذ كان حرقي رجل ربي كافيا
ويجيئ ربك والملائك حوله= مترنحا مما أصابه شاكيا
وتقوم قائمة إذا دنى مسلم= عند النبي مسلما أو داعيا
قالوا لقد مات النبي ولم يكن= بعد الممات إلى التحية واعيا
برء التسنن اولا من هكذا= دين ويعقبه التشيع ثانيا
بل ذاك دين السامري فعجله= قد صار من بعد الحطام وهابيا
دسي يهودا ما لديك بديننا= ربا يصافح او إلها حافيا
وابني الهياكل في ثرانا واندبي= رب الزناة فقد ندبنا المهديا
من جاء في الرؤيا بانه قادم= من ولد إمرأة تسربلت الضيا
الشمس والقمر المنير برجلها= وبرأسها الإكليل يلمع زاهيا
فيه الكواكب نورها من ولدها= وبهم فتى يأتي البسيطة راعيا
وهو الأمين وصدقه كمحمد= من خلفه يقف المسيح مصليا
وهو البقية في الكتاب تحوطه= زمر الملائك رائحا أو غاديا
وبصدره هدي النبي وعنده= التوراة والإنجيل صدق صافيا
وبكفه سيف الوصي مناديا= ألا يا لثارات الحسين الضاميا
فلو استقر على يلملم غاضبا= ماكان يبقى في مكانه راسيا
قري جموع الملتظين فإنه= رجل سيجعل كل ظلم لاضيا
وترقبي صهيون وثبة فارس= رؤف سيصبح في حصونك قاسيا
ويكون اقصى الأرض لو شاء قربه= ويكون أدناها إذا شاء قاصيا
ويؤم قديسي العلا بمهند= يجد الغريق به سفينا طافيا
كل الوجود محدق بجماله= لن يبقى شيئ عن جماله لا هيا
إذا أن نور محمد في وجهه= فإذا نظرت نظرت بدرا ثانيا
صبرا أيا صهيون إن إمامنا= يأتي ليطعمك المنية عانيا