في مدح الحجة المنتظر (عج)
السيّد حيدر الحلي
هي دار غيبته فحي قبابها = والثم بأجفان العيون ترابها
بذلت لزائرها ولو كشف الغطا = لرأيت أملاك السما حجابها
ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أمرها = لهوت تقبل دهرها أعتابها
سعُدت بمنتظر القيام ومَن به = عقدت عيون رجائه أهدابها
وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ = وأبيكَ ماحوتِ السما أضرابها
بضرايح حجبت أباه وجده = وبغيبه ضربت عليه حجابها
دارٌ مقدَّسة ٌ وخيرُ أئمَّة ٍ = فَتح الإلهُ بهم إليه بابها
لهُم على الكرسيّ قبّة سؤددٍ = عَقدَ الإلهُ بعرشهِ أطنابها
كانوا أظلَّة َ عرشهِ وبدينِه = هبطوا لدائرة غدوا أفطابها
صدعوا عن الرب الجليل بأمره = فغدوا لكل فضيلة أربابها
فهدوا بني الالباب لكن حيروا = بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها
لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها = فنمت بأكرم مغرس أطيابها
فالله صور آدما من طينة = لهم تخيَّر محضَها ولُبابها
وبراهمُ غُرراً من النُطفِ التي = هي كلَّها غررٌ وَسل أحسابها
تُخبرَك أنَّهمُ جروا في أظهرٍ = طابت وطهَّر ذو العُلى أصلابها
وتناسلوا فإذا استهلَّ لهم فتى = نسجت مكارمه له جلبابها
حتى أتى الدنا الذي سيهزها = حتى يدك على السهول هضابها
وسينتضي للحرب محتلب الطلى = حتى يُسيلَ بشفرتيه شعابها
ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضُ طالباً = ترة له جعل الله طلابها
هو قائمٌ بالحقِّ كم من دعوة = هزَّتهُ لولا ربُّه لأجابها
سعُدت بمولِدِهِ المباركِ ليلة ٌ = حَدرَ الصباحُ عن السرورِ نقابها
وزهت به الدنيا صبيحة طرزت = أيدي المسرّةِ بالهنا أثوابها
رجعت إلى عصرِ الشبيبة ِ غضَّة = من بعد ماطوت السنين شبابها
فاليومَ أبهجت الشريعة بالذي = ستنالُ عند قيامه آرابها
قد كدَّرت منها المشاربَ عُصبةٌ = جعل الاله من السرابِ شرابها
يا من يُحاولُ أن يقومَ مهنيّاً = إنهض بلغت من الأمور صوابها
وأشر إلى من لا تشير يدُ العُلى = لِسواهُ إن هي عَدَّدت أربابها
هو ذلك الحسن الزكيُّ المجتبى = من ساد هاشم شيبها وشبابها
جمع الأله به مزايا مجدها = ولها أعادَ بعصرِه أحقابها
نُشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ ردائِه = أطهارَها، أطيابها، أنجابها
وله مآثر ليس تحصى لو غدت = للحشرِ أملاكُ السما كتّابها
أنّى وهُنَّ مآثرٌ نبويَّةٌ = كلُّ الخلائقِ لا تُطيق حسابها
ذك الذي طلب السماء بجده = وبمجده حتى ارتقى أسبابها
ما العلم منتحلا لديه وإنما = وَرثَ النبوَّة َ وحيَها وكتابها
يا من يريش سهامَ فكرتِه النهى = فلأي شاكة أراد أصابها
ولدتكَ أمُّ المكرماتِ مبرَّءاً = مما يُشينُ من الكرامِ جنابها
ورضعت من ثدي الأمامة علمها = مُتجلبباً في حجرِها جلبابها
وبنورِ عصمتِها فُطمت فلم ترث = حتى بأمر الله نبت منابها
فاليومَ أعمالُ الخلايقِ عندكم = وغداً تلون ثوابها وعقابها
وإليكم جَعل الإلهُ إيابها = وعليكم يوم للعاد حسابها
يامن له انتهت الزعامة في العلى = فغداً يروض من الأمور صعابها
لو لامست يدك الصخورَ ولفجَّرت = بالماء من صم الصخور صلابها
ورعى ذِمام الأجنبين كما رعى = لنبي أرومة مجده أنسابها
رقت الأنام طبايعاً وصنايعاً = بهما ملكت قلوبها ورقابها
وجدتك أبسط في المكارم راحة = بيضاء يستسقي السحاب سحابها
ورأتك أنور في المعالي طلعة = غراءَ لم تَنُبِ النجومُ منابها
لله دارك إنّها قِبَلُ الثنا = وبها المدايح أثبتت محرابها
هي جنَّةُ الفردوس الاّ أنّها = رضوانُ بِشرك فاتحٌ أبوابها
فأقم كما اشتهت الشريعة ُ خالداً = تطوي بنشرك للهدى أحقابها