سبط النبي
الشيخ حسين بن ابي سعيد البحراني
ايها الباكي المطيل بكاه= كلّما آن صبحه ومساه
ابك ما عشت للحسين بشجو= لا ترد بالبكا الطويل سواه
فهو سبط النبي اكرم سبط= فاز عبد بنفسه واساه
يوم اضحى بكربلا بين قوم= جدّلوه واظهروا بغضاه
وهو يدعوهُم الى منهج الحق= وهم في عمى الضلالة تاهوا
كتبوا نحوه يقولون انّا= قد رضينا بكل ما ترضناه
سر الينا فلا إمام نراه= يهتدي مجمع الورى بهداه
غيرك اليوم يا بن مَن فرض الله= على سائر الانام ولاه
كن الينا مسارعا فعلينا= حين تأتي جميع ما تهواه
فأتى مسرعاً اليهم فلما= عاينوه وعنده اقرباه
أعرضوا عن وداده ، ثم أبدى= منهم الحقد مَن له اخفاه
فتحامت اليه اخوان صدق= رغبة في قتال من عاداه
بذلوا دونه النفوس اختياراً= للمنايا وجاهدوا في رضاه
ما ونوا ساعة الى أن أبيدوا= للمنايا ولم يعد إلا هو
تارة بالطعان يحمي وطوراً= بالحسام الصقيل يحمي حماه
إذ رماه الاشقى خوّلى بسهم= وهو عن ذاك غافل لا يراه
وعلاه اللعين اعنى سنانا= طعنة بالسنان شلّت يداه
فبكت من فعاله الأنس والجن= ومن حلّ في رفيع سماه
وبكى البيت والمقام ونادى= مذهب الحق آه واويلا
وغدا الدين بعد هذا حزينا= وعليه الزمان شق رداه
وتولى الجواد يبكي عليه= اسفا وهو بالبكا ينعاه
ورأت زينب اخاها على الارض= صريعا معفراً بدماه
ثاوياً بالعرا قتيلا سليبا= عاريا من قميصه ورداه
لهف نفسي على بنات حسين= حاسرات يصحن وآجداه
يا بني المصطفى السلام عليكم= ما أضا الصبح واستنار ضياه
انتم صفوة العليّ من الخلق= جميعاً وأنتم أُمناه
انتم المنهج القويم وانتم= يا بني احمد منار هداه
انتم حبله المتين فطوبى= لمحبّ تمسكته يداه
واذا ما ابو الحسين ارتجاكم= حاش لله أن يخيب رجاه
ابن ابي سعد مخلص الود فيكم= في غد يرتجيكم شفعاه
ويرجّى الخلود في جنّة الخلد= وان تصفحوا له عن جناه
وعليكم من ربكم صلوات= ليس يحصى عظيمها إلا هو
ما دعى الله مخلص حين صلّى= في منام وما استجيب دعاه