الأزرية في مدح النبي (الألفية)
الملا كاظم الأزري
لمن الشمس في قباب قباها = شف جسم الدجى بروح ضياها
ولمن هذه المطايا تهادى= حي أحياءها وحي سراها
يعملات تقل كل غرير = قد حكته شمس الضحى وحكاها
ما أرانى بعد الاحبة إلا = رسم دار قد انمحى سيماها
كم شجتني ذات الجناح سحيرا = حين طار الهوى بها فشجاها
ذكرتني وما نسيت عهودا = لوسلا المرء نفسه ما سلاها
نبهت عيني الصبابة والوجد= وان كان لم ينم جفناها
فتنبهت للتي هي أشقى= والهوى للقلوب أقصى شقاها
يا خليلي كل باكية لم = تبك إلا لعلة مقلتاها
لا تلوما الورقاء في ذلك الوجد= لعل الذي عرانى عراها
كان عهدي بها قريرة عين =فاسألاها بالله مم بكاها
ليت شعري هل للحائم نوحي=أم لديها لواعجي حاشاها
لو حوت ما حويته ما تغنت = سل عن النار جسم من عاناها
أهل نجد راعو ذمام محب= حسب الحب روضة فرعاها
عودونا على الجميل كما كن=تم فقد عاود القلوب أساها
قربونا منكم لنشفى صدورا = جعل الله في الشفاه شفاها
وعدونا بالوصل فالهجر عار = كيف تستحسن الكرام جفاها
حي أوطاننا بوادي المصلى = فهي أوطار نشوة نلناها
حيث صحف الغرام تتلى وما أد = راك ما لفظها وما معناها
كم لاهل الهوى بها وقفات = أو قفتها على بلوغ مناها
حبذا وقفة بتلك الثنايا = صح حج الهوى بوادي صفاها
كلما مر من سحائب وصل = سار سر الهوى بها فمراها
كلما اسلف الصبا من سلاف= تصقل الدهر نسمة من شذاها
أين أيام رامة لاعداها = مدمع العاشقين بل حياها
دهر لهو كأننا ما لبثنا = فيه إلا عشية أو ضحاها
مالنا والنوى كفى الله منها=أي نكر أتت به كفاها
حيث بتنا شتى المغانى وماذا =انكر الدهر من يد أسداها
يا أخلاي لو رعيتم قلوبا =جد جد الهوى بها فابتلاها
انصفونا من جور يوم نواكم= حسب تلك الاكباد جور جفاها
عمرك الله هل تنشقت عرفا = من دمى الحي أو وردت لماها
أم لمحت القباب أم شمت منها = تلكم الومضة التي شمناها
خبرينا يا سرحة الواد عنهم = أين ألقت تلك الظعون عصاها
يالقومي ما دون رامة ثاري= فاسألوا عن دمي المراق دماها
ان حتف الورى بعين مهاة = لاتخال الحمام إلا أخاها
ما على مثلها يذم هوانا =وعلى مثلنا يذم قلاها
يا خليلي والخلاعة ديني =فاعذر أهلها ولا تعذلاها
ان تلك القلوب أقلقها الوجد= وأدمى تلك العيون بكاها
لا تلوما من سيم في الحب خسفا =إنما آفة القلوب هواها
أي عيش لعاشق ذات هجر =لا يزال الحمام دون حماها
أي عيش للسالفين تقضى =كان حلو المذاق لولا نواها
هي طورا هجر وطورا وصال =ما أمر الدنيا وما أحلاها
كم ليال مرت بلمياء بيض =كان يجنى النعيم من مجتناها
كان أنكى الخطوب لم يبك مني =مقلة لكن الهوى أبكاها
لو تأملت في مجامد دمعي =لتعجبت من أسى أجراها
أنا سيارة الكواكب في الحر =ب فانى يعدو علي سهاها
كل يوم للحادثات عواد =ليس يقوى رضوى على ملتقاها
كيف يرجى ( الخلاص ) منهن إلا =بذمام من سيد الرسل ( طه )
معقل الخائفين من كل خوف =أوفر العرب ذمة أوفاها
مصدر العلم لبس إلا لديه =خبر الكائنات من مبتداها
ملك يحتوي ممالك فضل =غير محدودة جهات علاها
لو اعيرت من سلسبيل نداه =كرة النار لا ستحالت مياها
هو ظل الله الذي لو أوته =أهل وادي جهنم لحماها
علم تلحظ العوالم منه =خير من حل أرضها وسماها
ذاك وذو إمرة على كل أمر =رتبة ليس غيره يؤتاها
ذاك أسخى يدا وأشجع قلبا =وكذا أشجع الورى أسخاها
ما تناهت عوالم العلم إلا =وإلى ذات ( أحمد ) منتهاها
أي خلق الله أعظم منه =وهو الغاية التي استقصاها
قلب الخافقين ظهرا لبطن =فرأى ذات ( أحمد ) فاجتباها
من ترى مثله إذا شاء يوما =محو مكتوبة القضاء محاها
رائد لا يزود إلا العوالي =طاب من زهرة القنا مجتناها
ذات علم بكل شئ كأن= اللوح ما أثبتته إلا يداها
لست أنسى له منازل قدس =قد بناها التقى فأعلى بناها
ورجالا أعزة في بيوت =أذن الله أن يعز حماها
سادة لا تريد إلا رضى الله= كما لا يريد إلا رضاها
خصها من كماله بالمعاني =وبأعلى أسمائه سماها
لم يكونوا للعرش إلا كنوزا =خافيات سبحان من أبداها
كم لهم ألسن عن الله تنبي =هي أقلام حكمة قد براها
وهم الاعين الصحيحات تهدي =كل نفس مكفوفة عيناها
علماء أئمة حكماء =يهتدي النجم باتباع هداها
قادة علمهم ورأي حجاهم =مسمعا كل حكمة منظراها
ما ابالي ولو اهيلت على الار =ض السموات بعد نيل ولاها
من يباريهم وفى الشمس معنى =مجهد متعب لمن باراها
ورثوا من " محمد " سبق أولا =ها وحازوا ما لم تحز اخراها
آية الله حكمة الله سيف الله =والرحمة التي أهداها
أريحي له العلى شاهدات =ان من نعل أخمصيه علاها
نير الشكل دائر في سماء =بالاعاجيب تستدير رحاها
فاض للخلق منه علم وحلم =أخذت عنهما العقول نهاها
واستعارت منه الرسالة شمسا =لم يزل مشرقا بها فلكاها
حي ذاك المليح أي ثمار =من حبيبية الآله اجتناها
ما عسى أن أقول في ذي معال =علة الكون كله احداها
كم على هذه له من أياد =ليست الشمس غير نار قراها
وله في غد مضيف جنان =لم يحل حسنها ولا حسناها
كيف عنه الغنى بجود سواه =وهو من صورة السماح يداها
أين من مكرماته معصرات =دون أدنى نواله أنداها
ملات كفه العوالم فضلا =فلهذا استحال وجه خلاها
بأبي الصارم الآلهي يبرى =عنق الازمة الشديد براها
جاورته طريدة الدين علما =انه ليثها الذي يرعاها
نطقت يوم حمله معجزات =قصر الوهم عن بلوغ مداها
بشرت امه به الرسل طرا =طربا باسمه فيا بشراها
تلتقي كل دورة برسول =أي فخر للرسل في ملتقاها
كيف لم يفخروا بدورة مولى =فخر الذكر باسمه وتباهي
لم يكن اكرم النبيين حتى =علم الله انه أزكاها
فلتقواه تنثني الرسل حسرى =حيث لا تستطيع نيل ذراها
نوهت باسمه السموات والار =ض كما نوهت بصبح ذكاها
وبدا في صفايح الصحف منه =بدر إقبالها وشمس ضحاها
وغدت تنشر الفضائل عنه =كل قوم على اختلاف لغاها
وتمنوه بكرة وأصيلا =كل نفس تود وشك مناها
وتنادت به فلاسفة الك= هان حتى وعى الاصم نداها
وصفوا ذاته بما كان فيها =من صفات كمن رأى مرءاها
طربت لاسمه الثرى فاستطالت =فوق علوية السما سفلاها
ثم أثنت عليه إنس وجن =وعلى مثله بحق ثناها
لم يزالوا في مركز الجهل حتى =بعث الله للورى أزكاها
فأتى كامل الطبيعة شمسا =تستمد الشموس منه سناها
وإلى فارس سرى منه سر =فاستحالت نيرانها أمواها
وأحاطت بها البوايق حتى =غاض سلسالها وفاض ظماها
وأقامت في سفح ايوان كسرى =ثلمة ليس يلتقي طرفاها
وتهاوت زهر النجوم رجوما =فانزوى مارد الضلال وتاها
رميت منهم القلوب برعب =دك تلك الجبال من مرساها
وانمحت ظلمة الضلال ببدر =كان ميلاده قران انمحاها
فكان الاشراك آثار رسم =غالها حادث البلا فمحاها
وكان الاوثان أعجاز نخل =عاصف الريح هزها فرماها
ونواحي الدنيا تميس سرورا =كغصون مر النسيم ثناها
سيد سلم الغزال عليه =والجمادات أفصحت بندا ها
وإلى نشره القلائص حنت =راقصات ورجعت برغاها
وإلى طبه الآلهي باتت =علل الدهر تشتكي بلواها
كيف لا تشتكي الليالي إليه =ضرها وهو منتهى شكواها
وبه قرت الغزالة عينا =بعدما ضل في الربى خشفاها
من لشمس الضحى بلثم ثراه =فتكون التي أصابت مناها
جاء من واجب الوجود بما يس=تصغر الممكنات أن يخشاها
سؤدد قارع الكواكب حتى =جاوزت نيراته جوزاها
بأسه مهلك وأدنى نداه =منقذ الهالكين من بأساها
كم سخى منعما فأعتق قوما =وكذا اكرم الطباع سخاها
كم نوال له عقيب نوال =كسيول جرت إلى بطحاها
إنما الكائنات نقطة خط =بيديه نعيمها وشقاها
كل ما دون عالم اللوح طوع =ليدى فضله الذي لا يضاها
همم قلدت من الله سيفا =ما عصته الصعاب إلا براها
عزمات محيلة لو تمنت =مستحيلا من المنى ما عصاها
لا تسل عن مكارم منه عمت =تلك كانت يدا على ما سواها
جوهر تعلم الفلزات من =كل القضايا بأنه كيميا ها
حاز من جوهر التقدس ذاتا =تاهت الانبياء في معناها
لا تجل في صفات " أحمد " فكرا =فهي الصورة التي لن تراها
تلك نفس عزت على الله قدرا =فارتضاها لنفسه واصطفاها
صيغ للذكر وحده والآلهيون= كانت في الذكر عنه شفاها
سل ذوات التمييز تخبرك عنه =ان حال التوحيد منه ابتداها
حاز قدسية العلوم وان لم =يؤتها " أحمد " فمن يؤتاها
علم أقسمت جميع المعالي =انه ربها الذي رباها
يصدر الامر عن عزائم قدس =ليست السبعة السواري سواها
بطل طاول الظبى والعوالي =بيد لا يطولها ما عداها
إنما عاشت السموات والار =ض ومن فيهما على جدواها
لا تضع في سوى أياديه سؤلا =ربما أفسد المدام اناها
عدا لي بعض وصفه تلق= كليات مجد لم تنحصر اجزاها
ذاك لو لم تلح عوالم عقل =منه لم يعرف الوجود الالها
شمس قدس بدت فحق انشقاق= البدر نصفين هيبة لبهاها
أي ارضية عصت لم يرضها =أو سماوية سمت ما سماها
من تسنى متن " البراق " ليطوي =صحف أفلاكها به فطواها
وترقى " لقاب قوسين " حتى =شاهد القبلة التي يرضاها
حيث لا همس للعباد كأن =الله من بعد خلقها أفناها
داس ذاك البساط منه برجل =نيرا كل سؤدد نعلاها
وعلى متنه يد الله مدت =فأفاضت عليه روح نداها
وأراه مالا يرى من كنوز= الصمدانية التي أخفاها
ليت شعري هل ارتقى ذروة الاف=لاك أم طأطأت له فرقاها
أم لسر من مالك الملك فيه =دون مقدار لحظة أنهاها
كم روى العسكر الذي ليس يحصى =حيث حر الربى يذيب حصاها
وأعاد الشمس المنيرة قسرا =بعدما عاد ليلها يغشاها
وأظلت عليه من كلل السح=ب ظلال وقته من رمضاها
واخضر العصى بيمنى يديه =كاخضرار الآمال من يسراها
وكلام الصخر الاصم لديه =معجز بالهدى الالهي فاها
وسمت باسمه سفينة نوح =فاستقرت به على مجراها
وبه نال خلة الله ابرا=هيم والنار باسمه أطفاها
وبسر سرى له في ابن عمرا =ن أطاعت تلك اليمين عصاها
وبه سخر المقابر عيسى =فأجابت نداءه موتاها
وهو سر السجود في الملا الاع=لى ولولاه لم تعفر جباها
وهو الآية المحيطة في الكو =ن ففي عين كل شئ تراها
الفريد الذي مفاتيح علم =الواحد الفرد غيره ما حواها
هو طاوس روضة الملك بل نا=موسها الاكبر الذي يرعاها
وهو الجوهر المجرد منه =كل نفس مليكها زكاها
لم تكن هذه العناصر إلا =من هيولاه حيث كان اباها
من يلج في جنان جدوى يديه =يجد الحور من أقل إماها
ما حباه الله الشفاعة إلا =لكنوز من جاهه زكاها
ما رأت وجهه الغمامة إلا =وأراقت منه حياء حياها
ثق بمعروفه تجده زعيما =بنجاة العصاة يوم لقاها
كيف تطمى حشى المحبين منه =وهو من كوثر الوداد سقاها
شربة أعقبتهم نشوات =رق نشوانها وراق انتشاها
لا تخف من أسى القيامة هولا =كشف الله بالنبي أساها
ملك شد أزره " بأخيه " =فاستقامت من الامور قناها
أسد الله ما رأت مقلتاه =نار حرب تشب إلا اصطلاها
فارس المؤمنين في كل حرب =قطب محرابها امام وغاها
لم يخض في الهياج إلا وأبدى =عزمة يتقي الردى إياها
ذاك رأس الموحدين وحامي =بيضة الدين من اكف عداها
جمع الله فيه جامعة الرس=ل وآتاه فوق ما آتاها
وإذا ما انتمت قبائل حي= الموت كانت أسيافه آباها
من ترى مثله إذا صرت الحر =ب ودارت على الكماة رحاها
ذاك قمقامها الذي لا يروي =غير صمصامه اوام صداها
وبه استفتح الهدى يوم ( بدر ) =من طغاة أبت سوى طغواها
صب صوب الردى عليهم همام =ليس يخشى عقبى التى سواها
يوم جاءت وفي القلوب غليل =فسقاها حسامه ما سقاها
كيف يخشى الذي له ملكوت =الامن والنصر كله عقباها
فأقامت ما بين طيش ورعب =وكفاها ذاك المقام كفاها
ظهرت منه في الوغى سطوات =ما أتى القوم كلهم ما اتاها
يوم غصت بجيش ( عمرو بن ود ) =لهوات الفلا وضاق فضاها
وتخطى إلى المدينة فردا =بسرايا عزائم ساراها
فدعاهم وه الوف ولكن =ينظرون الذي يشب لظاها
أين أنتم عن قسور عامري =تتقي الاسد بأسه في شراها
فابتدى المصطفى يحدث عما =تؤجر الصابرون في اخراها
قائلا ان للجليل جنانا =ليس غير المجاهدين يراها
أين من نفسه تتوق إلى الجن=ات أو يورد الجحيم عداها
من لعمو وقد ضمنت على الله= له من جنانه أعلاها
فالتووا عن جوابه كسوام =لا تراها مجيبة من دعاها
وإذا هم بفارس قرشي =ترجف الارض خيفة إذ يطاها
قائلا مالها سواي كفيل =هذه ذمة علي وفاها
ومشى يطلب الصفوف كما تم=شي خماص الحشا إلى مرعاها
فانتضى مشرفيه فتلقى =ساق عمرو بضربة فبراها
والى الحشر رنة السيف منه =يملا الخافقين رجع صداها
يالها ضربة حوت مكرمات =لم يزن ثقل أجرها ثقلاها
هذه من علاه احدى المعالي =وعلى هذه فقس ما سواها
و ( باحد ) كم فل آحاد شوس =كلما أوقدوا الوغى أطفاها
يوم دارت بلا ثوابت إلا =أسد الله كان قطب رحاها
كيف للارض بالتمكن لولا =انه قابض على أرجاها
رب سمر القنا وبيض المواضي =سبحت باسم بأسه هيجاها
يوم خانت نبالة القوم عهدا =لنبي الهدى فخاب رجاها
وتراءت لها غنائم شتى =فاقتفي الاكثرون اثر ثراها
وجدت أنجم السعود عليه =دائرات وما درت عقباها
فئة مالوت من الرعب جيدا =إذ دعاها الرسول في اخراها
وأحاطت به مذاكي الاعادي =بعدما أشرفت على استيلاها
فترى ذلك النفير كما تخبط =في ظلمة الدجى عشواها
يتمنى الفتى ورود المنايا =والمنايا لو تشترى لا شتراها
كلما لاح في المهامه برق =حسبته قنا العدى وظباها
لم تخلها إلا أضالع عجف =قد براها السرى فحل براها
لاتلما لحيرة وارتياع =فقدت عزها فعز عزاها
ان يفتها ذاك الجميل فعذرا =انما حلية الرجال حجاها
لدغتها افعالها أي لدغ =رب نفس أفعالها أفعاها
قد أراها في ذلك اليوم ضربا =لو رأته الشبان شابت لحاها
وكساها العار الذميم بطعن =من حلى الكبرياء قد أعراها
يوم سالت سيل الرمال ولكن =هب فيها نسيمه فذراها
ذاك يوم جبريل أنشد فيه =مدحا ذو العلى له أنشاها
لا فتى في الوجود إلا علي =ذاك شخص بمثله الله باهى
لا ترم وصفه ففيه معان =لم يصفها الا الذي سواها
من رآه رأى تماثيل قدس =عن ثناء الاله لا تتلاهى
وسمت في ضميره حضرة القد =س فانى يفوته ذكراها
ما حوى الخافقان إنس وجن =قصبات السبق التي قد حواها
الفته بكر العلى فهي تهوى =حسن اخلاقه كما يهواها
شق من ذكره العلي له اسما =فهو ذات العلياء جل ثناها
ملا الارض بالزلازل حتى =زاد من أرؤس الكماة رباها
لا تخل سيفه سوى نفخة الصو =ريسل الارواح من أشلاها
فكأن الانفاس قد عاهدته =بجفاء النفوس مهما جفاها
كم شرى أنفس الملوك الغوالي =بالعوالي فأرخصت مشتراها
واستحالت من الصوارم حمرا =كفتاة توردت وجنتاها
فأبان الاعناق عن مركز الاب=دان حتى كأن ناف نفاها
وأعاد الاجسام قفرا من الار =واح يبكي على الانيس صداها
كم عقول أطاشها وهي لو تر =مى نجوم الدجى لحطت سهاها
وعيون لم يقذها صرف دهر =مذ رماها ببأسه أقذاها
قاد تلك الملوك قود المواشي =وعلى صفحة القلوب كواها
وله يوم ( خيبر ) فتكات =كبرت منظرا على من رآها
يوم قال النبي اني لاعطي =رايتي ليثها وحامي حماها
فاستطالت أعناق كل فريق =ليروا أي ماجد يعطاها
فدعا أين وارث العلم والحل=م مجير الايام من بأساها
أين ذو النجدة الذي لودعته =في الثريا مروعة لباها
فأتاه الوصي أرمد عين =فسقاه من ريقه فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولت =عنه علما بأنه أمضاها
وبرى ( مرحبا ) بكف اقتدار =أقوياء الاقدار من ضعفاها
ودحا بابها بقوة بأس =لو حمتها الافلاك منه دحاها
عائد للمؤملين مجيب =سامع ما تسر من مجواها
إنما المصطفى مدينة علم =وهو الباب من أتاه أتاها
وهما مقلتا العوالم يسرا =ها علي ، وأحمد يمناها
من غدا منجدا له في حصار الش=عب إذ جد من قريش جفاها
يوم لم يرع للنبي ذمام =وتواصت بقطعة قرباها
فئة أحدثت أحاديث بغي =عجل الله في حدوث بلاها
ففدى نفس أحمد منه بالنفس= ومن هول كل بؤس وقاها
كيف تنفك بالملمات عنه =عصمة كان في القديم أخاها
عزمة قصرة اولو العزم عنها =أين اولى الجياد من اخراها
عزمة عرضها السموات والار =ض أحاطت بصبحها ومساها
وإذا لم تحط بمعناه علما =فاسأل العرب من أطل دماها وغزاها
في كل دو ببأس =لو تعاصت غول الفلا لعصاها وسقاها
صم الانابيبت حتى =شرقت شوسها بكأس رداها
لم ترد موردا من الماء إلا =ورأت ظل شخصه تلقاها
كيف لا تتقي مضارب قوم =يصعق الموت من سماع صداها
كما حلت العقود أصابت =ناظما ينظم القنا في كلاها
ومن اقتاد بالحبال قريشا =بعد ما طاول الجبال إباها
وأراها اليوم الذي ما رأته =فلهذا ألقت إليه عصاها
ملات منهم الثرى ظلمات =وبنورية الحسام جلاها
عسعسوا كالدجى ولكن أصابوا =نيرات يجلو الظلام ضحاها
أحكم الله صنعة الدين منه =بفتى ألحمت يداه سداها
لا تقس بأسه ببأس سواه =إنما أفضل الظبى أمضاها
جس نبض الطلى فلم ير إلا =مرهف الحد برأها فبراها
كلما ضلت المنية عنه =جعلته دليلها فهداها
كم لكفيه في صدور صدور =طعنة يسبق القضاء قضاها
لست أنسى للدهر رمد أماق =ما جلا غير ذي الفقار جلاها
كم عتاة أذلها بعد عز =وعفاة بعد العفا أغناها
لو ترى المرهفات تشكو إليه =حالها وهو راحم شكواها
لرأيت الدماء يسبح فيها =من أعالي الجبال شم ذراها
فاض منها ما لم يفض من سحاب =لو رآها السحاب لاستجداها
كل يوم يجرد الطعن منه =همة تمسح الكماة يداها
أعلم الناس بالوغى كم معان =من طعان علي يديه ابتداها
كيف تخفى صناعة الحرب عنه =وجميع الذرات قد أحصاها
عزمات تحفها عزمات =كل يمنى تنحط عن يسراها
عزمات مؤيدات بروح =لا ترى الخلق ذرة من هباها
رايد لا يرود إلا العوالي =طاب من زهرة القنا مجتناها
جاء بالسيف هاديا للبرايا =حيث لم يثنها الهدى فثناها
من تلقى يد ( الوليد ) بضرب =حيدري بري اليراع براها
وسقى منه ( عتبة ) كأس بؤس =كان صرفا الى المعاد احتساها
ورأى تيه " ذي الخمار " فردا =ه من الذل بردة ما ارتداها
لست أنسى له شياطين حرب =بالهي بأسه أخزاها
ذاك من ليس تنكر الحرب منه =بارقات يجلو الظلام ضحاها
كم رمى راحة فشلت وكانت =قلة ليس يلتوي عطفاها
وله من أشعة الفضل شمس =ودت الشمس أن تكون سماها
أعد الفكر في معانيه تنظر =كيف يحيي الاجسام بعد فناها
واسأل الانبياء تنبئك عنه =أنه سرها الذي نباها
وكذا فاسأل السموات عنه =من أطاعت لوحيه يوحاها
ومن استل للحوادث رأيا =كسنا المبرقات يفري دجاها
وامتطى الكاهل الذي قد أمرت =قدرة الله فوقه يمناها
ذاك يحيي الموت وإن كان يردى =كل نفس أخنى عليها خناها
كم نفوس تصحها علل الفقر =ولو نالها الغنى أطغاها
حسب أهل الضلال منه نبال =هي مرمى وبالها وبلاها
قائم في زكاة كل المعالي =دائم دأبه على إيتاها
لو سرت في الثرى بقية طل =من نداه لروضت حصباها
كم أدارت يداه أفلاك مجد =مستمر على الزمان بقاها
ذاك من جنة المعالي كطوبى =كل شئ تظله أفياها
ذاك ذو الطلعة التي تتجلى =خفرات الجمال دون اجتلاها
اي وعينيه لاأكاليل فضل =لملوك الملوك إلا احتذاها
لذ إلى جودة تجد كيف يهدي =حلل المكرمات من صنعاها
كم له من روائح وغواد =مدد الفيض كان من مبداها
كم له شمس حكمة تتمنى =غرة الشمس أن تكون سماها
لم تزل عنده مفاتيح كشف =قد أماطت عن الغيوب غطاها
رب حالى أوامر ونواه =ليس يرضى القضاء دون رضاها
بأبى ذويد عن الله ترمي =أي سهم لله في مرماها
هي طورا مديرة فلك =الاخرى وطورا مديرة أولاها
ومن المهتدي بيوم " حنين " =حين غاوي الفرار قد أغواها
حيث بعض الرجال تهرب من بيض =المواضي والبعض من قتلاها
حيث لا يلتوى إلى الالف إلف =كل نفس أطاشها مادها ها
من سقاها في ذلك اليوم كأسا =فائضا بالمنون حتى رواها
أعجب القوم كثرة العد منها =ثم ولت والرعب حشو حشاها
وقفوا وقفة الذليل وفروا =من أسود الشرى فرار مهاها
وعلي يلقي الالوف بقلب =صور الله فيه شكل فناها
إنما تفضل النفوس بجد =وعلى قدره مقام علاها
لودعت كفه بغير حراب =أجل الخلق لاستجاب دعاها
لو تراه وجوده مستباح =قبل كشف العفاة سر عفاها
خلت من أعظم السحائب سحبا =سقت الروض قبل ما استسقاها
وهو للدائرات دائرة السع=د إلا ساء حظ من ناواها
همم لا ترى بها فلك الافلاك =إلا كحبة في فلاها
لم يدع ذلك الطبيب كلوما =قد أساءت بالدهر إلا أساها
وأياديه لم تقس بالايادي =أين ماء العيون من أصداها
صادق الفعل والمقالة يحوي =غرة ، مثل حسنه حسناها
كم رمى بهمة بلحظة طرف =كان ميقات حتفه مرماها
خاط للعنكبوت نسج الردي =ني وأبيات عزمه أوهاها
وأقام الجهول بالسيف رغما =هل تقوم الدنيا بغير ظباها
باسط عن يد الاله يمينا =يرسل الرزق للعباد عطاها
قابض عن جلاله بجلاد =لو بدت صورة الردى أرداها
رب صعب من جامحات العوادي =قاده من يمينه إيماها
قد أعاد الهدى وغير عجيب =أن يعيد الاشياء من أبداها
بأبي منشئ الحوادث كم صو =رة حتف بزجره أنشاها
كانت العرب قبل قوة يمنا =ه عروفا لا تلتوي فلواها
وأراها طعنا يفل عرى الصبر =وضربا يحل عقد عراها
فاستعاذت من ذاك بالهرب =الاقصى لتنجو به فما أنجاها
لا تخل مهرب الجبان ينجيه= إذا مدت المنايا خطاها
جر طغواهم الوبال عليهم =رب قوم أذلها طغواها
كان ملء الثرى ضلال وبغي =لكن السيف منهما أخلاها
لم تفه ملة من الشرك إلا =فض بالصارم الالهي فاها
وطواها طي السجل همام =نشر الحرب علمه وطواها
لم يدع سيفه حشا قط إلا =وبفوارة الغليل حشاها
سل كماة الابطال من كل حي =غير ذاك الكمي من أفناها
كم عرامشكل فحل عراه =ليس للمشكلات إلا فتاها
هل أتت ( هل أتى ) بمدح سواه =لا ومولى بذكره حلاها
فتأمل ( بعم ) تنبئك عنه =نبأ كل فرقة أعياها
وبمعنى ( أحب خلقك ) فانظر =تجد الشمس قد أزاحت دجاها
واسأل الاعصر القديمة عنه =كيف كانت يداه روح غذاها
وهو علامة الملائك فاسأل =روح جبريل عنه كيف هداها
بل هو الروح لم يزل مستمدا =كل دهر حياته من قواها
أي نفس لا تهتدي بهداه =وهو من كل صورة مقلتاها
وتفكر ( بأنت مني ) تجدها =حكمة تورث الرقود انتباها
أو ما كان بعد ( موسى ) أخوه =خير أصحابه وأكرم جاها
ليس تخلو إلا النبوة منه =ولهذا خير الورى استثناها
وهو في آية ( التباهل ) نفس =المصطفى ليس غيره إياها
ثم سل ( إنما وليكم الله ) =تر الاعتبار في معناها
آية خصت الولاية لله =وللطهر حيدر بعد طه
آية جاءت الولاية فيها =لثلاث يعدو الهدى من عداها
وبسد الابواب أي افتتاح =لكنوز الهدى ففز بغناها
من تولى تغسيل ( سلمان ) إلا =ذات قدس تقدست أسماها
ليلة قد طوى بها الارض طيا =إذ نأت داره وشط مداها
و ( ابن عفان ) حوله لم يجهز =ه ولا كف عنه كف أذاها
لست أدري أكان ذلك مقتا =من علي أم عفة ونزاها
فلك لم يزل يدور به الحق =وهل للنجوم إلا سماها ؟
و " بخم " ما ذا جرى يوم خم =تلك اكرومة أبت أن تضاهي
ذاك يوم من الزمان أبانت =ملة الحق فيه عن مقتداها
كم حوى ذلك " الغدير " نجوما =ما جرت أنجم الدجى مجراها
إذ رقى منبر الحدائج هاد =طاول السبعة العلى برقاها
موقفا للانام في فلوات =وعرات بالقيظ يشوي شواها
خاطبا فيهم خطابة وحي =يرث الدين كله من وعاها
أيها الناس لا بقاء لحي =آن من مدتي أوان انقضاها
إن رب الورى دعاني لحال =قبل أن يخلق الورى أقضاها
أن اولي عليكم خير مولى =كلما اعتلت الامور شفاها
سيدا من رجالكم هاشميا =صاحته العلى فطاب شذاها
صالح المؤمنين سر هداها =عظم الذكر نفسه فكناها
صاحب الهمة التي لو أرادت =وطأت عاتق السهى قدماها
فتفكرت في ضمائر قوم =وهي مطوية على شحناها
وتطيرت من مقالة قوم =قد غلا بابن عمه وتباهي
فأتتني عزيمة من إلهي =أوعدتني إن لم أبلغ سطاها
فهداني الى التي هي أهدى =وحبانى بعصمة من أذاها
أيها الناس حدثوا اليوم عني =وليبلغ أدنى الورى أقصاها
كل نفس كانت تراني مولى =فلتر اليوم حيدرا مولاها
رب هذي أمانة لك عندي =وإليك الامين قد أداها
وال من لا يرى الولاية إلا =لعلي وعاد من عاداها
فأجابوا : بخ بخ ، وقلوب الق = وم تغلي على مغالي قلاها
لم تسعهم إلا الاجابة بالقول =وإن كان قصدهم ما عداها
ثم لما مضى القضاء بروحا =نية الكون وانقضى رياها
وجدوا فرصة من الدهر لاحت =فأصابت قلوبهم مشتهاها
قل لمن أول الحديث سفاها =وهو إذ ذاك ليس يأبى السفاها :
أترى أرجح الخلائق رأيا =يمسك الناس عن مجاري سراها ؟
راكبا ذروة الحدائج ينبي =عن امور كالشمس رأد ضحاها
أيها الراكب المجد رويدا =بقلوب تقلبت في جواها
إن تراءت أرض الغريين فاخضع =واخلع النعل دون وادي طواها
وإذا شمت قبة العالم =الاعلى وأنوار ربها تغشاها
فتواضع فثم دارة قدس =تتمنى الافلاك لثم ثراها
قل له والدموع سفح عقيق =والجوى تصطلي بنار غضاها
يابن عم النبي أنت يد الله =التي عم كل شئ نداها
أنت قرآنه القديم وأوصا =فك آياته التي أوحاها
خصبك الله في مآثر شتى =هي مثل الاعداد لا تتناهى
ليت عينا بغير روضك ترعى =قذيت واستمر فيها قذاها
أنت بعد النبي خير البرايا =والمسا خير ما بها قمراها
لك ذات كذاته حيث لولا =أنها مثلها لما آخاها
قد تراضعتما بثدي وصال =كان من جوهر التجلي غذاها
يا علي المقدار حسبك لا هو =تية لا يحاط في علياها
أي قدس إليه طبعك ينمى =والمراقي المقدسات ارتقاها
لك نفس من جوهر اللطف صيغت =جعل الله كل نفس فداها
هي قطب المكونات ولولا =ها لما دارت الرحى لولاها
لك كف من أبحر الله تجري =أنهر الانبياء من جدواها
حزت ملكا من المعالي محيطا =بأقاليم يستحيل انتهاها
ليس يحكي دري فخرك ذر =أين من كدرة المياه صفاها
كل ما في القضاء من كائنات =أنت مولى بقائها وفناها
يا أبا النيرين ، أنت سماء =قد محا كل ظلمة قمراها
لك بأس يذيب جامدة =الكونين رعبا ويجمد الامواها
زان شكل الوغى حسامك والرم=ح كما زان غادة قرطاها
ما تتبعت معشرا قط إلا =وأناخ الفنا بعقر فناها
كلما أحفت الوغى لك خيلا =أنعلتها من الملوك طلاها
قد تها قود قادر لم ترعه =امم غير ممكن احصاها
لك ذات من الجلالة تحوي =عرش علم عليه كان استواها
لم يزل بانتظارك الدين حتى =جردت كف عزمتيك ظباها
فجعلت الرشاد فوق الثريا =ومقام الضلال تحت ثراها
فاستمرت معالم الدين تدعو =لك طول الزمان فاغتم دعاها
إنما البأس والتقى والعطايا =حلبات بلغت أقصى مداها
لك من آدم القديم مراع =أمة بعد أمة ترعاها
يا أخاه المصطفى لدي ذنوب =هي عين القذى وأنت جلاها
يا غياث الصريخ دعوة عاف =ليس إلاك سامع نجواها
كيف تخشى العصاة بلوى المعاصي =وبك الله منقذ مبتلاها
لك في مرتقى العلى والمعالي =درجات لا يرتقى أدناها
عرفت ذاتك القديمة مولا =ك فو حدت في القديم الالها
أين معناك من معاني أناس =كان مبعودها اتباع هواها
يا خليلي إن لله خلقا =حسبها النار في غد تصلاها
سبحوا في الضلال سبحا طويلا =وعلى الرشد أكرهوا إكراها
إن تسليما ( السقيفة ) والقو =م فإنى والله لا أنساها
يوم خطت صحيفة الغي يملي=ها عليها خداعها ودهاها
ما اجتماع المهاجرين مع الان=صار فيها وقد علت غوغاها
حيث قالوا منا ومنكم أمير =ووزير يدير قطب رحاها
وأرادوا لها تدابير سعد =فارتضاها بعض وبعض أباها
أتراها درت بأمر عتيق =فلماذا في الامر طال مراها
إن تكن بيعة الصحابة دينا =لم يحل عن محلها أتقاها
كيف لم يسرع الوصي إليها =وهو باب العلوم بل معناها ؟
كيف لم تقبل الشهادة من =أحمد فيه بأنه أقضاها ؟
بيعة أورثت جميع البرايا =فتنة طال جورها وجفاها
بل هي ( الفلتة ) التي زعموها =كفي المسلمون شر أذاها
يا ترى هل درت لمن أخرته =عن مقام العلى وما أدراها
أخرت أشبه الورى بأخيه =هل رأت في أخ النبي اشتباها ؟
كيف لم تأمن الامين عليها =وهو في كل ذمة أوفاها
ولو أن الاصحاب لم تعدر شدا =كان رشدا فرارها من عداها
أنبي بلا وصي ؟ تعالى= الله عما يقوله سفهاها
زعموا أن هذه الارض مرعى =ترك الناس فيه ترك سداها
كيف تخلو من حجة وإلى من حجة =ترجع الناس في اختلاف نهاها
وأرى السوء للمقادير ينمى =فإذا لا فساد إلا قضاها
قد علمتم أن النبي حكيم =لم يدع من أموره اولاها
أم جهلتم طرق الصواب من =الدين ففاتت أمثالكم مثلاها
هل ترى الاوصياء يا سعد إلا =أقرب العالمين من أنبياها ؟
أو ترى الانبياء قد تخذوا المشرك =دهرا بالله من أوصياها ؟
أن نبي الهدى رأى الرسل ضلت =قبله فاقتفي خلاف اقتفاها ؟
أو ما ينظرون ماذا دهتهم =قصة الغار من مساوي دهاها
يوم طافت طوائف الحزن حتى =أو هنت من جنى عتيق قواها
إن يكن مؤمنا فكيف عدته =يوم خوف سكينة وعداها
إن للمؤمنين فيها نصيبا =وهي يوم الوبال أقصى وقاها
كم وكم صحبة جرت حيث لا =إيمان والله في الكتاب حكاها
وكذا في براءة لم يبسمل =حيث جلت بذكره بلواها
ثم سلها من بعد ما رد عنها =صاحب الغار خائبا من تلاها ؟
أين هذا من راقد في فراش =المصطفى يسمع العدى ويراها
فاستدارت به عتاة قريش =حيث دارت بها رحى بغضاها
وأرادت به مكايد سوء =فشفى الله داءها بدواها
ورأيت قسورا لو اعترضته= الانس والجن في وغى أفناها
مد كف الردى فلو لم تكفكف =عنه آثار بغيها لمحاها
نظرت نظرة إليه فلاقت =قدرة الله لا يرد قضاها
فتولت عنه ، وللرعب فيها =فلك دائر على أعضاها
بأبى من غدا يودي أمانا =ت أخيه حتى أتم أداها
بأبى من حمى بطعن العوالي =حرم المصطفى وصان خباها
رتبة سل بها العظيمين جبريل =وميكال كيف قد خدماها
صاح ما هؤلاء في الناس إلا =كعيون داء العمى أعياها
ألها منظر لادراك مرأى =أم لها مسمع لمن ناجاها
أهم خير امة اخرجت للناس ؟ =هيهات ذاك بل أشقاها
أتراها من ولد آدم حقا =أم سوام كانت لهم أشباها
أي مرمى من الفخار قديما =أو حديثا أصابه شيخاها
أي اكرومة ولو أنها قلت =ودقت إليهما منتماها ؟
الزهد في الجاهلية عما =عهدته الايام من جهلاها
أم لذكر أناف أم لعهود =في ذمام الاسلام قد حفظاها
إن يكونا كزعمهم أسدى بأ =س ، فأي الفرايس افترساها ؟
كيف لم يظفروا ولا بجريح =ويد الليث جمة جرحاها
إن تكن فيهما شجاعة قرم =فلماذا في الدين ما بذلاها ؟
ذخراها لمنكر ونكير =أم لا جناد مالك ذخراها
لم يجيبا نداء أحمد إلا =لامور من كاهن عقلاها
علما أن أحمدا سيليها =وإذا مات أحمد ولياها
فأجابت لرغبة لا لرشد =كلمات الاسلام إذ سمعاها
نكثا بيعة الذي بايعته =من ملوك السبع الاولى عظماها
أهو المختفى بظل عريش =حيث ظل الكماة كان قناها
أم هو القائل الملح أقيلو =نى منها فإنني أأباها
لو حوى قلب بنته لم ترعه =من صفاح اليهود وقع شباها
يوم جاءت تقود ( بالجمل ) العس = كر لا تتقي ركوب خطاها
فألحت ( كلاب حوأب ) نبحا =فاستدلت به على حوباها
يا ترى أي أمة لنبي =جاز في شرعه قتال نساها
أي ام للمؤمنين أساءت =ببنيها ففرقتهم سواها
شتتتهم في كل شعب وواد =بئس أم عتت على أبناها
نسيت آية التبرج أم لم =تدر أن الرحمن عنه نهاها
حفظت أربعين ألف حديث =ومن الذكر آية تنساها
ذكرتنا بفعلها زوج موسى =إذ سعت بعد فقده مسعاها
قاتلت يوشعا كما قاتلته =لم تخالف حمراؤها صفراها
واستمرت تجر أردية اللهو =الذي عن إلهها ألهاها
فباحراق مالك سوف تجزى =من لظى مالك أشر جزاها
لا تلمني يا سعد في مقت قوم =ما وفت حق أحمد إذ وفاها
أو ما قال عترتي أهل بيتي =احفظوني في برها وولاها ؟
نازعوه حيا ، وخانوه ميتا =يا لتلك الحظوظ ما أشقاها !
أمة لم تؤم أمر سفير الله =ضلت وضل من يهواها
كيف أقصت أخا نزار وآوت =من أعادي محمد أعداها
تعست جبهة الجبان تنافي =كل خير ، لا خير فيمن رجاها
أحديث القيان يكرهه الرجس =وللمصطفى يلذ غناها ؟ ؟ !
ليته حين قال : لولا علي =وبدت آية الهدى فاقتفاها
لكن الجهل لم يدعه بصيرا =أي عين رأت عقيب عماها
اي وحق الاسلام لولا علي =ما قضاها فتى ولا أفتاها
قد أطلت على العوالم منه =حكمة الله لم يسعها فضاها
تتجلي به منيرات فضل =كالدراري سيارة في سماها
لم يذوقوا الهدى ولو طعموه =عرفوا للنبي قدرا وجاها
صاحبوه ونافقوا في هواه =فهووا في جحيمها ولظاها
نقضوا عهد أحمد في أخيه =وأذاقوا البتول ما أشجاها
وهي العروة التي ليس ينجو =غير مستعصم بحبل ولاها
لم ير الله للنبوة أجرا =غير حفظ الوداد في قرباها
لست أدري إذ روعت وهي حسرى =عاند القوم بعلها وأباها
يوم جاءت إلى عدي وتيم =ومن الوجد ما أطال بكاها
فدعت واشتكت إلى الله شجوا =والرواسي تهمز من شكواها
فأطمأنت لها القلوب وكادت =أن تزول الاحقاد ممن حواها
تعظ القوم في أتم خطاب =حكت المصطفى به وحكاها
أيها القوم راقبوا الله فينا =نحن من روضة الجليل جناها
نحن من بارئ السموات سر =لو كرهنا وجودها ما براها
بل بآثارنا ولطف رضانا =سطح الارض والسماء بناها
وبأضوائنا التي ليس تخبو =حوت الشهب ما حوت من ضياها
واعلموا أننا مشاعر دين الله =فيكم فأكرموا مثواها
ولنا من خزائن الغيب فيض =ترد المهتدون منه هداها
إن تروموا الجنان فهي من الله =إلينا هدية أهداها
هي دار لنا ونحن ذووها =لا يرى غير حزبنا مراها
وكذاك الجحيم سجن عدانا =حسبهم يوم حشرهم سكناها
أيها الناس أي بنت نبي =عن مواريثه أبوها زواها ؟
كيف بزوى عني تراثي عتيق =بأحاديث من لدنه افتراها ؟
هذه الكتب فاسألوها تروها =بالمواريث ناطقا فحواها
وبمعنى ( يوصيكم الله ) أمر =شامل للعباد في قرباها
كيف لم يوصنا بذلك مولا نا =وتيما من دوننا أوصاها ؟
هل رءانا لا نستحق اهتداء =واستحقت تيم الهدى فهداها ؟
أم تراه أضلنا في البرايا =بعد علم لكي نصيب خطاها ؟
أنصفوني من جائرين أضاعا =ذمة المصطفى وما رعياها
وانظروا في عواقب الدهر كم أمس=ت عتاة الرجال من صرعاها
مالكم قد منعتمونا حقوقا =أوجب الله في الكتاب أداها
وحذوتم حذو اليهود غداة =اتخذو العجل بعد موسى إلها
قد سلبتم من الخلافة خودا =كان منا قناعها ورداها
وسبيتم من الهدى ذات خدر =عز يوما على النبي سباها
إن رضيتم من دوننا خلفاء =لا اشتفت من قلوبكم مرضاها
أو أبيتم عبود أحمد فينا =لا وقيتم من الرزايا سطاها
تدعون الاسلام إفكا وزروا =كذبت أمهاتكم بادعاها
أي شئ عبدتم إذ عبدتم =أن يولى تيم على آل طه
هذه البردة التي غضب الله =على كل من سوانا ارتداها
فخذوها مقرونة بشنار =غير محمودة لكم عقباها
والبسوها لباس عار ونار =قد حشوتم بالمخزيات وعاها
لم نسلكم لحاجة واضطرار =بل ندل الورى على تقواها
كم لنا في الوجود رشحة جود =يعجز السبعة البحار غناها
علم الله أننا أهل بيت =ليس تأوي دنية مأواها
لو سألنا الجليل إلقاء عدن =أو مقاليد عرشه ألقاها !
سعد دعني وهجو سود المعاني =أكبر الحمد في معاني هجاها
كيف تنفى ابنة النبي عنادا =لا نفى الله من لظى من نفاها
ولاي الامور تدفن سرا =بضعة المصطفى ويعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس وجدا =في فم الدهر غصة من جواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوى =أي قدس يضمه مثواها
ثم همت ببعلها كل كف =واستمدت له رقاق مداها
أمة قاتلت إمام هداها =يا ترى أين زال عنها حياها
كم أرادت إطفاء نار حسام =صاغه الله ثمرة لحشاها
بأبى من له مطاعن كف =لا يداوى من الردى كلماها
إن ذات العلوم تنمى جميعا =لعلي وكان روح نماها
وكذا كل حكمة مكنته =من أعالي سنامها فامتطاها
ومتى يذكر الندى فهو لطف =إن محيي الموتى به أحياها
ولاقدامه تزول الرواسي =والمقادير تقشعر حشاها
ومرامي الاسرار سدد سهم =الله منه له فما أخطاها
كم له من مواهب مردفات =هي كالشمس لا يحول ضياها