ووال ختام المرسلين وآله
السيد عبد الرؤف الجدحفصي البحراني
إلى كم تطيل النوح حول المرابع= وتذري على الدارات درّ المدامع
وتندب رسماً قد محته يد البلى= وتشجيك آثار الطلول البلاقع
وتقضي غراما عند تذكار رامة= لأرام أنسٍ في القلوب رواتع
وتحيى إذا هبّت من الحي نسمة= وتهفوا لتغريد الحمام السواجع
أما آن أن تصحو وقد حال حالك= وبدّلته قسراً بأبيض ناصع
ومالك شغل عن تذكّر بارق= ببارق شيب من قذالك لامع
فهب أنّ سلمى بعد قطعك راجعت= أيجديك نفعاً والصبا غير راجع
وخذ قبل أن تحتاج زاداً مبلّغا= الى سفر جمّ المهالك شاسع
ولا تأمن الدهر الخؤن فشهده= مشابٌ بسمّ نافذ السهم ناقع
فكم غرّغراً بالمبادي وما درت= مطالعه ماذا ترى في المقاطع
ولا تكترث بالحادثات ووقعها= فما في ضمان الله ليس بضائع
وفوّض لرب العرش أمرك كله= ووجه لما يوليكه نفس قانع
ووال ختام المرسلين وآله= لتسعى بنور عن يمينك ساطع
فإن حدتَ عنهم او علقت بغيرهم= هلكت ، وهل يشأى الظليع بظالع
هم أمناء الله في هل أتى أتى= مديحهم بالنص غير مدافع
براهين فضل قد خلت من معارض= وآيات فصل قد علت عن مضارع
لربهم عافوا الرقاد فأصبحت= جنوبهم تأبى وصال المضاجع
بهم أشرق الدين الحنيفي غبّ ما= دجى وتجلّت مبهمات الشرائع
لقد جاهدوا في الله حق جهاده= وردوا حسيراً طرف كل منازع
فلما قضى المختار عاثت بشملهم= على رغم أنف الدين أيدي الفجائع
وسددت الأعداء نحو قبيله= سهام ذحول عن قسيّ خدائع
ونالت رءوس الكفر منهم فلم تدع= لهم في فجاج الأرض مقلة هاجع
فهم بين من بيتزّ بالقهر إرثها= ومن بين متبوع يقاد لتابع
ومن بين مخذول رأى رأي عينه= خلاف الموالي وانحراف المبايع
ومما شجى قلبي وأغرى بي الأسى= وأفنى اصطباري ذكر كبرى الوقائع
هي الوقعة الكبرى التي كل سامع= لها ودّ لو سدّت خروق المسامع
غداة دعت سبط النبي عصابة= بأن سر وعجّل بالقدوم وسارع
وجاءت إليه كتبهم وقد انطوت= على إحنٍ طيّ الحشى والأضالع
بنفسي الحسين الطهر يسعى اليهم= بأهليه لا يثني عزيمة راجع
وتصحبه من صحبه الغر سادة= لهم في قران الفوز أسعد طالع
فديتهم لما أتوا أرض كربلا= وضاق بهم من سبلها كل واسع
فديتهم لما أتى القوم نحوهم= وسدوا عليهم كل نهج وشارع
فديتهم لما أحاطوا برحلهم= وردّوهم عن وردماء الشرائع
لعمري لقد فازوا وحازوا مراتباً= تقهقر عن ادراكها كل طامع
وما برحوا في نصره ولأمره= بأسرهم ما بين ساع وسامع
فشمس العلى غارت وانجم سعدها= توارت وأمسى غارباً كل طالع
بنفسي قتيلاً مفرداً بين خاذل= وباغ ومرتدّ وطاغ وخادع
بنفسي رضيعاً ألقم القوم ثغره= ثديّ سهام لا ثديّ مراضع
بنفسي رؤساً قد نأت عن جسومها= بعامل جزم فوق عامل رافع
فديتهم والرأس كالبدر بينهم= وهم حوله مثل النجوم الطوالع
إليكم سلاطين المعاد قصيدة= أجادت معانيها قريحة بارع
فما الدر منظوماً سوى عقد نظمها= وما الروض إلا ما حوت من بدائع
إذا شان شعرُ الناس طولٌ فشأنها= له الطول مهما أنشدت في المجامع
فإن سحبت ذيل القبول لديكم= رضيت على حظي وصالحت طالعي
بكم قدعلا قدري وشاعت مفاخري= وسدتُ كهول الناس في سنّ يافع
إذا ضاع مدح المادحين سواكم= فاجر مديحي فيكمُ غير ضائع
فيا علل الايجاد والسادة الاولى= هم عند رب العالمين ذرائعي
بنوركم نهدى الى طرق الهدى= كما يرشد الساري ضياء المشامع
وما لي سوى حبي لكم من بضاعة= وتلك لعمر الله أسنى البضائع
فنجلكم عبد الرؤف وعبدكم= بكم يلتجي من هول وقع المقامع
سليل الحسيني الحسين بن أحمد= لِباب التماس العفو أحوج قارع
خذوا بيدي والوالدين وأسرتي= وصحبي وتالٍ للقريض وسامع