شعراء أهل البيت عليهم السلام - القصيدة العينية الخالدة

عــــدد الأبـيـات
64
عدد المشاهدات
3978
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/09/2009
وقـــت الإضــافــة
00:15 صباحاً

فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ=تَنَوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ=رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْوَعِ وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ الطُّفوف=وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس=على نَهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال=بما أنتَ تأباهُ مِنْ مُبْدَعِ فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ=فَذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَعِ ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ=للاهينَ عن غَدِهِمْ قُنَّعِ تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ=وبُورِكَ قبرُكَ من مَفْزَعِ تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ=على جانبيه ومن رُكَّعِ شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ=نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ=خَدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْرَعِ وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ=جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ=بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ وطفتُ بقبرك طوف الخيال=بصومعة الملهم المبدع كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ=حمراءَ مَبْتُورَةَ الإصْبَعِ تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنُوعِ=وَالضَّيْمِ ذي شَرَقٍ مُتْرَعِ تَخَبَّطَ في غابةٍ أطْبَقَتْ=على مُذْئِبٍ منه أو مُسْبِعِ لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيبَ الضَّمِيرِ=بآخَرَ مُعْشَوْشِبٍ مُمْرِعِ وتدفعَ هذي النفوسَ الصغارَ=خوفاً إلى حَرَمٍ أَمْنَعِ تعاليتَ من صاعِقٍ يلتظي=فَإنْ تَدْجُ داجِيَةٌ يَلْمَعِ تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ=لم تُنْيءِ ضَيْراً ولم تَنْفَعِ ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ=وقد حَرَّقَتْهُ ولم تَزْرَعِ ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء=ولم تأتِ أرضاً ولم تُدْقِعِ ولم تَقْطَعِ الشَّرَّ من جِذْمِهِ=وغِلَّ الضمائرِ لم تَنْزعِ ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ=عليهِ مِنَ الخُلُقِ الأوْضَعِ تعاليتَ من فَلَكٍ قُطْرُهُ=يَدُورُ على المِحْوَرِ الأوْسَعِ فيابنَ البتولِ وحَسْبِي بِهَا=ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِي ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها=كمِثْلِكِ حَمْلاً ولم تُرْضِعِ ويابنَ البَطِينِ بلا بِطْنَةٍ=ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ ويا غُصْنَ هاشِمَ لم يَنْفَتِحْ=بأزْهَرَ منكَ ولم يُفْرِعِ ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود=خِتَامَ القصيدةِ بالمَطْلَعِ يَسِيرُ الوَرَى بركابِ الزمانِ=مِنْ مُسْتَقِيمٍ ومن أظْلَعِ وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلودِ=ما تَسْتَجِدُّ لهُ يَتْبَعِ تَمَثَّلْتُ يومَكَ في خاطرِي=ورَدَّدْتُ صوتَكَ في مَسْمَعِي وَمَحَّصْتُ أمْرَكَ لم أرْتَهِبْ=بِنَقْلِ الرُّوَاةِ ولم أخْدَعِ وقُلْتُ: لعلَّ دَوِيَّ السنين=بأصداءِ حادثِكَ المُفْجِعِ وَمَا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ=من مُرْسِلِينَ ومنْ سُجَّعِ ومِنْ ناثراتٍ عليكَ المساءَ=والصُّبْحَ بالشَّعْرِ والأدْمُعِ لعلَّ السياسةَ فيما جَنَتْ=على لاصِقٍ بِكَ أو مُدَّعِي وتشريدَهَا كُلَّ مَنْ يَدَّلِي=بِحَبْلٍ لأهْلِيكَ أو مَقْطَعِ لعلَّ لِذاكَ وكَوْنِ الشَّجِيّ=بلونٍ أرِيدَ لَهُ مُمْتِعِ يداً في اصطباغِ حَديثِ الحُسَينَ=بلون أُريد له ممتِعِ وكانتْ وَلَمّا تَزَلْ بَرْزَةً=يدُ الواثِقِ المُلْجَأ الألمعي صَناعَاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً=وكيفَ ومهما تُرِدْ تَصْنَعِ ولما أَزَحْتُ طِلاءَ القُرُونِ=وسِتْرَ الخِدَاعِ عَنِ المخْدَعِ أريدُ الحقيقةَ في ذاتِهَا=بغيرِ الطبيعةِ لم تُطْبَعِ وجَدْتُكَ في صورةٍ لم أُرَعْ=بِأَعْظَمَ منها ولا أرْوَعِ ماذا! أأرْوَعُ مِنْ أنْ يَكُون=ولَحْمُكَ وَقْفَاً على المِبْضَعِ وأنْ تَتَّقِي دونَ ما تَرْتَئِي=ضميرَكَ بالأُسَّلِ الشُّرَّعِ وأن تُطْعِمَ الموتَ خيرَ البنينَ=مِنَ الأَكْهَلِينَ إلى الرُّضَّعِ وخيرَ بني الأمِّ مِن هاشِمٍ=وخيرَ بني الأب مِنْ تُبَّعِ وخيرَ الصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ=كَانُوا وِقَاءَكُ ، والأذْرَعِ وقَدَّسْتُ ذِكراكَ لم انتحِلْ=ثِيَابَ التُّقَاةِ ولم أَدَّعِ تَقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ=يِضِجُّ بِجُدْرَانِهِ الأَرْبَعِ وَرَانَ سَحَابٌ صَفِيقُ الحِجَاب=عَلَيَّ مِنَ القَلَقِ المُفْزِعِ وَهَبَّتْ رِياحٌ من الطَّيِّبَاتِ=و الطَّيِّبِينَ ولم يُقْشَعِ إذا ما تَزَحْزَحَ عَنْ مَوْضِعٍ=تَأَبَّى وعادَ إلى مَوْضِعِ وجَازَ بِيَ الشَّكُّ فيما مَعَ=الجدودِ إلى الشَّكِّ فيما معي إلى أن أَقَمْتُ عَلَيْهِ الدَّلِيلَ=مِنْ مبدأٍ بِدَمٍ مُشْبَعِ فأسْلَمَ طَوْعَا إليكَ القِيَادَ=وَأَعْطَاكَ إذْعَانَةَ المُهْطِعِ فَنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي=وقَوَّمْتَ ما اعْوَجَّ من أضْلُعِي وآمَنْتُ إيمانَ مَنْ لا يَرَى=سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ=وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِنْ مَنْبَعِ تَجَمَّعُ في (جوهرٍ) خالِصٍ=تَنَزَّهَ عن ( عَرَضِ ) المَطْمَعِ
Testing